عزوة العشيرة بقيادة نبينا محمد صل الله عليه وسلم للتصدي للقافلة التي في حوزة أبي سفيان قادماً من الش
عزوة العشيرة بقيادة نبينا محمد صل الله عليه وسلم للتصدي للقافلة التي في حوزة أبي سفيان قادماً من الشام نبذة عن غزوة العشيرة
اعتراض عير قريش
عَلِمَ النبيّ صل الله عليه وسلم- بخبر قافلة قريشٍ المُحمّلة بالمَتاع والبضائع والأموال والقادمة من الشام إلى مكّة المكرمة بقيادة أبي سفيان بن حرب؛ فندب عليه السلام الصحابة للخروج لاعتراض تلك القافلة واسترداد جزءٍ ولو بسيطٍ ممّا سلبته قريشٌ من المهاجرين من الأموال والمتاع؛ بسبب دفعها إياهم إلى ترك مكة والهجرة إلى المدينة فرارًا بدينهم، والمتتبع للسيرة النبوية يعلم حق اليقين حالة الحرب بين المسلمين وقريشٍ مما يبيح للمسلمين أموال قريش ودماءهم، وعندما خرج النبيّ صل الله عليه وسلم لم تكن في نيته القتال وإنما كانت الغاية استرداد بعضٍ من الحقوق المسلمين عند قريشٍ،
و في هذا السياق أقدم لكم أحداث غزوة العشيرة.
غزوة العشيرة
غزوة العشيرة - بضم العين وفتح الشين- واحدةٌ من الغزوات التي قادها النبيّ صل الله عليه وسلم - بنفسه ووقعت أحداثها في أواخر شهر جمادى الأولى من السنة الثانية للهجرة أي قبل غزوة بدرٍ الكبرى، بل كانت هي السبب أحد الأسباب الرئيسة لوقوع غزوة بدرٍ بين المسلمين وقريشٍ في ذات السنة، ومكان وقوعها يتبع حاليًا منطقة ينبع البحر في السعودية.
تبدأ الأحداث بندب الرسول صل الله عليه وسلم- المهاجرين والأنصار للخروج لاعتراض عِير قريشٍ القادمة من الشام بتجارتهم؛ فلبّى النداءَ مائةٌ وخمسون صحابيًّا وقيل مائتا صحابيٍّ بقيادة الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ومعهم ثلاثون بعيرًا، وفي هذه المعركة لم يُكره النبي صل الله عليه وسلم - أحدًا على الخروج للقاء قريشٍ،
واستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي -رضي الله عنه-.
قصد الجيش النبوي ينبع النخل ونزل في موضعٍ يُقال له ذات العشيرة أو ذي العشيرة على كيلومترين اثنين من قرية المبارك باتجاه الشرق، وهناك علِم النبي صل الله عليه وسلم- بأن أبا سفيان قد علِم بخروج المسلمين لاعتراض القافلة فسلك طريقًا آخر واستطاع الحفاظ على قافلته ومنع المسلمين من إدراكه والظفر بها، وبقي النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ومن معه في موضعهم الأيام المتبقية من شهر جمادى الأولى وأيامًا أُخر من شهر جمادى الثانية قبل عودتهم إلى المدينة.
النتائج المترتبة على غزوة العشيرة
على الرغم من عدم وقوع قتالٍ بين المسلمين وقريش في هذه الغزوة لتمكُن أبي سفيان من الإفلات بالقافلة إلا أنها ترتبت عليها عدة أمورٍ:
عقد النبيّ صل الله عليه وسلم- ميثاق عدم عدوانٍ مع بني مدلج إحدى القبائل العربية الموالية لقريشٍ وكانت منازلهم في العُشَيرة، وكذلك مع أحلافهم من بني ضمرة.
عندما علم أبو سفيان بنبأ خروج المسلمين لاعتراض القافلة بعث إلى قريشٍ يستنجدهم أن يهبوا للدفاع والذود عن قافلتهم وأموالهم؛ فاستعدوا لذلك وخرجوا بكامل عتادهم وعدتهم فكانت غزوة بدرٍ الكبرى التي خلّدها التاريخ.