فعل الحسنة بعد السيئة
حين تقع - أخي الكريم - في معصية فبادرها بحسنة وحسنات علها أن تكفر عن هذه السيئة.
عن ابن مسعود رضي الله عنه: "أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ). [هود: 114]. فقال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟!. قال: لجميع أمتي كلهم". [رواه البخاري 526، ومسلم 2763].
وفي رواية لمسلم: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن أمسها. فأنا هذا فاقض فيَّ ما شئت. فقال له عمر رضي الله عنه: لقد سترك الله، لو سترت نفسك. قال: فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً. فقام الرجل فانطلق، فاتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً دعاه وتلا عليه هذه الآية: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ). [هود: 114]. فقال رجل من القوم: يا نبي الله، هذا له خاصة؟!. قال: بل للناس كافة".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن". [رواه أحمد 1/ 387].
وقال صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن". [رواه أحمد 5/ 153 والترمذي1987 وقال: هذا حديث حسن صحيح].
ويضرب صلى الله عليه وسلم لذلك مثلاً فيقول: "إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقه قد خنقته، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة، ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى حتى يخرج إلى الأرض". [رواه الطبراني من حديث عقبة بن عامر].
وحين أراد معاذ سفراً قال: "يا رسول الله، أوصني. قال له: اعبد الله ولا تشرك به شيئاً". قال: يا رسول الله، زدني. قال: إذا أسأت فأحسن. قال: يا رسول الله، زدني. قال: استقم، ولتحسن خلقك". [رواه الحاكم 4/ 272. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه].
وهذا الأمر في الحسنات جملة فهي مكفرة للسيئات، وقد ورد الحث على الوضوء والصلاة بعد الذنب.
فعن علي رضي الله عنه قال: "كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيري استحلفته، فإذا حلف لي صدقته. وإن أبا بكر رضي الله عنه حدثني، وصدق أبو بكر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من رجل يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين، فيستغفر الله عز وجل، إلا غفر له". [رواه أحمد 1/ 2].
وقد جاءت السنة ببيان طائفة من الأعمال التي تكفر السيئات والذنوب وهى كثيرة يضيق المقام عن حصرها فإلى طائفة يسيرة منها:
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|