والقائمة في هذا الزمان هي حجر العثرة أمام الشباب، وكم كانت سببًا لفسخ كثير من الزيجات وأحد أسباب المشكلات الزوجية، والقائمة: عبارة عن ورقة بها أثاث المنزل الذي اشتراه الزوج والزوجة ويوقع عليه الخاطب أو العاقد، وهذه الورقة تحوى الكذب كله؛ لأن الفتاة إذا اشترت أدوات المطبخ والفرش والأثاث بعشرة آلاف فإنه يَكتب أربعون ألفًا، وغالبًا ما يكتب أشياء غير موجودة لن تأتي بها الزوجة، وقد تصل قيمة القائمة إلى مبالغ خيالية زعمًا من أهل العروس أن هذا يقيد الزوج ويلجمه فيكتبون أشياء غير موجودة استكثارًا للمبلغ.
والتحقيق في المسألة: أن الشرع طلب من الزوج إعداد البيت إعدادًا يتناسب مع الزوجة القادمة، ولم يطلب من الزوجة أن تقدم شيئًا إلا على سبيل الهدية والعطاء، ولا بأس أن تعطى على سبيل الدَّين والقرض، لكن بشرط أن يكتب على الزوج ما قامت به الزوجة من إعداد للمطبخ ولحجرة النوم وغير ذلك، ويكتب ما اشترته الزوجة فقط دون زيادة، ويكون ذلك في ورقة يحتفظ بها ولي الزوجة لحين السداد، لكن ما يفعله الآباء في هذه الأوقات ليس من الشرع، والأحرى أن نسمى مثل هذه القوائم قائمة الكذب والزور.
وليعلم الشاهد عليها أنه شاهد زور لأنه وقع على أشياء لم تأت بعد، أو أشياء كتبت بغير ثمنها الحقيقي، لكن إن كان هذا الأمر لا بد منه كما جرت به أعراف الناس، فلتُكْتَب بالأسعار الحقيقية، ولو رضي الزوج التوقيع عليها إنهاءً للموقف جاز هذا الأمر، والمسلمون عند شروطهم.