ارتفاع أسعار الشحن عبر «البلطيق» «والأسود» لأعلى مستوى

ارتفاع أسعار الشحن عبر «البلطيق» «والأسود» لأعلى مستوى

أدى تزايد مخاطر التعامل مع النفط الروسي لفرض علاوات شحن كبيرة متعددة

الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي










من المرجح أن تظل أسواق الناقلات النفطية المتأثرة بالأحوال الجيوسياسية، شديدة التقلب خلال الربع الثاني من العام 2022 حيث لا تزال أساسيات النفط الخام غير مؤكدة. وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفعت أسعار شحن العديد من الناقلات النفطية إلى أعلى مستوياتها على مدار سنوات أو على الإطلاق مع تدفق عدم اليقين إلى أسواق النفط. وبلغت قيمة الشحن لطرق بحر البلطيق إلى أوكرانيا ومن البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط بسعة ​​80 ألف طن متري، 48.49 دولارًا للطن المتري و45.55 دولارًا للطن المتري في 7 مارس و25 فبراير على التوالي، وهي أعلى قيمة تم تسجيلها على الإطلاق وفقًا لبيانات "إس آند بي جلوبال".
وأدى تزايد مخاطر التعامل مع كيان روسي وعدم اليقين بشأن تداعيات العقوبات الروسية إلى مطالبة مالكي السفن بتعويض علاوات كبيرة مقابل مخاطر الانخراط في تجارة خام الأورال الروسي والإبحار في المياه الإقليمية على البحر الأسود. وعلى جانب الاستئجار، بصرف النظر عن زيادة تكاليف الشحن، تم جباية المستأجرين أيضًا بعلاوة مخاطر الحرب الإضافية، والتي تتراوح من 2 ٪ إلى 5 ٪ من قيمة بدن السفينة والآلات. وأفادت المصادر بدفع ما يصل إلى 500,000 دولار كعلاوة إضافية لمخاطر الحرب لشحنة واحدة من البحر الأسود.
وخلق الصراع سوقًا من مستويين، مع دفع علاوات عالية جدًا في أسواق البلطيق والبحر الأسود. ومع ذلك، كانت مناطق غرب إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط ​​وبحر الشمال بطيئة في أن تحذو حذوها. وجادل بعض المشاركين في السوق بأن القليل من الآثار طويلة المدى للصراع القائمة على الشحن سوف يتم الشعور بها خارج مراكز التصدير الروسية. وقال أحد مصادر سماسرة السفن: "يجب أن تستقر المعدلات أعلى مقارنة ببداية الربع، لكن هذا سيكون انعكاسًا لارتفاع أسعار الوقود بدلاً من تحسين أساسيات السوق".
وبلغت صادرات روسيا من النفط الخام حوالي 4.6 ملايين برميل في اليوم اعتبارًا من 1 مارس، وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز جلوبال. من هذا الإجمالي، يتم شحن حوالي 1.5 مليون إلى 1.8 مليون برميل في اليوم من خام الأورال عبر موانئ بريمورسك وأوست لوغا على بحر البلطيق وعبر نوفوروسيسك على البحر الأسود، وفقًا للتقرير. وقد تنخفض إمدادات النفط الروسية بما يصل إلى مليوني برميل في اليوم في مارس، حيث تتجنب شركات النفط الكبرى إمدادات البلاد.
وفي 4 أبريل، تم تقييم خام الأورال الروسي بخصم قياسي قدره 34.84 دولارًا للبرميل تخليص روتردام إلى مؤرخ برنت، على خلفية الطلب الضعيف جدًا على الدرجة. وفي ظل الظروف العادية، على الرغم من ارتفاع تكاليف الشحن وصعوبة تأمين خطوط ائتمان، فإن التخفيض الكبير في الدرجة سيجعلها جذابة للغاية للمشترين. ومع ذلك، فإن المصافي الأوروبية تفرض عقوبات ذاتية على الخام الروسي، ويبقى أن نرى أين ستصدر أوروبا بالضبط براميلها المفقودة. ونظرًا للتخلف الحاد لخام برنت، فإن التجار ومصافي التكرير غير متحمسين لشحن نفطهم الخام في صفقات طويلة المدى.
ومع ذلك، فإن أحجام الشحن في بحر الشمال، أقرب البدائل لجبال الأورال البلطيق، تصل فقط إلى حوالي مليون برميل في اليوم، وبالتالي سيتعين على المصافي الأوروبية البحث في مكان آخر عن بدائل أحلى. في وقت سجلت أوبك وحلفاؤها أعلى زيادة شهرية في إنتاج النفط الخام في فبراير منذ يوليو 2021، لكن الأعضاء التسعة عشر الذين لديهم حصص لا يزالون يتراجعون بمقدار 764 ألف برميل في اليوم عن أهدافهم الجماعية، وفقًا لآخر مسح لبلاتس.
وأدى نقص الاستثمار من قبل العديد من البلدان الأعضاء إلى قيود العرض وعدم تلبية أهداف الإنتاج التي حددها التحالف. وضخت نيجيريا 1.55 مليون برميل في اليوم من النفط الخام في فبراير - 150 ألف برميل في اليوم أقل من حصتها. فيما يظل المنتجان الوحيدان اللذان لديهما طاقة فائضة كافية هما الإمارات والسعودية، حيث تضغط القوى الغربية على البلدين لزيادة الإنتاج لتخفيف الأسعار.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن أعضاءها يمتلكون مخزونات طوارئ تبلغ 1.5 مليار برميل. ومن أجل تخفيف الأسعار، أعلنت وكالة الطاقة الدولية في 1 مارس عن إطلاق 60 مليون برميل، وهو ما يكفي لتغطية فترة 30 يومًا فقط بخسارة تقدر بنحو 2 مليون برميل في اليوم. وانعكس التأثير الضئيل لقرار وكالة الطاقة الدولية في الارتفاع المستمر في أسعار النفط بعد الإعلان. وصعد خام برنت الاجل إلى 137.64 دولارا للبرميل في 8 مارس، وهي أعلى قيمة مسجلة منذ يوليو 2008.
ومن المحتمل أن يساعد تدفق البراميل من إيران على الإمداد، في حالة نجاح الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران. وتتوقع "ستاندرد آند بورز جلوبال" أن رفع العقوبات بالكامل بحلول شهر مايو قد يرفع الإنتاج الإيراني بمقدار 750 ألف برميل في اليوم بحلول أغسطس ويسمح بـ300 ألف برميل في اليوم من الصادرات من التخزين.
وعبر المحيط الأطلسي، يمكن أن تساعد الزيادة في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أيضًا في الإمداد ولكنها قد تستغرق وقتًا حيث يواجه المنتجون قيودًا على سلسلة التوريد، مما يمنع الزيادات في الإنتاج على المدى القصيرة. أما على المدى الطويل، إذا سعت الدول الأوروبية إلى استبدال واردات النفط الخام الروسية من منتجين أبعد، فإن الطلب على الأميال بالطن سيزداد، مما يؤدي إلى تحسينات أكثر استدامة في أسعار الشحن. ومع ذلك، فإن هذا الافتراض يعتمد إلى حد كبير على سلوك المستهلكين.
وقد تؤدي أسعار النفط المرتفعة التي تستمر لفترة طويلة إلى تدمير الطلب، مثل تقليل استخدام سائقي السيارات لسياراتهم أو التحول إلى البدائل غير البترولية. ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، سيؤدي ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى تقليص نمو الطلب بمقدار مليون برميل في اليوم في العام 2022.