(5)
انظر في سورة البقرة آية (٦٢)، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62]، وقال تعالى سورة المائدة آية (٦٩): ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [المائدة: 69]، وسورة الحج آية (١٧) قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [الحج: 17]، واذكُرِ الفرقَ، ولماذا؟ والآيات بها فروق كثيرة ولكنِ اذْكُر فرق كلمة (الصابئين) فقط.
هذا السُّؤال جاءت الآيات الخاصَّة به في ثلاثة مَواضِع في القُرآن؛ في سورة البقرة الآية (٦٢)، وذكر فيها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62]، ثم في سورة الحج (١٧): ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [الحج: 17]، هنا سوف نُلاحِظ أنَّ الصابِئين قُدِّمَت مرَّةً على النصارى وأُخِّرَت مرَّةً عنها؛ وذلك أنَّ الصابِئين هم كانوا أتباع سيِّدنا إبراهيم، ثمَّ كوَّنوا جماعةً عبَدت الكَواكب، وهم جماعة صَغيرةٌ مِن حيث الحجْم، وسمُّوا الصابئين، ولكنَّهم أقدَم مِن النَّصارى مِن حيثُ الزَّمن، والنَّصارى هم جماعة كبيرة مِن حيثُ الحجْم، ولكنَّهم أحدث مِن حيث الزَّمن، فإذا راعى القُرآن الحجْم ذكَر النَّصارى أوَّلاً، وإذا راعى الزَّمن ذكَر الصَّابِئين أوَّلاً، وهذا هو ما عبَّرتْ عنه الآيتان في سورة البقرة وسورة الحجِّ.
أما في سورة المائدة، فجاءت ﴿ الصَّابئون ﴾ بالرَّفع، وذلك في قوله سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾[المائدة: 69] فانظر معي إلى كلمة ﴿ الصابئون ﴾ جاءتْ مرفوعةً بين منصوبتَين، فكأنه عندما ذكَر المنصوبات قدَّم النَّصارى، وعندما ذكَر ﴿ الصَّابئون ﴾ بالرفع قَدَّم ﴿ الصَّابئون ﴾، فكأنه راعى تقديم الاثنَين معًا في وقْت واحد، وهذا لا تجده إلا في القرآن العظيم كلام الله المعجز - سبحانه وتعالى - وذلك لكي تتمَّ عَدالة الذِّكر حتَّى في المَواضِع القُرآنية مِن حيثُ التَّقديم والتأخير، وسُبحان مَن هذا كلامه!
في سورة البقرة الآية (٨٨) يتكلَّم سُبحانه عن عدَدٍ، فقدَّم القِلَّة على الإيمان؛ لأنَّ الكلام عن العدد، فقال: ﴿ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴾، أما في سورة النساء الآية (٤٦)، فالكلام عن الإيمان، فقدَّم سُبحانه الإيمان على العدد، فقال: ﴿ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾.
(7)
كما أنَّ الرَّسول وُصِف بصفتَين، وسيِّدنا أبو بكر وُصِف بهما أيضًا، فقد وصَف الله أيضًا المؤمنين بهاتَين الصِّفتَين في الجزء الأول، فما هُما هاتان الصِّفتان؟
هاتان الصفتان هما العفو والصفح، وقد وصف الله بهما المؤمنين في سورة البقرة الآية (١٠٩)، قال تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 109]؛ وذلك لأنَّ الله إذا أمرَ المؤمِنين بفعْل شيءٍ - حتَّى لو لم يكن هذا الشيء فيهم - فإذا فعَلوا وأطاعوا الأمر، فقد أصبَح هذا الشيء مِن خصائصهم، وهكذا؛ فإنَّ الله يُنبِّه على أنَّه يجب على المؤمنين جميعًا أن يُطيعوا رسوله في كل شيء، ويَفعلوا مثل فعله؛ لأنَّ هذا هو الطَّريق الموصل إلى الله - سبحانه وتعالى - وهو طريق النَّجاة.
(8)
يقول الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - ((أنا دعوة إبراهيم))[1]، فهل نحن مِن دعوة إبراهيم كذلك؟
الإجابة في الجزء الأول؛ إجابة هذا السؤال هي الآية (١٢٨) من سورة البقرة قال تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128] نعم، نحن دعوة سيِّدنا إبراهيم بنصِّ هذه الآية، فنحن الذين قال عنَّا: ﴿ أُمَّةً مُسْلِمَةً ﴾، وهو بذلك جَدُّنا الأكبر.
الفرْق أنَّ الآية الأولى سورة البقرة (١٢٩) الذي يتكلَّم فيها هو سيِّدنا إبراهيم - عليه وعلى نبيِّنا الصَّلاة والسَّلام - وهو الذي قدَّم العِلم على التَّزكِيَة، أمَّا الثلاثُ الآيات التي تكلَّمتْ عن هذا الموضوع المُتكلِّم فيها هو الله، وهو يُصحِّح لسيِّدنا إبراهيم، ويقول: لا، التزكية أوَّلاً ثم العِلم؛ وذلك لأنَّ تربية النفْس وتَزكيتَها هو المَطلوب أولاً، وهذا هو الذي فعله الله مع نبيِّه وصحابته في مكَّة لمدة ثلاثة عشر عامًا، ثمَّ بعد ذلك نزلتْ آيات الأحكام التي فيها العِلم؛ فإذا جاء العِلم للنفْس الزكيَّة، استُعمِل العِلم في صالِح البشريَّة، أمَّا إذا جاء العلم ولم تُزكَّ النفْس، استُعمل العِلم في غير صالح البشريَّة، والأمثلة كثيرة على ذلك في عصْرنا هذا، وانظر إلى صُنَّاع أسلحة الدمار الشامل، ولو استُعمل هذا العِلم والمال المُنفَق على هذه الأسلحة في سد حاجة الفقراء، لما وجدْتَ مُحتاجًا على وجه الأرض.
(10)
في سورة البقرة آية (١٣٠) وسورة الحج آية (٧٥) معنى الاصطِفاء، وفي سورة آل عمران آية (٤٢) تكرَّر الاصطِفاء، لماذا؟
في سورة البقرة آية (١٣٠) قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾[البقرة: 130]، اصطفى الله سيِّدنا إبراهيم عليه الصَّلاة والسَّلام في الدُّنيا، وهو اختيار الله لمَن يُريد مِن رسله وخَلقِه، فهو سُبحانه الخالِق والفاعِل لِما يُريد، ولا يُسأل عمَّا يَفعَل، وهو المالك المُتصرِّف في مُلكِه كَما يَشاء، وكذلك في سورة الحج آية (٧٥) قال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [الحج: 75]، يَصطفِي الله مِن الملائكة ما يشاء؛ فهم أيضًا خَلقُه وعَبيده، فكما يَصطفي مِن البشر يَصطفي مِن الملائكة، وهذا الاصطِفاء هو الاختيار والتَّفضيل لا شكَّ فيه، وقد قال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70]، وهذه منَّة وفضْل كبير على بني آدم جميعًا مِن الله - سبحانه وتعالى - ولم يَسألِ الإنسان نفسَه يومًا: ماذا كان حاله لو خلَقه الله حيوانًا أو جمادًا أو نباتًا؟ فهو مُفضَّل بتَفضيل الله له على جَميع الخَلائق، حتَّى إنَّ الملائكة جعَل الله منهم حفَظةً لهذا الإنسان، والكَون كلُّه مُسخَّر لخِدمته، وهو مَخلوقٌ لغاية واحِدة كان يجب أن يَنتَبِهَ إليها، وهي مذكورة في قوله سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذَّاريات: 56]، ثم نأتي إلى لبِّ السؤال، وهو لماذا تكرَّر الاصطِفاء بالنسبة لمريم في سورة آل عمران آية (٤٢)، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 42]؛ تكرَّر لتلتفت مريم إلى شيء عظيم سيَحدُث لها؛ فالاصطِفاء الأول هو اختيارها لكي تَكون ضِمنَ المَوكب المُشرَّف مِن الله، أما الاصطفاء الثاني، فهو لِتَعلم أنها سيَحدُث لها شيء لم يَحدُث لنساء العالمين؛ ولذلك أعقَبه سبحانه بقوله: ﴿ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 42]؛ أيْ: إنها ستَلِد بدون زَواج بدون رجل، فهي تم تهيئتها لذلك الأمر؛ فإنها كانت تُرزق مِن عند الله بغير سبب، وهي التي قالت ذلك لزكريا - عليه السَّلام - ومن هنا جاء الاصطِفاء الثاني.
(11)
يتكلمُ كثيرٌ من الناسِ عن الحبِّ ولا يعلمون أن الحبَّ كله يجب أن يكون لله وحدهُ فلا يجوزُ أن تحبَّ معهُ سبحانهُ أحـداً ولكن من الممكنِ أن تحبَّ فيهِ أو لأجله ... استخرج من الجزء الثاني من سورة البقرة ما يدلُّ على ذلك.
إجابة هذا السؤال هو الآية رقم (١٦٥) من سورة البقرة، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 165]، وكذلك الآية رقم (٥٤) في سورة المائدة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 54]، وكذلك الآية رقم (٢٢) في سورة المجادلة قال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22]، وكذلك الآية رقم (٢٤) في سورة التوبة، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]، وكذلك الآيات كثيرة في هذا الباب، والذين يقولون: إنهم يُحبُّون الله، ولا يُطيعون أمره، ولا يُقدِّمون أمره على أمرهم، فهم كاذبون فيما يدَّعون، وكذلك الذين يقولون: إنهم يُحبُّون رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا يتلقَّفون كلامه وأوامِرَه تلقف المتلهِّف للماء في الصَّحراء، فهم كاذِبون، والحبُّ لا يكون له معنى إلا بالطاعة؛ (فإنَّ المُحبَّ لمَن يُحبُّ مُطيعُ)، والحبُّ لله ولرسوله هو الحُبُّ الذي يَنبُع منه بقية أنواع الحبِّ جميعًا.