|
.>~ { للجمال عنوان وهنا عنوانه { نشطاء منتدى روآية عشق لهذا الأسبوع } ~ | |
|
|
۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ غيمَة الرُوح فِي رِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ". |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم
قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].
قال ابن عباس: لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صنع كذا وكذا، فله كذا وكذا))، فتسارع في ذلك شُبَّانُ القوم، وبقي الشيوخ تحت الرايات، فلما كانت المغانم جاؤوا يطلُبون الذي جعل لهم، فقال الشيوخ: لا تستأثروا علينا؛ فإنَّا كنا رِدْءًا لكم، لو انكشفتم لَفِئتُم إلينا، فتنازَعوا، فأنزل الله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ﴾[1]. وفي رواية أخرى عن عبادة بن الصامت، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدتُ معه بدرًا، فالتقى الناس، فهزَمَ الله العدوَّ، فانطلقتْ طائفة في آثارهم يطاردون ويقتُلون، وأكبَّتْ طائفة على المغنم يحوزونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله؛ كي لا يصيب العدوُّ منه، حتى إذا كان الليل، وقام الناس بعضهم إلى بعض، قال الذين جمعوا الغنائم نحن حوَيْناها وليس لأحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم أحَقَّ بها منا، ونحن نحَّيْنا منها العدوَّ وهزمناه، وقال الذين أحدقوا برسول الله: خِفْنا أن يُصيبَ العدوُّ منه غرة فاشتغلنا به، فأنزل الله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ﴾. هذه الروايات تصوِّر لنا الجوَّ الذي تنزلت فيه آيات الأنفال، ولقد يدهش الإنسان حين يرى أهل بدر يتكلمون في الغنائم، وهم إما من المهاجرين السابقين، الذين ترَكوا وراءهم كلَّ شيء وهاجروا إلى الله بعقيدتهم لا يَلْوُونَ على شيء من أعراض الدنيا، وإما من الأنصار، الذين آوَوُا المهاجرين وشاركوهم ديارَهم وأموالهم، لا يبخلون بشيء من أعراض الدنيا. لكننا نجد بعض التفسير لهذه الظاهرة في الروايات نفسها.. لقد كانت الأنفال مرتبطة بحسن البلاء في المعركة، وكان الناس يومئذٍ حريصين على هذه الشهادة من رسول الله ومن الله سبحانه في أول واقعة يشفي فيها صدورهم من المشركين. ♦ ثم جاء الأمر من الله: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]، وأول الطاعة هنا طاعتُه في حُكمِه الذي قضاه في الأنفال؛ فقد خرَجتْ من أن تكون لأحد من الغزاة على الإطلاق. ارتدَّت ملكيتها ابتداء لله والرسول، وانتهى حق التصرف فيها إلى الله والرسول، وما على الذين آمَنوا إلا أن يستسلموا عنها لحكم الله وقَسْمِ رسوله، طيِّبةً قلوبُهم، راضيةً نفوسُهم إن كانوا مؤمنين، ولا بد للإيمان من صورة عملية واقعية يتجلى فيها؛ ليثبت وجوده، ويترجم إلى حقيقة، كما قال رسول الله: ((ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي؛ ولكن هو ما وقَرَ في القلب وصدَّقَه العمل))[2]. حقًّا إنها صورة رائعة نتعلم منها الدروس والعِبَر، وكيف أن هذا الجيل المميز المثالي يتصرفون هذا التصرف الذي لا يتسق وتلك الصفاتِ المثالية التي فيهم، ولكنهم بشرٌ يعتريهم ما يعتري البشرَ من الضعف والخطأ والكسل والنسيان، وتَكرَّر هذا الخطأُ في غزوة أُحُدٍ، عندما نزل الرُّماة يجمعون الغنائم، وخالَفوا أمر رسول الله، وانقلب النصر إلى هزيمة، ونزل القرآن يعقب: ﴿ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ﴾ [آل عمران: 152]، ويعلِّق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "وما كنت أعلم أن أحدًا من أصحاب محمد يريد الدنيا إلا بعد نزول هذه الآية". ولكن الفارق بيننا وبين أصحاب محمد أنهم ما إن سمعوا بالآيات تُتلى حتى التزموا جميعًا بحكم الله.. فليس العيب أن يخطئ المرء، ولكن العيب أن يُصِرَّ على خطئه، مع علمه أن ذلك خطأ. ولقد غطى هذا الحرص وغلب على أمر آخر، نسيه من تكلَّموا في الأنفال، حتى ذكَّرَهم الله سبحانه به وردَّهم إليه، ذلك هو ضرورة السماحة في التعامل وإصلاح القلوب، حتى أحَسُّوا ذلك في مثل ما قاله عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "نزلت فينا أصحابَ بدر حين اختلفنا في النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فنزَعَه الله من أيدينا، فجعله إلى رسول الله". ولقد أخَذَهم الله بالتربية الربَّانيَّة قولًا وعملًا.. نزع أمر الأنفال منهم وردَّها إلى رسول الله حتى أنزل حكمه في قسمة الغنائم، فلم يعُدِ الأمر حقًّا لهم يتنازعون عليه، إنما أصبح فضلًا من الله عليهم. وإلى جانب الإجراء العملي التربويِّ، كان التوجيه المستطرد الطويل، الذي بدأ بهذه الآيات ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ... ﴾ [الأنفال: 1]، لقد كان الهتاف لهذه القلوب التي تنازعت على الأنفال هو الهتاف بتقوى الله، وسبحان خالق القلوب العليم بأسرارها.. إنه لا يرد القلب البشري بأعراض الحياة الدنيا والنزاع عليها، وإن كان هذا النزاع متلبسًا أو مرتبطًا بمعنى الشهادة بحسن البلاء، إن التقوى زمام هذه القلوب الذي يمكن أن تعاد منه، وبهذا الزمام يقود القرآن هذه القلوبَ إلى إصلاح ذات بينها ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال: 1]. واجب عملي: بادِر بإصلاح ذات البَيْن؛ "فإن فساد ذات البين هو الحالقة (تَحلِقُ الدِّينَ)"، وأصلِحْ علاقاتك بالآخرين، ولتكن البداية في شهر رمضان.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-02-2021 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
جزاك الله كل خير
وجعله الباري في موازين حسناتك دُمت بحفظ الباري
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|