إعاقات صنعت المعجزات

اعاقات صنعت المعجزات

إعاقات صنعت المعجزات



يا خالق الكون وباسط الأرض و رافع السبع السموات .....
خلقت الأصم و الأبكم و الأعمى و كل معاق حملته المعجزات ....
أعطيتنا ما لم تعطيهم و أعطيتهم ما لم تعطينا ما أعظم حكمتك على المخلوقات ....
فليس العيب في جسد معاق و لكن العيب من سلم جسده و قلبه من ذكر ربه مات ....

************************

هناك عظماء و مميزون هم من نسميهم المعاقون أفقدهم القدر و أنعم به على سواهم و لكن بالعزم و الإرادة استطاعوا أن يسجلوا صفحات مميزة و مشرفة في التاريخ و أن يضعوا بصماتهم المميزة في العطاء بين أبناء جنسهم ..... ألا يحق لنا الفخر بهم ... ؟؟!

في أحد الأيام عندما قمت بزيارة إحدى مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة رأيت ما لم يرى بالقصص و الحكايات عالم واسع و عجيب سأروي عن أناس هم بنظري في أعلى الشرفات
سأروي عن بشر مثلنا الذي لطالما تكلمت عنهم لن أعطهم حقهم بالكلمات هم أناس صنعوا من لاشيء المعجزات و ابتكروا ما لم يبتكره الأصحاء ....
رأيت الأبكم لديه لغة يفهمها نحن عجزنا عن تحليلها كالكلمات, و هي لغة الإحساس يتكلم بها من غير صوت ولا لغة لكنها أكبر من كل اللغات
و رأيت الأعمى يرى ما لم يراه الأبصار يرى بقلبه الرؤية الصادقة المليئة بالصبر و الإيمان


يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني و سمعي نور
قلبي ذكي و عقلي ذي عوج ... و ذكر الله في فمي صارم كالسيف المأثور

**************

منهم من فاقد نصف جسده و منهم المتوحدون ومنهم من لديه اضطرابات في النطق و اللغة
و منا نحن من نسمع عنهم بالاختراعات و الابتكارات



في كل يوم نسمع عن معاقين كثر طبعوا حروفهم بأسماء من ذهب و نالوا الأوسمة و شرف اللقب.. طوروا أنفسهم بأنفسهم و كانوا خير بشر في المجتمع

عالمهم عالم بلا حدود يعيشون مثلنا و يأكلون مثلنا و يمارسون يومهم مثلنا و لكنهم فقدوا أشياء كثيرة ابتلاهم الله بها و وعدهم بالجنة , رأبت في هذا اليوم من يخاف التعامل معهم و من يتعاطف و من ينظر نظرة الشفقة لكنه لم يعلم بأن من يستحق نظرة الشفقة هذه هو أنت فهم موعودون بالجنة و نحن أمرنا مازال عند الله العزيز الكريم .. فلماذا الخوف و لماذا الشفقة فهم مثلنا و أكثر حساسية منا لا يحتاجون لكلمات توضح لهم إحساسنا و مشاعرنا و كلماتنا التي عجزوا عن سمعها لكنهم قاموا بفهمها و حسها بقلوبهم و لمساتهم .

عندها شكرت ربي و حمدته و قلت في نفسي الحمد لله و سبحان الله.....
الحمد لله الذي خلقني في أحسن تقويم و سبحان الله الذي خلق ضعفاء الناس بقلب طاهر و سليم...

رأيتهم و امتلأ قلبي بالإيمان و الطمأنينة .. أعطوني دافع لكي أكون أفضل و لكي أنا من أستعمل الدنيا و ليس هي من تستعملني, الحمد لله الذي من علينا بنعم كثيرة تمناها غيرنا الحمد لله على نعمة البصر و المشي و الكلام و الكتابة......
وما بوسعي سوى القول الحمد لله و الشكر لله الذي خلقني في أحسن صوره و سبحانه من وضع معجزاته في أضعف خلقه و من وضعهم في آخرته في أعلى درجاته , لا يعاقبون و لا يحاسبون و إلى جنه ربهم بإذنه داخلون .