قصة الكتاب
"قصص الأنبياء" واحد من مؤلفاته الهامة. يقوم منهج ابن كثير فيه على عدة خصائص وأسس تميزه في بابه، وتجعل منه كتاباً فريداً من نوعه، ومن هذه الخصائص ما يلي: أولاً: اهتمامه بالإحاطة بالأخبار والاستقصاء في روايتها من مختلف الطرق، وهو بهذا يعتبر مرجعاً وافياً لهذا الفن من القصص. ثانياً: تميزه بالتحقق والتدقيق في الأخبار التي يسوقها؛ حيث كانت كل أخباره مدعمة بالدليل والحجة، كذلك فإنه تكلم عن حال هذه الأخبار من حيث الصحة أو الضعف. ثالثاً: كان ابن كثير مهتماً بسياق قصص الأنبياء، مورداً فيها مقاصد القرآن الكريم التي أبرزت العظة والعبرة فيها. رابعاً: اهتمامه أيضاً بدفع الشبه التي كان يوردها أهل الكتاب، وبعض المفسرين المتلقين عنهم مفنداً إياها، وموضحاً فسادها.
وبالنظرة لما يقدمه هذا الكتاب من مداد فقد اعتنى بتحقيقه وتخريج ما جاء فيه ومن آيات كريمة وأحاديث شريعة وآثار وشواهد من مصادرها، كما أوردها المؤلف في كتابه، كما سعى إلى تذليل ما رآه صعباً من الألفاظ والعبارات والمعاني، ومصطلح علم الحديث والأعلام والأماكن وذلك بالشرح والضبط والتعريف ووضع كل ذلك في الحاشية.
كما وسعي إلى ضبط الآيات القرآنية الواردة فيه على المصحف العثماني كل ذلك تم إنجازه في التحقيق وذلك عبر الاستعانة علماء الحديث في التحقيق "كالحافظ الهيثمي، وابن حجر العسقلاني، والنووي، والشيخ الألباني، والشيخ الأرناؤوط وغيرهم