صدى حنين صمتي

عِشقنا في زمن الأسى مستغرب تبقى قلوبنا محبة وفية لم نعبث في حروفنا والهوى فيكِ لوعة أسائل نفسي هذه أنتِ بكل دقةٍ رسمت تفاصيلك أسكنتك قصراً بقلبي شيدته على طراز العصور السحيقة كان يا ما كان في سالف العصر والأوان أميرة مشرقة الجمال على قارعة الطريق كأنها وردة تنثر العبير وهي تمشي على استحياءٍ تلتفت نحوي بمحياها المضيء تبتسم لحال ارتباكِ وخجلي حينما اختلستُ إليها النظر وعند زقزقة العصافير حين إشراقة يوم جديد هذا أنا أصحو للأسف الشديد من حلمي الجميل وكأن الشوق قدري تفسير هذا الحلم القديم وحين يستبد الليل بسواده تلمع النجوم وكل ما يسطع في السماء وكأنه يخفي أسرارًا لم تفصح عنها الأيام أنظر عبر شبابيك الذكريات يجبرني الحنين كمصباحٍ ضوءه سرمدي الظلام أزلي لا ينطفئ يتراقص بنبض القلب كما تفعل الريح بأوراق الخريف حين تأخذنا إلى دروبٍ كانت يوماً موطن الحكايات هنا يعود الوعد والحلم القديم ليسقي أشجار الحنين المزروعة في أعماق الصمت فتثمر ألحاناً من الشوق وألماً عذباً لا يعرف إلا هي يمتزج النثر بالقصيد يذوب الصمت تحت ضوء القمر تجد الروح في ظلاله ضالتها وبوصلة الحرف التي لا تقود سوى إلى مرافئها فهي وحدها من تعرف بأن هذا الحنين ليس مجرد كلمات بل خفقانٌ تسمع فيه صدى صمتي؟ يعيش في ثنايا الوقت يمتد كجدول لا ينقطع ينحني على خط الغيم يعانق الحلم بصمتٍ مشرق وهدوءٍ تام يخلق الجمل ضماً وكسراً يصيرها حديث الروح! العالق في رصيف مرفأها كنت أحلم :