اعد اكتشاف نفسك
في إحدى أركان مترو الأنفاق المهجورة ...
كان هناك صبي هزيل الجسم ... شارد الذهن ...
يبيع أقلام الرصاص ... ويشحذ الناس الإحسان إليه .
مر عليه أحد رجال الأعمال .. فوضع دولارا
في كيسه ثم استقل المترو في عجله من أمره
وبعد لحظة من التفكير خرج من المترو مرة
أخرى ، وسار نحو الصبي ... وتناول بعض
أقلام الرصاص وأوضح للشاب بلهجة
يغلب عليها الاعتذار أنه نسي التقاط الأقلام
التي أراد شراءها منه ...
وقال: إنك رجل أعمال مثلي ولديك بضاعة
تبيعها وأسعارها مناسبة للغاية .
ثم استقل القطار التالي
بعد سنوات من هذا الموقف وفي إحدى المناسبات الاجتماعية
تقدم شاب أنيق نحو رجل الأعمال وقدم نفسه له قائلا : إنك لا تذكرني على الأرجح
وأنا لا أعرف حتى اسمك ولكني لن أنساك ما حييت .
إنك أنت الرجل الذي أعاد إلي احترامي وتقديري لنفسي
لقد كنت أظن أنني شحاذا أبيع أقلام الرصاص إلى أن جئت أنت وأخبرتني
أنني رجل أعمال
قال أحد الحكماء ذات مرة : إن كثيرا من الناس وصلوا إلى أبعد مما ظنوا أنفسهم قادرين عليه
لأن شخصا آخر ظن أنهم قادرون على ذلك .
يا ترى ماذا نظن أبناءنا قادرين على فعله ، بل وماذا نظن انفسنا .
مماقرات