ألقاب الصحابة .. تعرف على خطيب النبي صلى الله عليه وسلم
لخطابة مكانة مهمة فى الإسلام ،
فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
يذهب إلى قريش في ناديهم ويُخاطبهم
ويُسمعهم كلام الله -تعالى- الذي يعجز البشر عن الإتيان بمثله، وما كان من الصّحابة
-رضي الله عنهم-
إلاّ أن اقتدوا بهدي نبيّهم، ومخاطبة أرباب
العقول وبيان ما يدعون إليه بالحُجّة والبُرهان،
ومنذ ذلك الوقت كان للخِطابة دورٌ بارزٌ في نشر الدّعوة الإسلاميّة وبيانها، فكان الصحابي الجليل ثابت بن قيــس
الكلمات تخرج من فمه قوية، صادعة، جامعة رائعة مما جعله يلقب بخطيب النبى صلى الله عليه وسلم..
نسبه وحياته:
فهو الصّحابي ثابت بن قيــس
بن شمّاس الأنصاريّ الخزرجيّ،
ويُكنى بأبي محمّد، وقيل: إنّ كنيته هي أبو عبد الرحمن، وقد كان من الصّحابة النُّجباء،
وكان خطيباً للأنّصار، وخطيباً للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث كان صاحب صوتاً جهوراً،
ولساناً بليغاً، وكان خطيباً مفوَّهاً،
وقد بشّره رسول الله
-صلّى الله عليه وسلّم- بدخول الجنّة..
فبعد نزول سورة الحُجرات التي ورد فيها النّهي عن رفع صوت الصّحابة -رضي الله عنه-
فوق صوت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والسبب في ذلك ورد في الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام البخاريّ عن الصّحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث إنّه لما نزل قول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)، [ فلَزِم ثابت بن قيــس -رضي الله عنه- بيته، وحبس نفسه عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقال عن نفسه: إنّه من أهل النّار،
فسأل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم - جاره سعد بن معاذ -رضي الله عنه- عنه،
فأخبره أنّ ما به شيء، فذهب سعد بن معاذ
-رضي الله عنه- إلى ثابت بن قيــس
يُخبره بسؤال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عنه،
فأخبره بسبب لزومه بيته وحبس نفسه عن
النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فذكر سعد بن معاذ ذلك الأمر لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
عن ثابت بن قيــس
أنّه من أهل الجنّة لأجل ذلك،
وكان له مواقف عدة عن الإثار وحبه لله عز وجل ومنها جاء في الأثر أنّ رجلاً من المسلمين بقي صائماً لمدة ثلاثة أيّام
ولم يفطر لعدم وجود ما يفطر عليه عندما يمسي، فتذكره الصّحابي الجليل ثابت بن قيــس
فأخبر أهله بقدوم ضيف عليه، وأخبرهم
أنّه إذا جاء فليقم منهم من يتظاهر بإصلاح السّراج فيطفؤه، ثمّ يتظاهرون بتناول الطعام
مع الضيف، حتى يشبع ضيفهم، فكان ذلك، وفي غداة اليوم التالي ذهب ثابت بن قيــس
إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال له رسول الله: