|
.>~ { للجمال عنوان وهنا عنوانه { نشطاء منتدى روآية عشق لهذا الأسبوع } ~ | |
|
|
۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ |يختَص بكُل ما يَتعلق بالأنبيَاء عليهِم الصّلاة والسّلام ونُصرتهم . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
شرح حديث: يا غلام احفظ الله يحفظك (2)
شرح حديث شريف
يا غلام، احفظ الله يحفظك (2) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: "يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله؛ واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، جفت الأقلام وطويت الصحف". تقدم الكلام فيما تضمنه هذا الحديث الشريف من وجوب العناية بتثقيف الناشئة ثقافة إسلامية صحيحة، ومن تحتم العناية بحسن تربيتهم التربية الفاضلة في دينهم ودنياهم، وكذلك بينا المضار التي تنجم عن إهمال هذه التربية، لاسيما المضار والآثام التي يرتكبها الآباء والأولياء من قذف أبنائهم في المدارس التبشيرية؛ أجنبية كانت أو غير أجنبية، وظهر لك جلياً أيها القارئ الكريم تلاعب هذه المدارس واستهانتها بالدين الإسلامي، وبالثقافة العربية، وإن الحياة التي فيها المسلمون الآن، لأصدق شاهد على صحة ما بينا، ولله عاقبة الأمور. لقد بين لنا صلى الله عليه وسلم، أسس التربية الفاضلة بقوله لابن عباس: "احفظ الله، يحفظك" والحفظ إنما يكون لحدود الله عز وجل، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس إنما هو في الحقيقة أمر للأمة بأسرها، فإنه ما من أحد إلا وهو مأمور بهذا الحفظ، فهل يرى المسلمون أنهم حفظوا حدود الله حتى يستحقوا أن يتفضل الله القوي العزيز عليهم بالحفظ في الدنيا قبل الآخرة؟ أم هل رعوا هذه الحدود حق رعايتها، وصانوها عن الإهمال والضياع وحافظوا على تعاليم الإسلام؛ ودافعوا عنها، وناضلوا من أراد انتقاصها والعبث بها، ودبر لها التدبير السيئ فيرعاهم الله ويصونهم ويدفع عنهم كيد أعدائهم؟ بل هل شعر المسلمون أن أناساً ادعوا الإسلام وتستروا به ثم أخذوا يطعنون في حدود الله العليم الحكيم ليخرجوا المسلمين من نور دينهم القويم إلى ظلمات مفترياتهم الباطلة. لو شعر المسلمون بذلك لأقاموا الدليل بيقظتهم فصانوا أنفسهم وأهليهم وأموالهم وأوطانهم، ولما عبث بها العابثون ولما اعتدى عليها الغاصبون هذا ما فرضه الله على المؤمنين بدينه فرضاً لا هوادة فيه، فلا يقبل الله بعده عدلاً ولا صرفاً؛ وهذا ما قام به سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته والتابعون حتى ثبتت قواعد الإسلام وعمّ هديه أكثر بقاع الأرض وقذف الحق الباطل وأشياعه فمزقوا كل ممزق وظهر أمر الله وهم كارهون. لو حفظ المسلمون حدود الله في أعمال قلوبهم وجوارحهم، لذكت نفوسهم، وطهرت أرواحهم، ولشفيت صدورهم من العقائد الباطلة، ولكان ذلك تثقيفاً لما اعوج من العقول، وتوسيعاً لما ضاق من المدارك، ولكان مكرِّهاً إليهم الإلحاد والفسوق والعصيان، والغش والخيانة. فاحفظ حدود الله أيها المسلم يحفظك ربك. واحفظ الله أيها المؤمن بأداء ما أمرك به الغفور الرحيم، واهجر ما نهاك عنه الشديد العقاب، فإن النفس التي تحفظ الله سبحانه لا تتوجه في شأن من شؤونها إلا إلى الله القريب المجيب الذي تجده أمامها "وإذا سألت فاسأل الله" الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ويلبي نداء المضطر إذا التجأ إليه، ويكشف السوء عنه وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً. ولا ريب أن كل مخلوق عاجز محدود القدرة لا يتيسر له أن ينال رغائبه وحده، وإن قدرة المولى جل وعز، ليس لها حد تقف دونه، ولا ينالها مقدور ولا يفلت منها فالت، وكان الله لذلك هو العزيز القهار الغالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. لذلك وصى النبي صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية على لسان ابن عباس بقوله: "وإذا استعنت فاستعن بالله" وفي هذه الوصية تعليم وتهذيب عظيمان لما فيهما من تعليم الإنسان قدر نفسه، ورحم الله امرأً عرف حده فوقف عنده. ولا جدل في أن ابن عباس رضي الله عنهما، ومن اقتفى أثره من المؤمنين قد علموا أن النافع والضار في الحقيقة إنما هو ملك الملوك رب السموات والأرض وأن من أسمائه الحسنى النافع الضار، فإذا عمل المسلم بأوامر ربه العلي الكبير يقربه إليه حتى كأنه تجاهه، ويستجيب دعاءه ويعينه على أمره، ويعامله بالإحسان لأن الله عز وجل أهل للإحسان. ثم أنه بضدها تتميز الأشياء، فيكون الضرر بدلاً من النفع والشر عوضاً عن الخير، وكما أن عاقبة النفع مختصة بالله تعالى لأنها ثمرة طاعته كذلك عاقبة الضرر المكروهة مختصة به سبحانه لأنها نتيجة عصيان أوامره، والوقوع في منهياته، فإن الأمة والحالة هذه لو اجتمعت على أن تضر إنسان أو تنفعه؛ لم تستطع إلى ذلك سبيلاً إلا بشيء قدره الله وقضاه. فقد خلق الله البشر جميعاً وكل ميسر لما خلق له. جفت الأقلام وطويت الصحف، وكان أمر الله قدراً مقدوراً، والأمر يومئذ لله.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-12-2021 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
سلمت كفوفك
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك لقلبك الفرح
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|