الأمـل وحسن الظن بالله ( 1 )

فى ظل ما يحاول البعض إشاعته من أجواء التشاؤم
يُعرِّف علماء الدين «الأمل» بأنه
«حسن ظن بالله تعالى،
وطاقة إيجابية تعود بالنفع المتجدد على الفرد والمجتمع»
مشددين على أهميته فى عمارة الأرض
ومواجهة التحديات، فى المجالات كافًة.
ويؤكدون أن الأمل باعث على فعل كل خير
داعين معه إلى الأخذ بالأسباب
وإحسان العمل، والتوكل على الله سبحانه تعالى
ومعتبرين أن الخطاب المعتدل
يسهم فى بث التفاؤل، وشحذ الهمة،
وهو ما يحتاج إليه كلٌ من:
الفرد والأمة،
لصنع الرقى، والتقدم، والنهضة.

الدكتور خالد سعيد
عميد كلية «أصول الدين» سابقا
يرى أن «الأمل» هو من باب حسن الظن بالله،
تعالى، وأنه حافز لفعل كل خير،
واستنهاض كل همة؛
لعمارة الأرض فى المجالات كافًة.
ويقول:
«لولا نعمة الأمل، لتوقف الإنسان عن العمل،
ولعاش حياة تعيسة»،
موضحا أنه لا بد فى حسن الظن بالله
من الأخذ بالأسباب،
والتوكل عليه تعالى،
فقد قال الإمام الحسن البصرى - يرحمه الله -
حينما سئل عن أقوام ألهتهم أمانى المغفرة،
حتى خرجوا من الدنيا،
وليست لهم حسنة، ويقولون:
نحن نحسن الظن بالله؛ إذ قال عنهم:
«كذبوا، لو أحسنوا الظن بالله لأحسنوا العمل».

الخطاب المعتدل
ويضيف د. خالد سعيد أنه من الضرورى بث
روح الأمل والتفاؤل فى الأفراد
والمجتمعات، مشيرا إلى أن الخطاب
المعتدل قادر على أن يسهم
فى بث ثقافة الأمل والتفاؤل،
واستنهاض الهمم، عبر الوسائل الدعوية المتنوعة،
سواء فى خطب الجمعة،
أو دروس الموعظة،
أو الندوات الدينية والمجتمعية،
فى المناسبات المتنوعة.
ويتابع:
«لقد سبق كتاب الله تعالى، وسنة رسوله،
صلى الله عليه وسلم،
إلى الأخذ بيد الجميع نحو الأمل
وعدم اليأس،
ومن ذلك قوله تعالى:
«فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا»
وكذلك يقول سبحانه، على لسان يعقوب
عليه السلام، موجها خطابه لأبنائه:
«يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف
وأخيه ولا تيأسوا من روح الله
إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون».
ويوضح أن من رحمة الله تعالى بعباده
أنه يفتح باب الأمل والتفاؤل
أمام الجميع حتى العصاة منهم،
إذ يقول تعالى:
«قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم
لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم»
وغير ذلك كثير من الآيات.
ويستطرد:
كما أوصى النبى، صلى الله عليه وسلم،
برسم السعادة على الوجوه،
وبثها فى القلوب،
عن طريق الكلمة، وفعل الخير،
إذ قال، صلى الله عليه وسلم:
«الكلمة الطيبة صدقة».
نلتقى بالجزء الثانى
مع خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علــى حســن