إبن العشرين
عشرونَ عاماً حياتي
مضت كنفضِ الفُتاتِ
و أُفلِتَ العمرُ منَّي
كأعينٍ سارحاتِ
فليس ذنبُ العيونِ
بل أنجمٍ لامعاتِ
و ليس ذنبُ الظلامِ
إن كان ليلي مماتي
و ليس ذنبُ الطريقِ
إن كان نحو الفلاةِ
و ليس ذنبُ الصديقِ
إن كان قلبي شَكاتي
يا أنجماً في تناءِ
نحو الدجى ماضياتِ
خُذي الأسى من دمائي
و الأدمعَ الغابراتِ
عشرونَ عاماً عذابي
من غربةٍ في نواتي
من نزوةِ النظراتِ
من ضيعةِ الأمنياتِ
عشرونَ أمضيتها كالـ
ـطيورِ في الحالكاتِ
كالطيرِ إن طار ماتَ
يشتاقُ خوضَ الفلاةِ
عشرونَ كانت كمثل
النسيم في السعفاتِ
و ما أتى من شبابي
سوى صدى الصيحاتِ
يا صاحِ إنِّي أعيشُ
الفناءَ في جوفِ ذاتي
ألا من النبعِ و النجــ
ـمِ أطلبُ المعجزاتِ
أتوقُ لو جاءَ منها
ومضُ المنى و النجاةِ
ما زال عندي الرجى و
أقصى المنى قفزاتي
إلامَ أشكو الصعاب
إلامَ أحكي حياتي
هل من سميعٍ لشعري
فيسمعُ الأغنياتِ
مات الصبا يا رفاقي
مات التماعُ الحياةِ
عشرون عاماً حياتي
مضت كنفضِ الفُتاتِ
رضى الله .. آحب ما لدي
|