حجَّ عبد الملك بن مروان، وعندما وصل إلى المدينة، أرسل إلى سعيد بن المسيب ووقف على باب المسجد، فعندما أتى رسول عبد الملك إلى سعيد، قال له سعيد: "ما لأمير المؤمنين إليَّ حاجة، وما لي إليه حاجة، وإنَّ حاجته لي لغيرُ مقضيَّة"، فعاد الرجل إلى الملك وأخبره برد سعيد بن المسيب
فقال عبد الملك: "ارجع فقل له: إنَّما أريد أن أُكلِّمك، ولا تحركه"، فرجع الرجل وقال لسعيد ما طلب منه عبد الملك، فأجابه سعيد نفس الإجابة السابقة
فقال الرجل: "لولا أنَّه تقدم إليَّ فيك، ما ذهبتُ إليهِ إلا برأسِكَ؛ يُرسلُ إليك أميرُ المؤمنين يُكلِّمك تقول مثل هذا!"، فقال سعيد: "إن كان يُريد أن يصنع بي خيرًا فهو لك، وإن كان يريد غير ذلك، فلا أُحِلُّ حبوتي حتى يقضي ما هو قاضٍ"، فأتاه فأخبره، فقال: "رحم الله أبا محمد، أبى إلا صلابة"، والله أعلم.