المملكة تستحوذ على 45 ٪ من سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط

المملكة تستحوذ على 45 ٪ من سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط

الطائف - نواف بن خيشوم









قالت المستشارة الاقتصادية نوف الغامدي،: إن المملكة تحتل المركز الـ 11 بين مجموعة العشرين والـ 49 عالمياً على مؤشر التجارة الإلكترونية لعام 2020، وعند المقارنة بين عامي 2019 و2020، ارتفعت المملكة مرتبة واحدة في ترتيب مجموعة العشرين، في حين حافظت على موقعها العالمي، مشيرةً إلى أن مؤشر "التجارة الإلكترونية بين الشركات إلى المستهلكين 2020" وضعته منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، وهو يصنف استعداد البنية التحية لبلدان العالم للانخراط في التجارة الإلكترونية.
وقالت: بلغت نسبة سكان المملكة -المواطنون والمقيمون في المملكة- الذين استخدموا الإنترنت 96 ٪ حصة الفرد الواحد بين السكان البالغين (+15 عاماً) ممن لديهم حساب يحقق مشترياته عبر الإنترنت 72 ٪، ونقاط خوادم الإنترنت الآمنة 43 نقطة، ونقاط الموثوقية البريدية حسب الاتحاد البريدي العالمي 78 نقطة، وقيمة مؤشر 2020 نحو 72.3 نقطة.
ونوهت بأن التحول إلى السوق الإلكترونية الافتراضية له أثر إيجابي مهم، مع توجه شرائح واسعة من المستهلكين نحو التعاملات الإلكترونية خلال فترات منع التجول بسبب جائحة كورونا بالإضافة إلى تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي.
وأبانت أن المملكة تستحوذ على 45 % من حجم التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط والعالم العربي، ولقد وصل حجم مستخدمي الإنترنت في المملكة إلى 29 مليون متصفح من أنحاء المملكة.
ويتضح اهتمام الدولة بالتجارة الإلكترونية التي تعول عليها لتحقيق تطوير قطاع التجزئة كهدف استراتيجي ضمن برنامج التحول الوطني 2020، وتم أخذ خطوات جدّية لتنظيم التجارة الإلكترونية وفق بنى تحتية قانونية من خلال إصدار نظام التجارة الإلكترونية الذي يسري على كل من يمارس هذه التجارة في المملكة، وينظم العلاقة بين الأطراف المتعاملين في القطاع من خلال تحفيز أنشطة التجارة الإلكترونية من خلال رفع موثوقية التعاملات وحماية المستهلكين من الغش والتضليل وضمانة عدم إساءة استخدام بياناتهم الشخصية، وتمكين الأشخاص غير المالكين سجلاً تجارياً من ممارسة التجارة الإلكترونية وفق ضوابط معينة، أيضاً إلزام موفري الخدمات بالإفصاح عن بياناتهم التجارية، وتنظيم سوق الإعلان التجاري الإلكتروني وفرض رقابة عليها للحد من التحايل، والسعي إلى تشكيل لجان ذات دور رقابي للنظر في مخالفات أحكام النظام، وقد تم أيضاً تأسيس مجلس للتجارة الإلكترونية الذي يتولى بشكل أساسي مهام اقتراح سياسات التجارة الإلكترونية وتشريعاتها والتنسيق مع جهات معنية كوزارة التجارة والاستثمار التي تقوم بتنفيذ قرارات المجلس.
وتوقعت أن تزايد الاهتمام بالتسوق الإلكتروني في السوق السعودية، واستمرارها لتغلب الإيجابيات على السلبيات، في ظل التكدس الكبير للمستهلكين في الأسواق التقليدية التي باتت سمة في المتاجر السعودية.
ونوهت بأن التوجه الاستهلاكي في المملكة ارتفع بشكل ملحوظ جداً نحو التجارة الإلكترونية بسبب تداعيات جائحة كورونا وفرض التجار خدمات لما بعد البيع التي شهدت تطوراً كبيراً، ولا سيما من قبل الشركات التجارية الكبرى في الأسواق السعودية.
وبينت وجود بعض الخسائر التي تعرض التجار لها بسبب عدم استعدادهم السابق للسوق الإلكترونية، وجائحة كورونا كان لها تأثير كبير على التجارة التقليدية، فبخلاف جائحة كورونا التي غيرت مجرى ثقافة التسوق، كان بعض التجار يلاحظون أن هناك توجهاً متزايداً منذ عام 2019 للتجارة الإلكترونية في السعودية، لكن حسب توقعاتهم لم تكن النسب تتجاوز 10 ٪ وهي قراءة غير دقيقة لتوجهات السوق من قبل شرائح واسعة من التجار قبل وقوع تأثيرات الجائحة، مع أن التوجهات نحو التسوق الإلكتروني كانت واضحة، وبعض التجار عملوا على إنشاء تطبيقات إلكترونية إلا أن البعض الآخر كان يراهن على ميل المتسوقين في المملكة إلى التسوق التقليدي، كونه يشكل جانباً ترفيهياً، كما أن هناك توجهاً متزايداً بين المستهلكين نحو المدفوعات الرقمية، مقارنة بالتعاملات النقدية.
وأشارت إلى أن حجم الوظائف التي وفرها قطاع التجارة الإلكترونية للسعوديين من الجنسين، وصلت لأكثر من 500 ألف وظيفة، وحجم توفر الفرص الوظيفية الكبيرة في القطاع يعود إلى عدة عوامل، منها التحولات الكبيرة والمتسارعة للمشروعات الاستثمارية الرقمية التي تقودها المملكة في ظل رؤيتها المستقبلية 2030، كما أن الفرص الوظيفية الرقمية ستتنوع بين قطاعات ومنصات التجارة الإلكترونية التسويقية، وخدمات الإنترنت الويب، وتطبيقات التسويق الذكي عبر الهواتف النقالة المحمولة.
وأكدت منى الزهراني المدير التنفيذي لدور الزيادة بالطائف، أن الأسواق الإلكترونية في ظل الأزمة أثبتت صمودها وتحديها بشكل أقوى أمام الأسواق المحلية مشيرة إلى أنها فتحت آفاق أوسع للشباب السعودي.
من جانبه قال د. سالم باعجاجة: إن التسوق الإلكتروني في ظل جائحة كورونا، اتسع بشكل كبير وأصبح هناك منصات سوشيال ميديا تأخذ حيزاً كبيراً مثل الـ"إنستغرام" والـ "تك توك" والـ "فيس بوك"، والفيديوهات بدأت تسيطر على أذواق الزبائن، حيث تتبادل المعلومات وتتناقل في الغروبات المختلفة وازداد تفهمهم بالنسبة للمنتج، فالتسوق الإلكتروني يجمع مابين التسوق العادي والتطور التكنولوجي، والتسوق الإلكتروني جزء من التجارة الإلكترونية بحاجة إلى قانون ونظام مالي ودعم لوجستي من أجل نجاحه واستمراريته.