السنة الحسنة
قال صلى الله عليه وسلم :{ مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةَ كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ لَهُ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مِنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا }(1)
السنة الحسنة: العمل الطيب الخير الذي يعمله إمام من أئمة المسلمين، أو يتفق عليه جماعة المسلمين لوجود مصلحة مؤكده للمسلمين في عمله، غير أنه لم يرد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله لاختلاف الزمان واختلاف العصر والمكان.
مثال ذلك: سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه وجد الصحابة يصلون التراويح ثلاثة يصلون مع بعض، أو خمسة، أو فرادى، فجمعهم على سيدنا أبىّ بن كعب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
{ وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيٌّ بْنُ كَعْبٍ }(2)
فأحضر أبىّ بْنُ كَعْبٍ وأمره أن يصلى بالناس، مع أن سيدنا عمر حافظ لكتاب الله لكنه آثر أن ينفذ كلام حضرة النبي، ومر سيدنا عمر ووجدهم يصلون جماعة فقال ((نعمت البدعة هذه)) يعنى شيء جدَّ في الدين ولم يكن في عصر رسول الله لاختلاف الزمان والمكان.
والشريعة الإسلامية حكمتها أنها صالحة لكل زمان ومكان، فمن مميزات وخصائص الشريعة الإسلامية المرونة فليست جامدة، وإنما تصلح للرجال والنساء والشيوخ وتصلح للشباب وتصلح للسقيم وتصلح للصحيح .. فهي تصلح لكل الناس، لمن يعيش في بلاد شديدة الحرارة، ومن يعش في بلاد شديدة البرودة، وكل مجتمع له حكم في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1)معجم الطبراني وورد في صحيح مسلم والترمذي وأحمد وغيرهم بصيغ مختلفة عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه
(2)جامع الترمذي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه
من كتاب نور الجواب على أسئلة الشباب
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوريد