بعض الفوائد من سورة الشعراء عند ذكر قصة موسى –عليه السلام- مع فرعون

بعض الفوائد من سورة الشعراء عند ذكر قصة موسى –عليه السلام- مع فرعون



بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد؛
فهذه بعض الفوائد من سورة الشعراء عند ذكر قصة موسى –عليه السلام- مع فرعون، أسألُ اللهَ أنْ ينفع بها.
الفائدة الأولى: أنّ أهل الضلال إذا فرغت جعبتهم من الحجة، صاروا يهددون ويتوعدون، قال -تعالى- على لسان فرعون –بعد فراغ حجته-: (لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين)،.
الفائدة الثانية: أنّ العبرة بظهور الحق لا بعدم قناعة الشخص، قال -تعالى- على لسان موسى –عليه السلام-: (قال أولوْ جئتك بشيء مبين)، فكان جواب فرعون: (إنّ هذا لساحر عليم)، ومع عدم قناعته، ووجود سبب (وهو اعتقاده أنّ موسى –عليه السلام- ساحر –وحاشاه-) لعدم قناعته، لم يكن هذا منجياً له، قال -تعالى- في سورة يونس: (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا أدركه الغرق قال ءامنت أنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين. ءآلءآن وقد عصيت َ قبل وكنت من المفسدين).
الفائدة الثالثة: أنّ التوفيق لمعرفة الحق والعمل به هي لمن طلبها بصدق، قال -تعالى-: (وقيل للناس هل أنتم مجتمعون. لعلَّنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين)، قال السعدي –رحمه الله- في تفسيره: (أي: قالوا للناس: اجتمعوا لتنظروا غلبة السحرة لموسى، وأنهم ماهرون في صنعتهم، فنتبعهم، ونعظمهم، ونعرف فضيلة علم السحر، فلو وفقوا للحق لقالوا، لعلنا نتبع المحق منهم، ولنعرف الصواب؛ فلذلك ما أفاد فيهم ذلك، إلا قيام الحجة عليهم). [تيسير الكريم الرحمن ص591 ط. الرسالة].
الفائدة الرابعة: أنّ أهل الباطل يبذلون الأموال وغيرها من الأمور لحرب أهل التوحيد، قال -تعالى-: (فلمّا جاء السحرة قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجراً إن كنّا نحن الغالبين. قال نعم وإنّكم إذاً لمن المقربين)، قال سعدي –رحمه الله-: (وعدهم الأجر والقربة منه؛ ليزداد نشاطهم، ويأتوا بكل مقدورهم في معارضة ما جاء به موسى).
الفائدة الخامسة: أنّ أهل الحق لا يخافون من شبه أهل الباطل، قال -تعالى-: (قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون)، قال السعدي –رحمه الله-: (أي: ألقوا كلّ ما في خواطركم إلقاؤه، ولم يقيده بشيء دون شيء؛ لجزمه ببطلان ما جاؤوا به من معارضة الحق).
هذا ما يسر الله لي، وأسأله سبحانه أ يعينني على إتمام الفوائد.