ما هكذا يكون الرحيل

إلى من أسقطني من تفاصيل حياته اليومية ببساطة...
ما هكذا يكون الحب
لا بل ما هكذا يكون الرحيل
عندما شاهدتك لأخر مرة تخطو على شاطئ العمر بدوني، وتبحر بعيداّ عن ميناء قلبي
أدركت أنه الرحيل
وأدركت بعدها أنك سوف تدخل موانئ كثيرة
وأدركت أيضاً أنك سوف تبحث بكل جنونك عن امرأة تشبهني
فبت أتساءل من عساها تكون التي ستحل مكاني ؟؟؟
تحمل ملامحي حقاً ولكن لا تشبهني
مجنونة بك هي ولكن ليس بمقدار جنوني
مولعة بك هي ولكن ليس بمقدار ولعي
حنونة عليك هي ولكن ليس بمقدار حناني
وبعد... وبعد أيها العاشق المسافر في أعماق أعماق روحي
أعلم أن طيفك سيجوث في الليالي بحثاً عني ولن يجدني
وأعلم أنك ستعود لأني أعرف أن روحي سكنت إحساسك منذ الأزل
ولأنني أعلم أيضاً أنه مثير ذلك الوله الذي زرعته في داخلك ولن تجد مثيلا له، لأنه كان حياة بأكملها
ولأنني بكل حب كنت معك شمعة يتساقط منها حناني دمعة دمعة
ولأن حبك معي كان يرسم بالأبيض والأسود فقط
ولأن الطرق كانت كثيرة في ما مضى ووحدي كنت دربك
فحطمت وقتها حدود اللاممكن معي
لن أدعك بعد اليوم تطرق باب ذاكرتي وقلبي بذاك الحنين
وسأرفض بكبريائي الجريحة أن يوقظني عطرك ذات صباح ويأخذني إلى بساتين لهفة خادعة
فما همني الآن بعد رحيلك أن تخمد الأشواق في موقد عمري
وأن تصبح أحاسيسي رماداً فوق جمر ولعي
وما همني الآن أن تعود حاملاً لي أماني معطرة بالحنان
والآن... الآن بعد أن حلقت خلف حدود المستحيل بلا عودة، وتركتني فوق ركام الألم
دعني أهمس لك يا صغيري
بؤس لعاشق ارتدى حذاء الغياب ورحل بصمت
ما هكذا يكون الرحيل