( سجادة حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية )  
 
 
.>~ { للجمال عنوان وهنا عنوانه { نشطاء منتدى روآية عشق لهذا الأسبوع } ~
    حاء"     خاطري"     رحيل"     سكرة"     البرنس"     أمنية"     العز"     اميرت"     عشق"     جوهرة"     غلاتك"     غرام"     كلي"     لورد"     سيران"     احمد"

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩

الملاحظات

۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ غيمَة الرُوح فِي رِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ".

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-23-2024
رحيل متواجد حالياً
United Arab Emirates     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
لوني المفضل Cadetblue
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُنت هنا » منذ 4 ساعات (01:30 PM)
موآضيعي » 14521
آبدآعاتي » 8,117,738
 تقييمآتي » 5984585
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  60,170
شكرت » 16,042
الاعجابات المتلقاة » 11580
الاعجابات المُرسلة » 627
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
 التقييم » رحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond repute
مَزآجِي  »  1
افتراضي الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال



الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (1)



كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذا المصطلح الذي ظَهَر في زمننا: "الدين الإبراهيمي"، وما تَفَرَّع عنه، مثل: "الولايات الإبراهيمية المتحدة"، متزامنًا ظهوره مع حملات التطبيع مع اليهود وكيانهم الصهيوني، والتي رتبت لها إدارة الرئيس الأمريكي -الخاسر في الانتخابات الأخيرة- "ترامب" بقيادة زوج ابنته -اليهودي- كوشنر، والذي صار له وجود متكرر في منطقتنا العربية الإسلامية؛ لتغيير بوصلة العداوة الإستراتيجية مع إسرائيل إلى وجهات عديدة داخلية بين دول المنطقة، وصراعات عديدة داخل كل دولة تقتتل فيها الشعوب والدول؛ إضافة إلى الخطر المدعم والمصنوع للشيعة ودولتهم الحديثة إيران، التي تهدف إلى نشر الدِّين الشيعي في دول المنطقة وغيرها.
وكان هذا المصطلح -ولا يزال- هادفًا إلى نسيان الهوية الإسلامية للشعوب والدول، بل وفقدان حقيقة ملة إبراهيم -عليه السلام-؛ رغم أن هذه الملة هي التي بُعث بها كل الأنبياء؛ الذين جعلهم الله من بعد إبراهيم -عليه السلام- مِن نسله، وخاتمهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل:123)، بل هو -صلى الله عليه وسلم- الذي أظهرها في العالم، ونشرها على حقيقتها في كل مكان، بعد أن حصرها اليهود في أنفسهم بظنهم أنهم شعب الله المختار، وكذا النصارى.
فبيَّن الله -تعالى- عدم صحة انتساب الطائفتين إلى إبراهيم -عليه السلام-، فقال -تعالى-: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:67-68).
وإن مِن أعجب ما يتعجب منه المرء أن يُستعمل هذا الاصطلاح حاليًا -عند مَن أنشأه- في ضد المعنى الأساسي الأكبر الذي قامت عليه ملة إبراهيم، وهو التوحيد، وعبادة الله وحده لا شريك له، والبراءة من كل ما يُعبد من دونه، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ . إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ . وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الزخرف:26-28).
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "هي كلمة لا إله إلا الله، لا يزال في ذريته مَن يقولها".
وقال الله -عز وجل-: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (الممتحنة:4).
والقوم إنما يريدون استعماله في اختراع دين جديد، يزعمون فيه تساوي الأديان على تناقضها واختلافها؛ بزعم اجتماعها في تعظيم شخص إبراهيم -عليه السلام-، وهذا يقتضي الجمع بين المتناقضين: بين عبادة الله، وعبادة غيره، وتصحيح هذين المتناقضين، وكذا يقتضي الجمع بين الإيمان برسالة عيسى ومحمد -صلى الله عليهما وسلم- وبين تكذيبهما، وتصحيح هذين النقيضين.
وفي شأن عيسى -صلى الله عليه وسلم- الجمع بين اعتقاد نبوته وبين اعتقاد ألوهيته وبنوته لله، وبين اعتقاد أنه ابن زنا -والعياذ بالله-، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا! سبحانك هذا بهتان عظيم.
وقد جعل الله -عز وجل- اتهام مريم بالفاحشة كفرًا، فقال -تعالى- عن بني إسرائيل: (وَبِكُفرِهِم وَقَولِهِم عَلى مَريَمَ بُهتانًا عَظيمًا) (النساء:156)؛ فهذا الدِّين الجديد يقتضي تصحيح كل هذه المتناقضات!
والهدف من هذا الدين الإبراهيمي الجديد في حقيقة الأمر: تحقيق تبعية دول المنطقة كلها للكيان الإسرائيلي؛ الأقرب في زعمهم إلى إبراهيم ووراثته، فينبغي أن يدين الجميع لهم بالتبعية، والإقرار لهم بالرياسة، والاعتراف بتقدمهم وتفوقهم العسكري، والاقتصادي، والإعلامي والتكنولوجي دون منازعة، بل ضرورة تسليم القيادة لهم رغم تعصبهم الشديد لقوميتهم القائمة على الدين، ودولتهم الدينية الوحيدة التي تجمع شتات اليهود في العالم على اختلاف قومياتهم وألسنتهم وأوطانهم؛ فهي الدولة الوحيدة في العالم التي جُعل الدين فيها قومية؛ فمَن أقرَّ لهم بهذه القيادة قرَّبوه وأدنوه ورفعوه، ومَن نازعهم في ذلك حاربوه وعادوه، وحاولوا إهلاكه.
والعجب أيضًا: أن أناسًا ينتسبون إلى القومية العربية وإلى الوطنية -على اختلاف أوطان المسلمين- ينادون بهذا المصطلح، ويسعون لتطبيق هذا المشروع من الاتحاد؛ الذي معناه فقدان هوية أوطانهم، بل فقدان معالم هذه الأوطان وحدودها أصلًا، ومعالم هذه القومية بالكلية، والذوبان في ملك اليهود، كما يزعم اليهود أنهم المقصودون بقول نوح -عليه السلام- في روايتهم لكتابهم المقدس: "أن يكون أبناء حام ويافث عبيد العبيد لأبناء سام!"، مع أن العرب يشاركونهم في السامية؛ إلا أنها غير معتبرة عندهم، ولا عند أي دول العالم الغربي وثقافاته المختلفة.
وقد أحببت أن أوضح في هذه السلسلة من المقالات حقيقة دين إبراهيم -عليه السلام- الذي هو دين الأنبياء جميعًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ) (متفق عليه).
وحقيقة هذا الدِّين واضحة وضوح الشمس في آيات القرآن، وأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تحتمل لبسًا ولا شَكًّا؛ إلا لجاهلٍ بها، أو منافقٍ لا يؤمن بالقرآن ولا بالرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولا يحتاج الأمر إلى كبير تأمل أو استعداد لجدال في دلالة الآيات، والأحاديث على حقيقة هذا الدين؛ فإنها واضحة الدلالة بحكم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو السراج المنير؛ ولكن تحتاج إلى تدبر ومعرفة تفسيرها السهل الميسر؛ لتستقر في القلوب وتهيئها لأعظم مهمة خُلِق من أجلها الإنسان، قال -تعالى-: (وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ) (الذاريات:56)، وقال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 161-163).
وبجمع هذه الآيات والأحاديث التي تتحدث عن ملة إبراهيم ودين إبراهيم ودعوة إبراهيم، وصفاته وأخلاقه وأحواله؛ يتضح لكل مسلم -بل لكل عاقل- أنه لا سبيل لاتباع ملة إبراهيم إلا باتباع ملة محمد -صلى الله عليه وسلم- والإيمان به، كما قال الله -تعالى-: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف:156-157).
ولولا عِظَم هذه المسألة وأهميتها لما دعا بها إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- أثناء بناء الكعبة، قال -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (البقرة:127-129).
ولَمَا بشَّرتْ بها التوراةُ -أعني نبوة محمد صلى الله عليه وسلم- كما قال الله -تعالى-: (الَّذينَ آتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفونَهُ كَما يَعرِفونَ أَبناءَهُم وَإِنَّ فَريقًا مِنهُم لَيَكتُمونَ الحَقَّ وَهُم يَعلَمونَ) (البقرة:146)، وبشَّر المسيح -عليه السلام- مُصرحًا باسم النبي الأمي أحمد -صلى الله عليه وسلم-، كما قال الله -تعالى-: (وَإِذ قالَ عيسَى ابنُ مَريَمَ يا بَني إِسرائيلَ إِنّي رَسولُ اللَّهِ إِلَيكُم مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَيَّ مِنَ التَّوراةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسولٍ يَأتي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَدُ فَلَمّا جاءَهُم بِالبَيِّناتِ قالوا هذا سِحرٌ مُبينٌ) (الصف:6).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (رواه مسلم).
ونسأل الله التيسير إلى التمام، والإعانة منه على ما يُحب ويرضى، وعليه التكلان.



 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
 (03-23-2024),  (منذ 4 أسابيع),  (03-23-2024)
قديم 03-23-2024   #2



 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 4 ساعات (01:30 PM)
موآضيعي » 14521
آبدآعاتي » 8,117,738
 تقييمآتي » 5984585
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  60,170
شكرت » 16,042
الاعجابات المتلقاة » 11580
الاعجابات المُرسلة » 627
 التقييم » رحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
♥| سور من ورد - النشطاء ., ●  


/ نقاط: 0

♥ وسام | مُبدعة بلوحة جميلة رُسمت من ورد  


/ نقاط: 0

وسآم || تكريم و مليونية- رحيل  


/ نقاط: 0

وسآم || عيد الفطر السعيد + 5 الاف مشاركة  


/ نقاط: 0

♥| وسام نسمة إبداع  ., ●  


/ نقاط: 0

  كل الاوسمة: 190

رحيل متواجد حالياً

افتراضي



الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (2)



كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن القرآن العظيم قد بيَّن دين إبراهيم وملة إبراهيم -عليه السلام- بيانًا شافيًا كافيًا، في مواطنَ كثيرةٍ مِن القرآن الكريم، وقد بلغ عدد الآيات التي ذُكر فيها إبراهيم -عليه السلام- ثلاثًا وستين آية، وإن تلاوة الآيات مع معرفة تفسيرها وتدبرها لمن أعظم الأمور أهمية في هذا الوقت الذي يحاول فيه البعض التلبيس على الناس في حقيقة الملة الإبراهيمية.
ولنبدأ أولًا في ذكر الآيات، ثم نذكر بعد ذلك تفسيرها وما فيها مِن أنواع العلوم؛ ففي سورة البقرة اثنتا عشرة آية:
- قال الله -عز وجل-: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ . وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تقبلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:124-127).
- وقال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (البقرة:130).
- وقال الله -تعالى-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:132-133).
- وقال الله -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:135-136).
- وقال الله -تعالى-: (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:140).
- وقال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (البقرة:258).
- وقال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة:260).
وفي سورة آل عمران سبع آيات:
قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (آل عمران:33).
- وقال الله -تعالى-: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) (آل عمران:65).
- وقال الله -تعالى-: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:67-68).
- وقال الله -تعالى-: (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:84).
- وقال الله -تعالى-: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران:95).
- وقال الله -تعالى-: (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (آل عمران:97).
وفي سورة النساء ثلاث آيات:
- قال الله -تعالى-: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) (النساء:54).
- وقال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) (النساء:125).
- وقال الله -تعالى-: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) (النساء:163).
وفي سورة الأنعام خمس آيات:
- وقال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:74-75).
- وقال الله -تعالى-: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:83).
- وقال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:161).
- وقال الله -تعالى-: (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) (الأنعام:70).
وفي سورة التوبة آيتان:
- وقال الله -تعالى-: (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (التوبة:70).
- (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة:114).
وفي سورة هود ثلاث آيات:
- قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ . إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ . يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آَتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) (هود:74-76).
- وقال -تعالى-: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (هود:69).
وفي سورة يوسف آيتان:
- قال الله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف:6).
- وقال الله -تعالى-: (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) (يوسف:38).
وفي سورة إبراهيم آية:
- قال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ) (إبراهيم:35).
وفي سورة الحجر آية:
-قال الله -تعالى-: (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ) (الحجر:51).
وفي سورة النحل آيتان:
- قال الله -تعالى-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل:120).
- وقال الله -تعالى-: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل:123).
وفي سورة مريم ثلاث آيات:
- قال الله -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا) (مريم:41).
- وقال الله -تعالى-: (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) (مريم:46).
- وقال الله -تعالى-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) (مريم:58).
وفي سورة الأنبياء أربع آيات:
- قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ) (الأنبياء:51).
- وقال الله -تعالى-: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء:60).
- وقال الله -تعالى-: (قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء:62).
- وقال الله -تعالى-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) (الأنبياء:69).
وفي سورة الحج ثلاث آيات:
- قال الله -تعالى-: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (الحج:26).
- وقال الله -تعالى-: (وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ) (الحج:43).
- وقال الله -تعالى-: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج:78).
وفي سورة الشعراء آية:
- قال الله -تعالى-: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ) (الشعراء:69).
وفي سورة العنكبوت آيتان:
- قال الله -تعالى-: (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (العنكبوت:16).
- وقال الله -تعالى-: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ) (العنبكوت:31).
وفي سورة الأحزاب آية:
- قال الله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) (الأحزاب:7).
وفي سورة الصافات ثلاث آيات:
- قال الله -تعالى-: (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) (الصافات:83).
- وقال الله -تعالى-: (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ) (الصافات:104).
- وقال الله -تعالى-: (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) (الصافات:109).
وفي سورة "ص" آية:
- قال الله -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) (ص:45).
وفي سورة الشورى آية:
قال الله -تعالى-: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (الشورى:13).
وفي سورة الزخرف آية:
- وقال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) (الزخرف:26).
وفي سورة الذاريات آية:
- قال الله -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) (الذاريات:24).
وفي سورة النجم آية:
- قال الله -تعالى-: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (النجم:37).
وفي سورة الحديد آية:
- قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:26).
وفي سورة الممتحنة آية:
- قال الله -تعالى-: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (الممتحنة:4).
وفي سورة الأعلى آية:
- قال الله -تعالى-: (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) (الأعلى:19).


 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
 (03-23-2024),  (منذ 4 أسابيع),  (03-23-2024)
قديم 03-23-2024   #3



 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 4 ساعات (01:30 PM)
موآضيعي » 14521
آبدآعاتي » 8,117,738
 تقييمآتي » 5984585
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  60,170
شكرت » 16,042
الاعجابات المتلقاة » 11580
الاعجابات المُرسلة » 627
 التقييم » رحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
♥| سور من ورد - النشطاء ., ●  


/ نقاط: 0

♥ وسام | مُبدعة بلوحة جميلة رُسمت من ورد  


/ نقاط: 0

وسآم || تكريم و مليونية- رحيل  


/ نقاط: 0

وسآم || عيد الفطر السعيد + 5 الاف مشاركة  


/ نقاط: 0

♥| وسام نسمة إبداع  ., ●  


/ نقاط: 0

  كل الاوسمة: 190

رحيل متواجد حالياً

افتراضي



الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (3)




قصة بناء الكعبة (1)
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن ارتباط الكعبة بإبراهيم -صلى الله عليه وسلم- ثم بمحمد -صلى الله عليه وسلم- له أهمية عظيمة ببيان الدين الحق الذي هو دين إبراهيم ودين محمد -صلى الله عليهما وسلم-؛ لأن الكعبة هي أول بيت بُني لعبادة الله في الأرض، قال -عز وجل- (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) (آل عمران:96)، بناه إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-.
وهو البيت الذي جعله الله قِبْلةً لآخِر الأمم ولآخِر الزمان خلافًا للأمم السابقة من بني إسرائيل التي كانت قبلتهم لبيت المقدس، الذي بناه أيضًا إبراهيم -عليه السلام- أو إسحاق أو يعقوب -عليهما السلام-؛ إذ بيْن بناء الكعبة وبين بناء المسجد الأقصى أربعون عامًا، كما في حديث أبي ذر -رضي الله عنه- في صحيح مسلم: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلُ؟ قالَ: (المَسْجِدُ الحَرامُ) قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: (المَسْجِدُ الأقْصى)، قُلتُ: كَمْ بيْنَهُما؟ قالَ: (أرْبَعُونَ سَنَةً).
وهذا الأمر له إشارات في الكتب المتقدمة في تحوُّل المدينة المقدسة من القدس إلى المدينة المقدسة الجديدة "مكة المكرمة"، وهذا لِيَدُلَّنا على أن دين إبراهيم والحجَّ إلى بيت الله الحرام سيكون في آخر الزمان حول الكعبة المشرفة، وعند الأمة التي تعظمها "وهي الأمة الإسلامية" التي هي الأمة العظيمة التي بشَّر الله إبراهيم في إسماعيل أن يجعل مِن ذريته أمة عظيمة لا غيرها؛ إذ لا عظمة للعرب أصلًا بعد إسماعيل -عليه السلام- إلا بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أخرجهم الله به مِن الظلمات إلى النور.
فلن يكون دين إبراهيم أبدًا إلا باتِّباع القِبلة التي بناها، وعظَّمها الله ببنائه هو وابنه إسماعيل إيَّاها، وإسماعيل هو أبو الأمة العظيمة أمة الإسلام، قال الله -تعالى-: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ . وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (البقرة:124-130).
قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: "يقول -تعالى- مُنبهًا على شرف إبراهيم خليله -عليه السلام-، وأن الله -تعالى- جعله إمامًا للناس يُقتدَى به في التوحيد؛ حين قام بما كلَّفه الله به من الأوامر والنواهي.
ولهذا قال: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ) أي: واذكر يا محمد لهؤلاء المشركين وأهل الكتابين الذين ينتحلون ملة إبراهيم وليسوا عليها، وإنما الذي هو عليها مستقيم فأنت والذين معك من المؤمنين؛ اذكر لهؤلاء ابتلاء الله إبراهيم، أي: اختباره له بما كلَّفه به من الأوامر والنواهي. (فَأَتَمَّهُنَّ) أي: قام بهن كُلِّهن، كما قال -تعالى- (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (النجم: 37)، أي: وَفَّى جميع ما شُرع له، فعمل به -صلوات الله عليه وسلامه-، وقال -تعالى-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ . ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل:120-123)، وقال -تعالى-: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:161)، وقال -تعالى-: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:67-68).
وقوله -تعالى-: (بِكَلِمَاتٍ) أي: بشرائع وأوامر ونواهٍ، فإن الكلمات تطلق ويُراد بها الكلمات القدرية، كقوله -تعالى- عن مريم -عليه السلام-: (وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (التحريم:12)، وتطلق ويراد بها الشرعية، كقوله -تعالى-: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا) (الأنعام:115)، أي: كلماته الشرعية -(قلتُ: والصحيح أن قوله: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا): تشمل الكلمات الشرعية والكلمات الكونية أيضًا؛ فإنها كلها عدل وصدق)-، وهي إما خبر صدق، وإما طلب عدل؛ إن كان أمرًا أو نهيًا، ومِن ذلك هذه الآية الكريمة: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) أي: قام بهن. (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) أي: جزاءً على ما فعل، كما قام بالأوامر وترك الزواجر؛ جعله الله للناس قدوة وإمامًا يُقتدَى به، ويُحتذى حذوه.
وقد اخْتُلف في تعيين الكلمات التي اختبر الله بها إبراهيم الخليل -عليه السلام-؛ فرُوي عن ابن عباس في ذلك روايات، فقال عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة: قال ابن عباس: ابتلاه الله بالمناسك. وكذا رواه أبو إسحاق السبيعي، عن التميمي، عن ابن عباس.
وروى عبد الرزاق أيضًا عن ابن عباس: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ) قال: ابتلاه الله بالطهارة: خمس في الرأس، وخمس في الجسد؛ في الرأس: قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفَرْق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر الغائط والبول بالماء.
قال ابن أبي حاتم: ورُوي عن سعيد بن المسيب، ومجاهد، والشعبي، والنخعي، وأبي صالح، وأبي الجلد نحو ذلك.
قلتُ: وقريب من هذا ما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَشرٌ منَ الفِطرةِ: قصُّ الشّاربِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ والسِّواكُ والاستِنشاقُ وقصُّ الأظفارِ وغَسلُ البَراجمِ ونَتفُ الإبطِ وحَلقُ العانةِ وانتِقاصُ الماءِ، قالَ زَكَريّا: قالَ مُصعبٌ: ونَسيتُ العاشِرَةَ إلّا أن تَكونَ المَضمضَةُ).
قال وكيع: انتقاص الماء؛ يعني: الاستنجاء.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الفطرةُ خمسٌ: الختانُ، والاستحدادُ، وتقليمُ الأظفارِ، ونتفُ الإبطِ، وقصُ الشاربِ) ولفظه لمسلم.
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس: أنه كان يقول في هذه الآية: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) قال: عشر؛ ست في الإنسان، وأربع في المشاعر؛ فأما التي في الإنسان: حلق العانة، ونتف الإبط، والختان -وكان ابن هبيرة يقول: هؤلاء الثلاثة واحدة- وتقليم الأظفار، وقص الشارب، والسواك، وغُسل يوم الجمعة. والأربعة التي في المشاعر: الطواف، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة.
وقال داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: ما ابْتُلِي بهذا الدِّين أحد فقام به كله إلا إبراهيم، قال الله -تعالى-: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) قلت له: وما الكلمات التي ابْتَلى الله إبراهيم بهن فأتمهن؟ قال: الإسلام ثلاثون سهمًا، منها: عشر آيات في براءة: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (التوبة:112)، إلى آخر الآية، وعشر آيات في أول سورة (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون) (المؤمنون:1)، و(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) (المعارج:1)، وعشر آيات في الأحزاب: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب:35)، فأتمهن كلهن؛ فكُتبت له براءة، قال الله: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) (النجم:37). وهكذا رواه الحاكم، وأبو جعفر ابن جرير، وأبو محمد ابن أبي حاتم بأسانيدهم إلى داود بن أبي هند به" (تفسير ابن كثير).
وللحديث بقية -إن شاء الله تعالى-.


 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
 (03-23-2024),  (03-23-2024)
قديم 03-23-2024   #4



 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 4 ساعات (01:30 PM)
موآضيعي » 14521
آبدآعاتي » 8,117,738
 تقييمآتي » 5984585
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  60,170
شكرت » 16,042
الاعجابات المتلقاة » 11580
الاعجابات المُرسلة » 627
 التقييم » رحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
♥| سور من ورد - النشطاء ., ●  


/ نقاط: 0

♥ وسام | مُبدعة بلوحة جميلة رُسمت من ورد  


/ نقاط: 0

وسآم || تكريم و مليونية- رحيل  


/ نقاط: 0

وسآم || عيد الفطر السعيد + 5 الاف مشاركة  


/ نقاط: 0

♥| وسام نسمة إبداع  ., ●  


/ نقاط: 0

  كل الاوسمة: 190

رحيل متواجد حالياً

افتراضي



الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (4)




قصة بناء الكعبة (2)
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
قوله -تعالى-: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124).
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: "روى محمد بن إسحاق عن ابن عباس، قال: الكلمات التي ابتلى الله بهن إبراهيم فأتمهن: فِراق قومه في الله حين أُمر بمفارقتهم، ومحاجَّته نُمْروذ في الله حين وقَّفه على ما وقَّفه عليه من خطر الأمر الذي فيه خلافه، وصبره على قذفه إيَّاه في النار ليحرقوه في الله على هول ذلك من أمرهم، والهجرة -بعد ذلك- من وطنه وبلاده في الله حين أمره بالخروج عنهم، وما أمره به من الضيافة والصبر عليها بنفسه وماله، وما ابتُلِي به من ذبح ابنه حين أمره بذبحه، فلمَّا مضى على ذلك من الله كله وأخلصه للبلاء؛ قال الله له: (أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (البقرة:131)، على ما كان مِن خلاف الناس وفراقهم.
وروى ابن أبي حاتم عن الحسن البصري: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) قال: ابتلاه بالكوكب فرضي عنه، وابتلاه بالقمر فرضي عنه، وابتلاه بالشمس فرضي عنه، وابتلاه بالهجرة فرضي عنه، وابتلاه بالختان فرضي عنه، وابتلاه بابنه فرضي عنه.
وروى ابن جرير عن قتادة، قال: كان الحسن يقول: إي والله، ابتلاه بأمرٍ فصبر عليه؛ ابتلاه بالكوكب والشمس والقمر فأحسن في ذلك، وعرف أن ربَّه دائم لا يزول، فوجَّه وجهه للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما كان من المشركين، ثم ابتلاه بالهجرة فخرج من بلاده وقومه حتى لحق بالشام مهاجرًا إلى الله، ثم ابتلاه بالنار قبل الهجرة فصبر على ذلك، وابتلاه بذبح ابنه والختان، فصبر على ذلك.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عمَّن سمع الحسن يقول في قوله: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) قال: ابتلاه الله بذبح ولده، وبالنار، والكوكب والشمس، والقمر.
وروى ابن جرير عن الحسن في الآية قال: ابتلاه بالكوكب، والشمس، والقمر؛ فوجده صابرًا.
وقال العَوفي عن ابن عباس: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) فمنهن قال: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، ومنهن: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ) (البقرة:127)، ومنهن: الآيات في شأن المَنْسك والمقام الذي جعل لإبراهيم، والرزق الذي رُزق ساكنو البيت، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- بُعث في دينهما (قلتُ: أي: دين إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-).
وروى ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله -تعالى-: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) قال الله لإبراهيم: إني مبتليك بأمر فما هو؟ قال: تجعلني للناس إمامًا؟ قال: نعم. قال: ومن ذريتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين، قال: تجعل البيت مثابة للناس؟ قال: نعم. قال: وأمنًا. قال: نعم. قال: وتجعلنا مسلمين لك ومِن ذريتنا أمة مسلمة لك؟ قال: نعم. قال: وترزق أهله مِن الثمرات مَن آمن منهم بالله؟ قال: نعم.
قال ابن أبي نُجيح: سمعته من عكرمة، فعرضته على مجاهد؛ فلم ينكره.
وهكذا رواه ابن جرير من غير وجه، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
وقال سفيان الثوري عن ابن أبي نُجيح، عن مجاهد: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) قال: ابتُلي بالآيات التي بعدها: (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) قال: الكلمات: (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) وقوله: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا)، وقوله: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) وقوله: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (البقرة:125). وقوله: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تقبلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:127)، الآيات، قال: فذلك كله مِن الكلمات التي ابتُلي بهنَّ إبراهيم.
قال السدي: الكلمات التي ابتلى بهنَّ إبراهيمَ ربُّه: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ . رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ) (التوبة:127-129)".
وقال القرطبي -رحمه الله-: وفي الموطأ وغيره، عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيِّب يقول: إبراهيم -عليه السلام- أول مَن اختتن، وأول مَن ضاف الضيف، وأول مَن استحدَّ، وأول مَن قلَّم أظفاره، وأول مَن قصَّ الشارب، وأول مَن شاب، فلمَّا رأى الشيب قال: ما هذا؟ قال: وقار، قال: يا رب، زدني وقارًا.
وذكر ابن أبي شيبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه، قال: أول مَن خطب على المنابر إبراهيم، قال غيره: وأول مَن برَّد البريد، وأول مَن ضرب بالسيف، وأول مَن استاك، وأول مَن استنجى بالماء، وأول مَن لبس السراويل (قلتُ: وواضح أن هذه مِن الإسرائيليات والتي قبلها؛ فتحتاج إلى دليل من الكتاب والسنة).
ورُوي عن مُعاذ بن جبل قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إِنْ أتَّخذِ المنبرَ فقد اتّخذَهُ أبي إبراهيمُ، وإِنْ أتّخذِ العصا فقدِ اتّخذَها أبي إبراهيمُ". قال ابن كثير: "هذا حديث لا يثبت، والله أعلم".
ثم شرع القرطبي يتكلم على ما يتعلق بهذه الأشياء من الأحكام الشرعية.
قال أبو جعفر ابن جرير ما حاصله: إنه يجوز أن يكون المراد بالكلمات جميع ما ذُكر، وجائز أن يكون بعض ذلك، ولا يجوز الجزم بشيء منها أنه المراد على التعيين إلا بحديث أو إجماع. قال: ولم يصح في ذلك خبر بنقل الواحد، ولا بنقل الجماعة الذي يجب التسليم له.
غَيْرَ أنَّه قد رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في نظير معنى ذلك خبران: أحدهما: عن سهل بن معاذ بن أنس، قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ألا أُخبِرُكم لِمَ سَمَّى اللهُ خليلَه: (الَّذِي وَفّى)؟! لأنَّه كان يقولُ كلَّما أصبَحَ: (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (الروم:17)، حَتَّى يَخْتِمَ الْآيَةَ. والآخر: عن أبي أُمَامة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفّى) (النجم:37)، أَتدرونَ ما وَفّى؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: وَفّى عملَ يومِه؛ أربعَ ركعاتٍ في النَّهارِ".
ثم عقَّب ابن كثير قائلًا: ثم شرع ابن جرير يضعف هذين الحديثين، وهو كما قال؛ فإنه لا تجوز روايتهما إلا ببيان ضعفهما، وضعفُهما مِن وجوه عديدة، فإن كُلًا مِن السندين مشتمل على غير واحد من الضعفاء، مع ما في متن الحديث؛ مما يدل على ضعفه. والله أعلم" (انتهى كلام ابن كثير).
قلتُ: والذي يظهر لي من هذه النقول الكثيرة التي رواها ابن كثير عن ابن جرير وغيره، أن السلف يفسرون هذه الآية بما فسروه على سبيل المثال؛ لا يقصدون الحصر والتعيين، بل كل ما ابتلاه الله به من الأوامر فهو من هذه الكلمات، والعموم أقرب.
ويجوز أن يكون بعضها من المسائل العظيمة: كالدعوة إلى التوحيد، والإلقاء في النار، والصبر على ذلك، والابتلاء بذبح الولد والابتلاء ببناء الكعبة، وكذا الختان؛ فإن هذه الأمور مِن الأمور التي تشق على أكثر الخلق، وقام بها إبراهيم -عليه السلام- على الوجه الأكمل.
وهذه التفسيرات لا تتناقض، وإن كان كما سبق أن بيَّنَّا أن بعضها مِن الأخبار الإسرائيلية التي لا دليل عليها: كمسألة اتخاذ المنبر، ولبس السراويل، وليس فيها معنى يُستفاد منه، والله أعلى وأعلم.
وأما ما ذكرنا فهو الذي فيه القدوة للخلق جميعًا بإبراهيم أبي الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
ولنا بقية في هذا المجال -إن شاء الله-.


 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
 (03-23-2024),  (03-23-2024)
قديم 03-23-2024   #5



 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 4 ساعات (01:30 PM)
موآضيعي » 14521
آبدآعاتي » 8,117,738
 تقييمآتي » 5984585
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  60,170
شكرت » 16,042
الاعجابات المتلقاة » 11580
الاعجابات المُرسلة » 627
 التقييم » رحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
♥| سور من ورد - النشطاء ., ●  


/ نقاط: 0

♥ وسام | مُبدعة بلوحة جميلة رُسمت من ورد  


/ نقاط: 0

وسآم || تكريم و مليونية- رحيل  


/ نقاط: 0

وسآم || عيد الفطر السعيد + 5 الاف مشاركة  


/ نقاط: 0

♥| وسام نسمة إبداع  ., ●  


/ نقاط: 0

  كل الاوسمة: 190

رحيل متواجد حالياً

افتراضي



الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (5)



قصة بناء الكعبة (3)
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
قال الله -تعالى-: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124).
قوله -تعالى-: (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
قال ابن كثير -رحمه الله-: "لما جعل اللهُ إبراهيم إمامًا، سأل اللهَ أن تكون الأئمةُ من بعده من ذريته؛ فأُجيب إلى ذلك، وأُخْبر أنه سيكون مِن ذريته ظالمون، وأنه لا ينالهم عهد الله، ولا يكونون أئمة فلا يُقتدى بهم، والدليل على أنه أُجيب إلى طلبته: قول الله -تعالى- في سورة العنكبوت: (وَجَعَلْنَا في ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) (العنكبوت:27)، فكل نبي أرسله الله، وكل كتاب أنزله الله بعد إبراهيم، ففي ذريته -صلوات الله وسلامه عليه-.
وأما قوله -تعالى-: (قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)؛ فقد اختلفوا في ذلك، فقال خَصِيفٌ، عن مجاهد في قوله: (قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال: إنه سيكون في ذريتك ظالمون.
وقال ابن أبي نُجيح عن مجاهد: (قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال: لا يكون لي إمام ظالم. وفي رواية: لا أجعل إمامًا ظالمًا يُقتدى به. وقال سفيان، عن منصور عن مجاهد في -قوله تعالى-: : (قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال: لا يكون إمام ظالم يُقتدى به.
روى ابن أبي حاتم عن مجاهد، في قوله: (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) قال: أما مَن كان منهم صالحًا؛ فسأجعله إمامًا يُقتدى به، وأما مَن كان ظالمًا؛ فلا ولا نُعْمةَ عين.
وقال سعيد بن جبير: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) المراد به: المشرك، لا يكون إمام ظالم، يقول: لا يكون إمام مُشرك.
وقال ابن جريج، عن عطاء، قال: (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) فأبى أن يجعل من ذريته إمامًا ظالمًا. قلتُ لعطاء: ما عهدُه؟ قال: أمره.
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس، قال: قال الله لإبراهيم: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) فأبى أن يفعل، ثم قال: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (قلتُ: أبى أن يفعل أن تكون ذريته كلهم أئمة، وإنما جعل الله الإمامة في الصالحين من ذريته).
قال محمد بن إسحاق بسنده عن ابن عباس: (قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) يخبره أنه كائن في ذريته ظالم لا ينال عهده -ولا ينبغي أن يُوليَه شيئًا مِن أمره وإن كان مِن ذرية خليله- ومُحْسن ستنفذ فيه دعوته، وتبلغ له فيه ما أراد مِن مسألته.
وقال العَوفي، عن ابن عباس: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال: يعني لا عهد لظالم عليك في ظلمه أن تطيعه فيه.
وروى ابن جرير عن ابن عباس، قال: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال: ليس للظالمين عهد، وإنْ عاهدتَه اُنْقُضْه. ورُوي عن مجاهد، وعطاء، ومُقاتل بن حيان نحو ذلك.
وقال الثوري عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال: ليس لظالم عهد.
وعن قتادة، في قوله: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال: لا ينال عهدُ الله في الآخرة الظالمين، فأما في الدنيا فقد ناله الظالم فآمن به، وأكل وعاش. وكذا قال إبراهيم النخعي، وعطاء، والحسن، وعكرمة.
وقال الربيع بن أنس: عهد الله الذي عهد إلى عباده: دينه، يقول: لا ينال دينُه الظالمين، ألا ترى أنه قال: (وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحَاقَ وَمَنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِيْنٌ) (الصافات:113)، يقول: ليس كل ذريتك يا إبراهيم على الحق. وكذا رُوي عن أبي العالية، وعطاء، ومقاتل بن حيان.
وقال جويبر عن الضحاك: لا ينال طاعتي عدو لي يعصيني، ولا أنحلها إلا وليًّا لي يطيعني.
وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه عن علي بن أبي طالب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال: "لَا طَاعَةَ إِلَّا في المَعْرُوفِ".
وقال السدي: "لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" يقول: عهدي نبوتي.
فهذه أقوال مفسري السلف في هذه الآية على ما نقله ابن جرير، وابن أبي حاتم -رحمهما الله تعالى-.
واختار ابن جرير أن هذه الآية -وإن كانت ظاهرة في الخبر- أنه لا ينال عهدُ اللهِ بالإمامة ظالمًا، ففيها إعلام مِن الله لإبراهيم الخليل -عليه السلام- أنه سيوجد مِن ذريتك مَن هو ظالم لنفسه، كما تقدَّم عن مجاهد وغيره، والله أعلم. وقال ابن خُوَيْزِ مَنْدَاد المالكي: الظالم لا يصلح أن يكون خليفة ولا حاكمًا، ولا مفتيًا، ولا شاهدًا، ولا راويًا" (انتهى من تفسير ابن كثير).
وقال القرطبي -رحمه الله- في مسائل هذه الآية: "السابعة عشرة: قوله -تعالى-: (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، الإمام: القدوة. ومنه قيل لخَيْط البناء: إمام. وللطريق: إمام؛ لأنه يُؤَمُّ فيه للمسالك، أي يُقْصَد. فالمعنى: جعلناك للناس إمامًا يأتمُّون بك في هذه الخِصَال، ويقتدي بك الصالحون. فجعله اللهُ -تعالى- إمامًا لأهل طاعته؛ فلذلك اجتمعت الأمم على الدعوى فيه -والله أعلم- أنه كان حنيفًا".
وقال في المسألة المُوَفِّيَة عشرين: "قوله -تعالى-: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ): اخْتُلف في المراد بالعهد، فروى أبو صالح عن ابن عباس أنه: النبوة، وقاله السدي. وقال مجاهد: الإمامة. وقال قتادة: الإيمان. وقال عطاء: الرحمة. وقال الضحاك: دين الله -تعالى-. وقيل: عهده أمره. ويُطلق العهد على الأمر، قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا) (آل عمران:183)، أي: أمرنا -يعني: اليهود-. وقال: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ) (يس:60)، يعني: ألم أُقدِّم إليكم الأمر به، وإذا كان عهد الله هو أوامره فقوله: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) أي: لا يجوز أن يكونوا بمَحَلِّ مَن يُقبل منهم أوامر الله ولا يقيمون عليها، على ما يأتي بيانه بعد هذا آنفًا -إن شاء الله تعالى-.
وروى معمر عن قتادة في قوله -تعالى-: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال: لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمين، فأما في الدنيا فقد ناله الظالم فآمَن به، وأكل وعاش وأبصر.
قال الزجَّاج: وهذا قول حسن، أي: لا ينال أماني الظالمين، أي: لا أُؤَمِّنُهم من عذابي.
وقال سعيد بن جبير: الظالم هنا: المشرك. وقرأ ابن مسعود وطلحة بن مُصرِّف: لا ينال عهدي الظالمون، برفع الظالمون. الباقون بالنصب. (قلتُ: هذه قراءة شاذة مخالفة لرسم المصحف، لا يجوز التلاوة في الصلاة وغيرها بها)، وأسكن حمزة وحفص وابن محيصن الياء في عهدي، وفتحها الباقون.
الحادية والعشرون: استدل جماعة مِن العلماء بهذه الآية على أن الإمام يكون مِن أهل العدل والإحسان والفضل، مع القوة على القيام بذلك، وهو الذي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا يُنازِعوا الأمر أهله، على ما تقدَّم مِن القول فيه؛ فأما أهل الفسوق والجور والظلم فليسوا له بأهل؛ لقوله -تعالى-: (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ).
ولهذا خرج ابن الزبير والحسين بن علي -رضي الله عنهم-، وخرج خيار أهل العراق وعلماؤهم على الحجاج، وأخرج أهلُ المدينة بني أمية وقاموا عليهم، فكانت الحَرَّةُ التي أوقعها بهم مُسلمُ بنُ عقبة.
والذي عليه الأكثر مِن العلماء: أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى مِن الخروج عليه؛ لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي السفهاء، وشن الغارات على المسلمين، والفساد في الأرض. والأول مذهب طائفة من المعتزلة، وهو مذهب الخوارج؛ فاعلمه.
(قلتُ: أما خروج مَن خرج مِن الأفاضل؛ فكان على ما رأوه مِن أن المصلحة راجحة في الخروج، والخروج على الظالم مبني على مراعاة المصالح والمفاسد، وقد وقع اجتهادهم خطأ منهم. وإن كان عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- هو إمام وقته ومَبْغِيٌّ عليه وليس باغيًا؛ بل مَن بُويع له بعده -مِن مروان ثم عبد الملك، ومَن ولَّاهم عبد الملك كالحجاج- هم البُغاة عليه؛ ولكن قُتِل مظلومًا؛ فلما استقر الأمر لعبد الملك بن مروان صار هو الخليفة، وبايعه عبدالله بن عمر لتغلبه. وقد ذكر العلماء العلة في الصبر على طاعة الإمام الجائر -مع عدم لزوم طاعته إلا في المعروف- أنها: الحرص على الأمن، ومنع إراقة الدماء، وانطلاق أيدي السفهاء والفساد في الأرض؛ وبهذا تتفق أقوال السلف في الحقيقة؛ وإن اختلفت اجتهاداتهم في تطبيق الواقع).
الثانية والعشرون: قال ابنُ خُوَيْزِ مَنْدَاد: وكل مَن كان ظالمًا لم يكن نبيًّا، ولا خليفة، ولا حاكمًا، ولا مفتيًا، ولا إمام صلاة، ولا يقبل عنه ما يرويه عن صاحب الشريعة، ولا تقبل شهادته في الأحكام، غير أنه لا يُعزل بفسقه حتى يعزله أهل الحل والعقد. وما تقدَّم من أحكامه مُوافقًا للصواب ماضٍ غير منقوض. وقد نصَّ مالك على هذا في الخوارج والبغاة؛ أن أحكامهم لا تُنقض إذا أصابوا بها وجهًا مِن الاجتهاد، ولم يخرقوا الإجماع، أو يخالفوا النصوص. وإنما قلنا ذلك؛ لإجماع الصحابة، وذلك أن الخوارج قد خرجوا في أيامهم ولم يُنقل أن الأئمة تتبعوا أحكامهم، ولا نقضوا شيئًا منها، ولا أعادوا أخذ الزكاة، ولا إقامة الحدود التي أخذوا وأقاموا؛ فدلَّ على أنهم إذا أصابوا وجه الاجتهاد لم يُتعرَّض لأحكامهم.
(قلتُ: وهذا يدلُّ على أن جماهير العلماء يرون الخوارج مِن أهل الملة؛ لأنه لا نزاع في أن الكافر لا ولاية له على مسلم بحال).
الثالثة والعشرون: قال ابن خُوَيْزِ مَنْدَاد: وأما أخذ الأرزاق مِن الأئمة الظلمة؛ فلذلك ثلاثة أحوال:
- إن كان جميع ما في أيديهم مأخوذًا على مُوجب الشريعة فجائز أخذه، وقد أخذت الصحابة والتابعون مِن يد الحجاج، وغيره.
- وإن كان مُختلطًا حلالًا وظلمًا -كما في أيدي الأمراء اليوم- فالورع تركه، ويجوز للمحتاج أخذه، وهو كَلِصٍّ في يده مالٌ مسروقٌ، ومالٌ جيد حلال وقد وكَّله فيه رجل؛ فجاء اللص يتصدق به على إنسان؛ فيجوز أن تُؤخذ منه الصدقة، وإن كان قد يجوز أن يكون اللص يتصدق ببعض ما سرق، إذا لم يكن شيء معروف بنهب، وكذلك لو باع أو اشترى كان العقد صحيحًا لازمًا -وإن كان الورع التنزه عنه-، وذلك أن الأموال لا تحرم بأعيانها، وإنما تحرم لجهاتها.
- وإن كان ما في أيديهم ظلمًا صراحًا؛ فلا يجوز أن يُؤخذ مِن أيديهم. ولو كان ما في أيديهم من المال مغصوبًا -غير أنه لا يعرف له صاحب ولا مطالب- فهو كما لو وُجِد في أيدي اللصوص وقُطَّاع الطريق، ويُجعل في بيت المال ويُنتظر طالبه بقدر الاجتهاد، فإذا لم يُعرف صرفه الإمام في مصالح المسلمين" (انتهى مِن تفسير القرطبي).
(قلتُ: وكلام ابن خُوَيْزِ مَنْدَاد في غاية الإتقان والأهمية كذلك).


 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
 (03-23-2024),  (03-23-2024)
قديم 03-23-2024   #6



 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 4 ساعات (01:30 PM)
موآضيعي » 14521
آبدآعاتي » 8,117,738
 تقييمآتي » 5984585
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  60,170
شكرت » 16,042
الاعجابات المتلقاة » 11580
الاعجابات المُرسلة » 627
 التقييم » رحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
♥| سور من ورد - النشطاء ., ●  


/ نقاط: 0

♥ وسام | مُبدعة بلوحة جميلة رُسمت من ورد  


/ نقاط: 0

وسآم || تكريم و مليونية- رحيل  


/ نقاط: 0

وسآم || عيد الفطر السعيد + 5 الاف مشاركة  


/ نقاط: 0

♥| وسام نسمة إبداع  ., ●  


/ نقاط: 0

  كل الاوسمة: 190

رحيل متواجد حالياً

افتراضي



الدين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (6)




قصة بناء الكعبة (4)
كتبه/ ياسر برهامي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
قال الله -تعالى-: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة:124).
في الآية فوائد عظيمة، منها:
1- أن سنة الله في خلقه في هذه الحياة: الابتلاء والمحنة؛ ولو كانوا أحبَّ خلقه إليه؛ فإبراهيم -عليه السلام- خليل الرحمن، والرسول -صلى الله عليه وسلم- خليل الرحمن، وهما أشدُّ الناس بلاءً؛ قال الله -تعالى-: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:2-3)، وقال -سبحانه وتعالى-: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214).
وسُئِل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ فقال: (الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ مِن النَّاسِ؛ يُبْتَلى الرَّجُلُ عَلَى حَسْبِ دِيْنِهِ؛ فَإِنْ كَانَ في دِيْنِهِ صَلَابَةٌ؛ زِيْدَ في بَلَائِهِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
2- ومنها: أن الإمامة في الدِّين لا تُنال إلا بالابتلاء، وكذا التمكين؛ قيل للشافعي -رحمه الله-: "أيُّهما أفضل للرجل: أن يُمكَّن أو يُبتلى؟ قال: لا يُمكَّن حتى يُبتلى".
ومَن ظن أنه ينال الإمامة في الدِّين أو التمكين في الأرض بغير ابتلاء؛ فهو كبني إسرائيل الذين قالوا موسى -لما أمرهم بدخول الأرض المقدسة، وبيَّن لهم وعد الله لهم بالنصر، وأنها مكتوبة لهم-: (يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِيْنَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) (المائدة:22).
فهم لا يكتفون بأن يفتحوا لهم الأبواب ويدعوهم للدخول ليدخلوا عليهم؛ بل يشترطون أن يخرجوا منها لينالوا ثمرة سهلة، بلا جهد ولا عمل، ورغم الخطة المحكمة التي قالها رجلان مِن الذين يخافون أنعم الله عليهما، قالا: (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة:23-24).
فإيَّاكم -أيها الدعاة- أن تكونوا أمثالهم؛ فتظنون أن اختيار الله لكم لنصرة دينه والتمكين له في الأرض يكون دون جهدٍ وابتلاءٍ ومحنةٍ؛ فلم يفعل الله ذلك لمَن هو أحبُّ إليه منكم؛ خليليه في الوجود: إبراهيم ومحمد -صلى الله عليهما وآلهما وسلم-.
3- أن الإمامة لا يَلزم أن تكون معها إقامة دولة؛ فإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- لم يكن رئيسًا أو ملكًا أو غلب ملوك زمانه حتى حلَّ محلهم، وهو إمام الأنبياء، وكل نبي بعده؛ فهو مِن ذريته، مُؤْتم به، يتَّبع ملته، وهو إمام للناس جميعًا يقتدون به في الخير؛ فلا يلزم للإمامة السلطة والحكم، وإن كان ذلك لا يعني سقوط وجوب إقامة الدولة والخلافة في هذه الأمة المحمدية؛ فإنها واجبة بالإجماع بعد النصوص، ولكن لا تقتصر الإمامة على السلطة، بل هؤلاء أئمة الدِّين بعد عهد الخلافة الراشدة عامتهم ليسوا حكامًا ولا خلفاء، ولا ملوكًا؛ فأئمة التابعين: كالفقهاء السبعة، وأصحاب ابن مسعود، وأصحاب معاذ، وأصحاب ابن عمر، وأصحاب ابن عباس؛ جميعهم لم يتولوا ولاية، ولا رياسة، والأئمة الأربعة، وشيوخهم وتلامذتهم؛ عامتهم لم يتولوا ولاية -حاشا عمر بن عبد العزيز- وأئمة الحديث كذلك: كالبخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم مِن أصحاب السنن والمسانيد، لم يتولوا ولاية.
فلا تجعلوا -أيها الدعاة- همتكم وهدفكم في إمامة الحكم والسلطة التي هي غالبًا -منذ قرونٍ متطاولةٍ- إذا وُجدت؛ طَردت إمامة العلم والتربية للأمة، والتوجيه لها؛ وذلك لكي يحافِظ الملوك على مُلكهم، ويتنافسوا أيُّهم أعلى شأنًا فيها.
فاحرصوا -أيها الدعاة- على أن تكونوا أئمة الهدى ومصابيح الدجى، بتعليم الناس الخير وتربيتهم وإصلاحهم -أفرادًا ومجتمعات- على سبيل الأنبياء، وارجوا أن يعلو الدِّين وأهله، ولا تحلموا أن تكونوا حكامًا وسلاطين، أو ملوكًا وروؤساء.
4- ومنها: أن الإمامة في الدِّين إنما تكون بالصبر واليقين؛ إذ صبر إبراهيم -عليه السلام- على جميع الطاعات -رغم مشقتها وصعوبتها-، وترك جميع المنهيات -ولو كانت من أعظم العوائد والتقاليد، والعلاقات الأسرية والاجتماعية-؛ فصبر على فِراق الأهل والوطن لله -عز وجل-، كما صبر على جميع الابتلاءات في الله: كالإلقاء في النار -وهو مِن أعظمها-، وتأخُّر الولد إلى الكِبَر، ثم ذبح الولد، وكذا أخذ الجبار لأهله، والختان على كِبَر السن بآلةٍ كالَّةٍ صعبةٍ؛ فصبر على ذلك كله وغيره مما ذُكر في الكتاب والسُّنة، وكل هذا مع اليقين التام، كما وصفه الله -عز وجل- فقال: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام:75).
وقد بيَّن الله -سبحانه- أن الإمامة في الدِّين إنما تُنال مع الصبر واليقين، فقال: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24).
واستيعاب الفضائل هو مما مدح الله به إبراهيم -عليه السلام-، فقال -تعالى-: (وَإِبْرَاهِيْمَ الَّذِي وَفَّى) (النجم:37)، والسابقون مِن هذه الأمة هم الجامعون لخصال الخير، وليس فقط المتخصصين في نوعٍ واحدٍ منها، وفي حديث الصديق -رضي الله عنه- لما سأل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أصحابه: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟) قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَا، قَالَ: (فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟) قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَا، قَالَ: (فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟) قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَا، قَالَ: (فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟) قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ) (رواه مسلم).
وكذا في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ؛ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ؛ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ؛ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ؛ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ) قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ) (متفق عليه).
فانظروا إلى هذه الهمة العالية، وعظموا مقاصدكم في السبق إلى أبواب الخير، واجتهدوا -يا أبناء الإسلام، ويا أبناء الدعوة- في التوفيق بين أنواع الخيرات ما استطعتم، والاستيعاب لخصال الإيمان وشعبه، ولا تقتصروا على نوعٍ واحدٍ منها؛ فإن مقصدكم في إحياء الدِّين والتمكين له في الأرض، وإعادة بناء دولته بعد اندراسها؛ لهو أشرف مقصد، فلا يتناسب معه الهمم الدنيئة، أو المقاصد الضعيفة؛ فلابد مِن محاولة الاستيعاب للفضائل أو أكثرها، جعلنا الله وإيَّاكم أئمة للمتقين.
5- ومنها: أن الرغبة في استمرار الإمامة في الدِّين، والخير في الذرية مِن بعده مِن المقاصد العظيمة التي اهتم بها الأنبياء؛ إذ طلب إبراهيم -عليه السلام- أن يكون مِن ذريته أئمة في الدِّين، وقد وصف الله -عز وجل-عباد الرحمن، فقال -سبحانه وتعالى- عن دعائهم: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِيْنَ إِمَامًا) (الفرقان:74).
وسُرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بسيادة الحَسَن بن علي -رضي الله عنهما-؛ وإن كان ذلك بالتنازل عن الإمامة بمعنى الحكم والسلطة؛ لينال معنى الإمامة في الصلح بين المسلمين، فقال عن الحسن: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (رواه البخاري)، وكان مِن الجزاء على ذلك عند الله -سبحانه- أن يصير المهدي في آخر الزمان مِن نسل الحسن بن علي -رضي الله عنهما-؛ يواطِئ اسمه اسم النبي -صلى الله عليه وسلم-، واسم أبيه اسم أبيه، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئتْ ظلمًا وجَوْرًا.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.


 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
 (03-23-2024),  (03-23-2024)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من معالم فلسطين الحرم الإبراهيمى الدكتور على حسن ⁂ السيَاحـة والسّفـر ⁂ 15 منذ 2 أسابيع 10:52 PM
ما حكم إطلاق النكت على بعض القبائل أو في مسائل الدِّين ؟ شيخة رواية ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 30 09-22-2023 07:48 PM
الإمامة في الدِّين نور القمر ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 11 01-30-2023 10:42 PM
ذَمُّ الابتداعِ في الدِّين تذكارُ...! ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 21 01-11-2023 10:03 AM

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


الساعة الآن 06:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2024, Trans. By Soft
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع