باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله
باب من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله
عن سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقاصٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ»[1].
تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم حديث (1387)، وأخرجه البخاري في "كتاب فضائل المدينة"، "باب إثم من كاد أهل المدينة"، حديث (1877).
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث دليل على أفضلية أخرى لأهل المدينة، وهي أن من أرادهم بسوء فقد عرَّض نفسه للوعيد، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث الباب: ((أَذَابَهُ اللّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ))، ولفظ البخاري: ((لا يكيد أهل المدينة أحدٌ إلا إنماع كما ينماع الملح في الماء))، وعند النسائي من حديث السائب بن خلاد - رضي الله عنه - قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من أخاف أهل المدينة ظلمًا لهم، أخافه الله وكانت عليه لعنة الله)).
واختلف في إنزال هذا الوعيد الذي في حديث الباب متى يكون؟
قيل هو في الآخرة، وقيل: في الدنيا، ثم اختلف الذين قالوا في الدنيا، فمنهم من قال أن هذا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
الفائدة الثانية: من أراد المدينة بسوء اضمحلَّ أمره، وذهب كما يذهب الملح في الماء، ومنهم من قال بعمومه، وأن من أراد المدينة بسوء يذهب سلطانه عن قرب، وقيل: إن أرادها بسوء فإن إرادته لن تتم، والله أعلم.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|