آية قرآنية توضح خبث اليهود ومكرهم
هذه آية من كتاب الله سبحانه تتحدث عن اليهود أرجو أن نعيَها :
والإشارة بـ﴿ ذَلِكَ ﴾ إلى المذكور من قوله تعالى:﴿ لأَنتُم أَشَدُّ رَهبَةً في صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ﴾. وقوله تعالى:﴿ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ ﴾ تعليل لرهبتهم الشديدة من المؤمنين. أي: ذلك الخوف بسبب أنهم قوم لا يعلمون الله، ولا يفقهون عظمته، ولا يقدرونه حق قدره، ولا يعظمون كتبه، ولا يصدقون رسله، فاستحقوا بذلك أن يلقي الله تعالى في قلوبهم الرعب والخوف، وفي صدورهم الرهبة والخشية من جند الله المسلمين. ولو أنهم خافوا الله تعالى، ما خافوا أحدًا من عباده، فإنما هو خوف واحد ورهبة واحدة، ولا يجتمع في قلبٍ واحد خوفٌ من الله، وخوفٌ من شيء سوى الله، فالعزة لله جميعًا , وكل قوى الكون خاضعة لأمره، و﴿ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ﴾(هود: 56)، فمِمَّ يخاف- إذًا- ذلك الذي يخاف الله ? ولكن الذين لا يفقهون هذه الحقيقة يخافون عباد الله أشد ممَّا يخافون الله.
والإتيانُ بلفظ ﴿ قَوْم ﴾، ثم وصفُهم بأنهم ﴿ لا يَفقَهُونَ ﴾ يؤذن بأن عدم فقههم أمرٌ قد عرفوا به جميعًا، وصار من مقومات قوميتهم، لا يخلو عنه أحد منهم. والفِقْهُ هو فَهْمُ ما يحتاج إلى إعمال الفكر من المعاني الخفيَّة. وقد عرَّفه الراغب الأصفهاني في مفرداته بأنه:« التوصُّلُ إلى علم غائب بعلم شاهد ». وعرَّفه غيره بأنه:« إدراك الأشياء الخفية ». وهذا يعني: أنهم اتبعوا دواعي الخوف المُشاهد، وذهلوا عن الخوف المُغيَّب عن أبصارهم، وهو خوف الله تعالى، فكان ذلك من قلة فهمهم للخَفيَّات من الأمور، وعدم فقههم للمغيبات منها. وبهذا يكون الله تعالى قد كشف عن حقيقة هؤلاء القوم الواقعة، وقرَّر في الوقت ذاته تلك الحقيقة المجردة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|