ألقاب الصحابة .. تعرف على أعلم الأمة بالحلال والحرام وإمام العلماء يوم القيامة
هو إمام علماء أمة الإسلام وهو من الأنصار فقال الصنابحي، إنه سمع معاذ يقول: «لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا معاذ، إني لأحبك في الله»، قلت: «وأنا والله يا رسول الله أحبك في الله»، وقال النبي محمد: «معاذ أمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين»، وذكر عن علمه وحفظه للقرآن قال أنس بن مالك: «جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، وزيد، ومعـاذ بن جبـل ، وأبو زيد أحد عمومتي»، وروى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي محمد قوله: "خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود وأبي ومعـاذ بن جبـل وسالم مولى أبي حذيفة".
نسبه وحياته:
فهو معـاذ بن جبـل من بني أدّى من بني جشم بن الخزرج، أسلم وهو ابن 18 سنة، شهد بيعة العقبة الثانية، وهو شاب أمرد لم تُنبت لحيته بعد، ولما أسلم تولّى معاذ مع ثعلبة بن عنمة وعبدالله بن أنيس تكسير أصنام بني سلمة. ولما هاجر النبي محمد، آخى بين معاذ وعبدالله بن مسعود، وقد شهد معـاذ بن جبـل غزوة بدر وعمره 20 أو 21 سنة، ثم شهد مع النبي محمد باقي المشاهد كلها.
فكان لمعاذ منزلته بين صحابة النبي محمد، فعندما خطب عمر بن الخطاب الناس بالجابية، قال: «من أراد الفقه،
فليأت معـاذ بن جبـل ».
وقال عبدالله بن مسعود: «إنمعـاذ بن جبـل كان أُمة قانتًا لله حنيفا، ولم يك من المشركين»، كما قال أبو إدريس الخولاني: «دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلاً من الصحابة، فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا ساكت، فإذا امترى القوم، أقبلوا عليه، فسألوه، فقلت: «من هذا؟» قيل: « معـاذ بن جبـل »، فوقعت محبته في قلبي. ولما فتح النبي محمد مكة في رمضان سنة 8 هـ، استخلف عليها عتاب بن أسيد يصلي بهم، وخلف معاذا يُقرئهم القرآن، ويفقههم في دينهم؛ ثم بعثه في ربيع الآخر سنة 9هـ عاملاً له على بعض نواحي اليمن، ثم عاد وقد توفي النبي محمد، فخرج إلى الشام، فشهد الفتح الإسلامي للشام، وشارك في معركة اليرموك.
قال محمد بن كعب القرظي في سبب خروجه إلى الشام: «جمع القرآن في زمن النبي خمسة من الأنصار: معاذ وعبادة وأُبيّ وأبوأيوب وأبوالدرداء، فلما كان عمر، كتب يزيد بن أبي سفيان إليه: «إن أهل الشام كثير، وقد احتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم»، فقال: «أعينوني بثلاثة»، فقالوا: «هذا شيخ كبير - لأبي أيوب -، وهذا سقيم - لأُبيّ»، فخرج الثلاثة إلى الشام، فقال: "ابدءوا بحمص، فإذا رضيتم منهم، فليخرج واحد إلى دمشق، وآخر إلى فلسطين".
وفاته: ولما أُصيب أبوعبيدة بن الجراح والي الشام في طاعون عمواس، استخلف معـاذ بن جبـل فماتت زوجتيه، ثم ولديه، ثم مات هو في نفس الطاعون.
وقيل مات وعمره 33 أو 34 أو 38 سنة، وذلك سنة 17 هـ أو 18 هـ في الأردن في طاعون عمواس.