(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-20-2023
نبضها مطيري متواجد حالياً
    Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1052
 اشراقتي ♡ » Jan 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 29 دقيقة (02:25 AM)
آبدآعاتي » 5,361,779
 تقييمآتي » 2433757
 حاليآ في » في قلب المطيري ❤
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » مزاجيه
آلعمر  » 50سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطة ♡
تم شكري »  961
شكرت » 484
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي ضياع البوصلة



لم يعد يحتمل جسدها المرهق الهزيل كل هذا الإنجاب المتتالي، وكل هذا العناء في خدمة أربعة عشر ولدا ذكرا، وأب لحوح يتجلى برؤية الصغار، يرطب فيهم روحه الهائمة في العزوة والجاه وهو أجير عند سيد البلد . الإقطاعي الذي يسرق أحلام البشر ، ويستطيب اللقمة من عنائهم وكدهم .
أم صابر، امرأة أنهكها الحمل والولادة ، وسميت باسم أخر أولادها (صابر ) كانت كل مرة تحاول الكف عن الإنجاب، يهددها زوجها شفيق بزوجة أخرى .فتذعن وتنصاع لرغبته ونفسه الحالمة طمعا بان يكبروا يوما ويكونوا له سندا وعونا في ارض الإقطاعي المتجبر،عله ينعم عليهم بقطعة ارض يستصلحونها فيقتسم لهم منها جزءا .
تضع يدها على خصرها من الخلف وتمشي وبطنها المنتفخ الكبير كأنها تحمل صخرة أثقلت حركاتها وأوجعت قدميها حتى بانت الشقوق في الكعبين مخبئا لصراصير الليل الصادحة . بطن يوشي بحمل توأمين، يكاد لحم بطنها ينفجر كبالون نفخ أكثر مما يحتمل .
جاءها المخاض وهي تعد الطعام لزوجها النهم ،لم تعد تحتمل الوقوف ،هبطت تثني ساقيها تحت جسدها المثقل بالحمل ، صرخات الألم تتوالى ، شفيق يطلق قدميه للريح ،ويقف بباب الداية أم سميرة ، لا يمهلها حتى تخرج عليه ، يفتح الباب ليجدها تبدل ثيابها وتنكشف العورات ، تتوارى وتصرخ بصوتها الأنثوي ( عيب يا زلمة .. دق الباب ) يتراجع قليلا ويطلب منها الاستعجال فزوجته أنيسة على وشك الخلاص ، يقف مرتبكا ، يفرك يديه تارة ويتضرع للسماء تارة أخرى . تخرج الداية وبيدها بقجة صغيرة تحملها عند كل ولادة ، يسرع إليها، يحملها عنها ،يحثها على السرعة فتتسارع خطاها تتلاطم قدماها بثوبها الفضفاض حتى كادت تتعثر ،
إنها ما زالت فتيه ، أرملة أنجبت بنتا وحيدة زوجتها من شاب ميسور قبل أن تحصد عامها الخامس عشر، وبقيت وحيدة في بيتها الواسع الفارغ دائما إلا من ساعات لا تنجب فيها النساء . رشيقة هذه الداية ، جسدها المتماسك يمنحها طراوة الأنثى الفتية يبحر بعينيه على شواطئ هيكلها الغض ثم يهمس لنفسه ( آه لو أنها تقبلني زوجا لجعلت سفينتي ترسو على ميناءها فلا تبرحه أبدا . )

اقتربا من البيت . اشرفا على حماره المربوط أمام منزله الطيني يستعرض فحولته دوما على مرأى من الرائح والغادي بلا استحياء أو توجس . منظر محرج ،لا بد لام سميرة أن تتجاوز هذا الحاجز المخجل ، ينهره شفيق لأنه يغلق مدخل البيت فالمنظر مألوف له، ولكنه اليوم محرج ( خزاك الله من حمار ) مسكه من رسنه وأبعده فدخلت أم سميرة وحين ابتعدت ، همس في أذن الحمار ( واري سوأتك أمام النساء أيها القذر ). ثم تابع .. سأبيعك غدا .
صراخ أنيسة يتعالى في الداخل، والأولاد في بهو المنزل يتكومون ما بين قلق ولاه، وشفيق يجلس على حجر قرب حماره الشبق، يمسك بيده قشة يكسرها حينا وينبش أسنانه بتاليها حينا أخر .
طال صراخ أنيسة هذه المرة، فجسدها لم يعد قويا ليدفع المولود خارج رحمها الهزيل كما كانت في السابق ، أربعة عشر من الأولاد الذكور أكبرهم في سن السادسة عشر فكل سنة مولود جديد ولا يرتاح لها ثدي أبدا .
قاست آلام الوضع طويلا، فهو كبير الحجم وأثقل إخوته وزنا وأكملهم جسدا . ثم أشرقت شمس صابر بعد أن كاد نجم أمه يشرف على المغيب ،
فرح شفيق بمقدم مولود أخر، وكان كل مرة يوزع الحلوى بعد الإنجاب، وكذلك فعل هذا اليوم ، ونذر أن يذبح للوليد الأخير ،فقد استكفى، لان الدار لم تعد تتسع ،والوضع بات مزعجاً للانفراد بزوجته التي تنام بعد ثوانٍ من وضع رأسها على الوسادة من شدة الإرهاق والتعب.
صابر الرضيع ، دائم الصراخ لا يتعب أبدا، لأنه جائع ولا يشبع من صدر أمه ،لم تعد أثدائها المترهلة قادرة على ضر اللبن ، تحاول تعويض النقص بالحليب الصناعي ،ولكن صابر لا تلائمه هذه الاصناف ، فكلما شرب تقيأ أو أصابه إسهال كاد يودي به إلى الجفاف وثم الموت .
يستبدل شفيق حماره الفاضح بأنثى ولدت حديثا خلفها قرة صغيرة ما زالت رضيعة
يصرخ صابر بلا انقطاع، وشفيق المرهق يزعجه صوت ولده الذي لا يسكت، فلم يهنأ بنوم منذ قدومه ( شو هالولد ؟؟؟وصاح بوجهه اسكت ، اسكت ) فصرخ الولد بصوت أعلى ، نهرته أنيسة وأخذت ابنها إلى الغرفة المجاورة حيث ينام الأولاد متلاصقين كسمك في علبة سردين . وبقي صابر يصرخ حتى أيقظهم جميعا ،
تحملوا يا أولاد، فأبوكم صاح به وكاد يسبب له الجنون .. قالت أنيسة انه جائع ولا شيء يلائم معدته النهمة
خطر لها تلك الحمارة المربوطة أمام المنزل ،واستحضرت ذات الحديث عن لبن الحمير وقربه من لبن الأم، سيما وان حمارتهم تلد لأول مرّة ، وما زالت عناصر اللبن في ضرعها كاملة، وجسدها فتي وحليبها مفيد ، أخذت حلة صغيرة وتسللت إليها فالفتها هاجعة فوق كومة من القش المهروس ، فمسكت ضرعها فانساب اللبن منه ثقيلا ،صافيا، دافئا ثم سقته لابنها الذي راح بنوم عميق ما استيقظ منه حتى اليوم التالي .
كانت كلما تفقدته الفته يبتسم ،ثم لا يلبث أن يشهق بحزن شديد . منظر يتكرر باستمرار مع كل طفل .
يستيقظ صابر بصراخه المزعج وتذهب أنيسة لتحلب الحمارة فتجد القرة أتت على ما في ضرع أمها، فتعود أنيسة غاضبة، وتطلب من شفيق أن يبيع القرة، لأنها تزاحم الرضيع ولا تترك له شيئا ،
تمسك صابر وتطعمه من ثديها فلا تجد ما تسد به رمقه ، لقد جف اللبن من صدرها وصارت تعتمد على حليب الحمارة وكبر صابر ولم تعد حمارتهم ترويه، فقد خف حليبها ,واوشكت اثدائها على الجفاف .
صارت أنيسة تتقصى أخبار حمير القرية ،وتعرف أيها على وشك الولادة ،وأيها ولدت فتطلب اللبن من أصحابها فلا يبخلون عليها، حتى صارت كل حمير القرية بينها وبين صابر صلة رحم ، إما أمه في الرضاعة أو أخته أو أخوه ،
اشتد عود صابر وبدا اكبر من سنه حتى فاق إخوته طولا وعرضا و تعملق جسده، واكتسبت عضلاته قوة ،وعظامه صلابة ،

لا يستهوي اللعب إلا مع الحمير . ولا يطربه إلا صوت الحمير حتى كان يعرف حمار من ينهق وماذا يريد من نهيقه.
كل يوم يمشي في القرية، يحمل قرا صغيرا على كتفيه ، يمسك أطرافه الأمامية بيده اليمين، ويمسك أطرافه الخلفية بيده الشمال ،انه احد أبناء مرضعته الأولى فقد أحب هذا الصغير بلونه الأبيض ، يأخذه لنزهة في الصباح محمولا على كتفيه وأخرى في المساء محمولا على كتفيه أيضا . وظل كذلك حتى بلغ الحمار وصار جحشا، وصابر كل يوم يحمله بهمة قوية تزداد معها قوة عضلاته، وصلابة عظامه ،ونشاز صوته وإذعانه للأوامر ، وقوة تحمل عجيبة أذهلت أهل القرية الذين شرعوا يرضعون أبناءهم لبن الأتان .. هكذا يسمونها حين يرتقون في اللغة



 توقيع : نبضها مطيري



دايما للمساتك جمال لايوصف
وسحر يفتن القلب والعين تصميم قمه الجمال
جميلتي حاء شكرا مرررة علي روعه اللوك
تسلم ايدك الرائعه عسي ماتمسها النار

رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصه ضياع نبضها مطيري ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 18 01-19-2025 07:04 PM
ضياع دره العشق ♬ خوَاطـر الكَلمـة ♬ 19 10-11-2024 07:44 PM
أنت البوصلة نسر الشام ✦ هدِير الوَرق العَام ✦ 17 10-05-2024 01:19 PM
البوصلة القرآنية غلا الشمال ۩ الصّوتيات والمَرئيات الإسلامِية ۩ 17 06-15-2023 08:53 AM


الساعة الآن 02:55 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع