قصص وعبر بعنوان ” وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ”2
واحدة من قصص وعبر لما لها من أثر سيء على النفس وعلى الآخرين، ولما بها من آثار جسيمة على خسارة العبد المؤمن نفسه وقلبه وربما يختم على قلبه وعلى كل حياته بسوء الخاتمة…
في يوم من الأيام ذهبت فتاة في العشرينات من عمرها لمحل جزارة وكانت مصرة على مقابلة صاحب المحل شخصيا، وعند مقابلته طلبت منه طلبا وكانت ترجو ألا يردها في طلبها، وكان طلبها عجيبا للغاية، أرادت الفتاة أن تحصل على لوح كتف العجل، فأخبرها المالك بأن سعره باهظ للغاية، فأعلمته بأنه يمكنها أن تدفع أي ثمن للحصول عليه.
فسألها مالك المحل أنه سيعطيها اللوح ولكن عليها أن تخبره ما السبب، فأجابته بأنها تريد أن تطهوه جيدا وتستخدم المرق الخاص به في طهو بقية الطعام، فأخبرها حينها بأنه يمكنه أن يعطيها أفضل منه من عظام بالعجل مليئة بالعصارات!
ولكن الفتاة كانت تصر إصرارا غريبا على حصولها على لوح الكتف، فأخبرها مالك المحل عن ثمنه وحينها أخبرها بأن لن يبيعه إلا بألف جنيه، وافقت على السعر، فأحضر الجزار بيت الكتف وأخلاه من اللحم، وما إن اقترب أن يضعه بين يديها أمسك بأداته الحادة وشقه نصفين، فغضبت الفتاة لذلك بشدة ولامته على فعلته، فأخبرها وما الضرر في ذلك يمكنها بذلك أن تطهوه بكل سهولة، فأخبرته بأنه بذلك الفعل قد خربه وأنها تريد مالها في الحال.
كان الجزار يعرف نواياها السيئة من اللحظة الأولى التي طلبت فيها لوح الكتف وتعمد أن يجاريها في الحديث، أخبرها بأنها إن لم تنطق بكل حرف فسيحضر إليها رجال الشرطة يتعاملون معها بطريقتهم الخاصة، سألها عن قلبها الذي تحجر لأذيتها أناس مثلها، أخبرها بأنه مهما حدث فلا يسمح لها بأن تؤذي إنسانا مثلها.
وفي النهاية أعطاها درسا وأخبرها بأن مالها سيؤدبها به، وتوعدها إن رآها مرة أخرى فلن يرحمها؛ وبينه وبين ربه أخرج المال لله سبحانه وتعالى ووقف بمنتصف الطريق وأعطى درسا طويلا في لوح الكتف والسحر الذي يعمل عليه، وأن هذه النوعية من الأسحار لا يمكن فكها!