«زوجات الأنبياء» زوجة إسماعيل عليه السلام
لما شب إسماعيل عليه السلام،
فكان أول من فتق لسانه بالعربية البينة،
وكان قد تعلمها من العرب العاربة الذين
نزلوا عندهم بمكة من جرهم والعماليق وأهل اليمن،
ولما تزوج من امرأة تدعى عمارة بنت سعد
ابن أمامة بن أكيل العماليقى كانت من العماليق،
ثم تركها بناءً على رغبة أبيه إبراهيم عليه السلام،
ثم تزوج بأخرى من جرهم، حيث تعلم لغتهم،
وقيل تدعى رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي،
ولقبت بأم العرب الأولى المستعربة.
أيضًا أم القحطانيين والعدنانيين جميعًا.
يقول الدكتور يحيى أبوالمعاطى العباسى ــ المتخصص
فى التاريخ الإسلامى والحضارة ــ كلية دار العلوم جامعة القاهرة
عندما شبَّ إسماعيل عليه السلام فى مكة،
اختلط بقبيلة جرهم وتعلم منهم العربية الفصحي،
وكان محبوبًا بينهم، فتزوج إسماعيل عليه السلام
أكثر من مرة، وعندما زاره والده النبى إبراهيم
عليه السلام فوجد زوجته الأولى قيل إنها عمارة
بنت سعد، فسألها عن أحوالهم، فشكت
له من ضيق العيش والحال، فلم ترضَ بما
قسَمه الله لهما، وعندها قال لها إبراهيم عليه السلام:
إذا جاء زوجك، أقرئيه السلام منى وقولى
له أن يغيّر عتبة بابه. عندما عاد إسماعيل
وأخبرته زوجته بما قاله الشيخ الكبير،
أدرك أنه والده ويقصد طلاقها، لأنها لم تكن
راضية بظروف ضيق العيش، فأمرها بالذهاب
لبيت أبيها وطلقها. ثم تزوج من رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمى،
أم العرب المستعربة، وهى من الطبقة الثالثة
بعد العرب البادئة والعرب العاربة،
وعندما زار إبراهيم عليه السلام مكة مرة أخرى،
لم يجد إسماعيل عليه السلام، ولكنه التقى بزوجته،
فسألها عن أحوالهم، فوجدها راضية وأثنت
على زوجها وقالت له إنهم فى نعمة وخير،
وشكرت الله وترك لها رسالة تبلغها لزوجها
وهى أن يثبت عتبة بابه. وهذا يؤكد الدور المهم الذى لعبته زوجة إسماعيل
عليه السلام فى الإيمان والطاعة،
وكيف كانت جزءًا من الحياة والنشأة الدينية
لهذا النبى الذى جاء من نسله خاتم الأنبياء
محمد صلى الله عليه وسلم.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريـــــم
الدكتــور علـــى حســن
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|