آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين | الآية 91 من سورة يونس
تدبر الآية: آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين
مشهد عِبرةٍ أن تجدَ جبَّارًا يَسترحمُ عندما تحيطُ به العقوبة، وقد كان لا يَرِقُّ للمسترحمين، ولا يلينُ جانبُه للمستضعَفين.
» تفسير الوسيط: تفسير الآية
ولما كان هذا القول قد جاء في غير أوانه، وأن هذا الإيمان لا ينفع لأنه جاء عند معاينة الموت، فقد رد الله-تبارك وتعالى- على فرعون بقوله- سبحانه - آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ، وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ.
أى: آلآن تدعى الإيمان حين يئست من الحياة، وأيقنت بالموت، والحال أنك كنت قبل ذلك من العصاة المفسدين في الأرض، المصرين على تكذيب الحق الذي جاءك به رسولنا موسى- عليه السلام- والظرف «آلآن» متعلق بمحذوف متأخر، والاستفهام للتقريع والتوبيخ والإنكار.
وقوله: وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ جملة حالية من فاعل الفعل المقدر، أى: آلآن تدعى الإيمان والحال أنك عصيت قبل وكنت من المفسدين.
قال الإمام ابن كثير: «وهذا الذي حكاه الله-تبارك وتعالى- عن فرعون من قوله هذا في حاله ذاك.
من أسرار الغيب التي أعلم الله-تبارك وتعالى- بها رسوله- صلى الله عليه وسلم -، ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله.
حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن على بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - «لما قال فرعون:آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، قال جبريل لي يا محمد لو رأيتنى وقد أخذت حالا من حال البحر- أى طينا أسود من طين البحر- فدسسته في فمه مخافة أن تناله الرحمة» .
ورواه الترمذي، وابن جرير، وابن أبى حاتم في تفاسيرهم، من حديث، حماد بن سلمة وقال الترمذي: حديث حسن.
ثم ساق ابن كثير بعد ذلك جملة من الأحاديث في هذا المعنى» .
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين قيل : هو من قول الله تعالى .
وقيل : هو من قول جبريل .
وقيل : ميكائيل ، صلوات الله عليهما ، أو غيرهما من الملائكة له صلوات الله عليهم .
وقيل : هو من قول فرعون في نفسه ، ولم يكن ثم قول اللسان بل وقع ذلك في قلبه فقال في نفسه ما قال ، حيث لم تنفعه الندامة ; ونظيره .
إنما نطعمكم لوجه الله أثنى عليهم الرب بما في ضميرهم لا أنهم قالوا ذلك بلفظهم ، والكلام الحقيقي كلام القلب .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|