الفوائد والأحكام في سورة البقرة من (97-100)
الفوائد والأحكام في سورة البقرة من (97-100)
قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ * وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ * أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 97 - 100].
1- عداوة اليهود لجبريل عليه الصلاة السلام؛ لقوله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ﴾ وعلى هذا دلت السنة.
2- فضل جبريل عليه السلام؛ لأن الله دافع عنه،وبين أنه نزل القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم بإذن الله عز وجل، فهو رسول من عندا لله بالوحي؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾، كما قال تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [الشعراء: 193، 194].
3- أن دور جبريل عليه السلام إنما هو واسطة ورسول فقط بين الله ورسله وأنبيائه، مؤتمن على الوحي لا يأتي بشيء من عنده.
4- إثبات علو الله تعلى على خلقه؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ﴾، وقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾، والتنزيل والإنزال يكون من أعلى إلى أسفل.
5- أن القرآن كلام الله منزل من عنده وبإذنه الكوني لقوله تعالى: ﴿ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾، وقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾.
6- وعي النبي صلى الله عليه وسلم بقلبه لجميع القرآن؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾، ولم يقل: على سمعك، وقد قال تعالى في سورة القيامة: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 17]، أي: جمعه في قلبك وقراءته عليك.
7- لا شيء يجري في الكون إلا بإذن الله الكوني؛ لقوله تعالى:﴿ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾.
8- تصديق القرآن لما سبقه من الكتب السماوية؛ لقوله تعالى: ﴿ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾، فهو مصدق لها بالإخبار والشهادة بأنها صدق، وهو مصداق ما أخبرت به.
9- أن القرآن الكريم هدى ودلالة وبشارة للمؤمنين؛ لأنهم هم الذين ينتفعون به؛ لقوله تعالى: ﴿ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.
10- من كان عدوًا لله تعالى فهو كافر، والله عدو للكافرين؛ لقوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ ﴾ وقوله: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾.
11- من كان عدوًا للملائكة والرسل وجبريل وميكال فهو كافر، والله عدو للكافرين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾.
12- أن الله عدو لجميع الكافرين؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ﴾، ففي هذا إظهار في مقام الإضمار يؤكد عموم عداوته عز وجل لجميع الكافرين.
13- إثبات صفة العداوة لله تعالى وهي من الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة كالرضا والغضب ونحو ذلك، وهي صفة كمال؛ لأنه عز وجل يعادي أعداءه الكافرين.
14- أن عداوة الله عز وجل للكافرين سببها كفرهم.
15- تعظيم الله عز وجل لنفسه لأنه العظيم سبحانه؛ لقوله تعالى: ﴿ أَنْزَلْنَا ﴾.
16- تعظيم الله عز وجل للقرآن الكريم وأنه آيات ودلالات بينات واضحات؛ لقوله تعالى: ﴿آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾.
17- إقامة الحجة على الخلق بإنزال القرآن وما اشتمل عليه من الآيات البينات.
18- أن من كفر بالقرآن الكريم فهو من الفاسقين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴾ أي: إلا الخارجون عن طاعة الله تعالى وعن دينه.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|