تفسير: (فإنهم عدو لي إلا رب العالمين)
♦ الآية: ﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الشعراء (77).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي ﴾؛ أي: هذه الآلهة التي تعبدونها عدوٌّ لي أعاديهم أنا ولا أعبُدُهم ﴿ إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ لكن ربَّ العالمين أعبده.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي ﴾ يعني أعدائي، ووحَّده على معنى أن كل معبود لكم عدوٌّ لي، فإن قيل: كيف وصف الأصنام بالعداوة وهي جمادات؟ قيل: معناه فإنهم عدوٌّ لي لو عبدتُهم يومَ القيامة، كما قال تعالى: ﴿ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴾ [مريم: 82]، وقال الفراء: هو من المقلوب، أراد فإنهم عدوٌّ له؛ لأن من عاديتَه فقد عاداك. وقيل: فإنهم عدوٌّ لي على معنى أني لا أتوهم ولا أطلب من جهتهم نفعًا، كما لا يتولى العدو ولا يُطلَب من جهته النفع.
قوله: ﴿ إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ اختلفوا في هذا الاستثناء، قيل: هو استثناء منقطع، كأنه قال: فإنهم عدو لي لكن رب العالمين وليِّي وناصري. وقيل: إنهم كانوا يعبدون الأصنام مع الله، فقال إبراهيم: كل من تعبدون أعدائي إلا ربَّ العالمين. وقيل: إنهم غير معبود لي إلا رب العالمين، فإني أعبده. وقال الحسين بن الفضل: معناه إلا من عبد رب العالمين.