أودع منك الصدر والبدر والبحرا
أُودِّعُ منك الصَّدرَ والبدْرَ والبَحْرَا
وأَوُدع قَلْبي بَعْد فُرْقَتِكَ الجَمْرا
أَذمُّ مسيري عَنْك حِين حمِدتُه
إِليك ولولا أَنت لَمْ أَحْمَد المَسْرى
سأَعْدِم صَبْرِي حين آتي مودِّعاً
وأَغْدُو كمُوسى حين لم يَسْتَطِع صَبْرا
لأَنْسَيْتَني أَهْلِي وَمَا زِلْتُ نَاسِياً
لِنِسْيَانِهِمْ أَو ذاكراً لهمُ ذِكْرا
وعوّضتَني عَنْ منزلٍ بمنازلٍ
وأَبْدَلْتني مِنْ والدٍ والداً برَّا
حَلاَ في ذُارَكَ الْعَيْشُ أَو خلته لمىً
ورقَّ إِلى أَن كِدْتُ أَحْسَبُه خَصْرا
رماني إِليك الدَّهرُ حتَّى لو أَنَّني
ظفِرْتُ بكفِّ الدَّهر قبَّلتها عَشْرَا
ظَمِئت إِلى شُكرٍ يَقُومُ بِحَقِّهِ
وأَعْجِبْ بظمآنٍ وقد جاوز البَحْرَا
فإِن غبتُ فاذكرني فإِنِّيَ مؤمنٌ
ولا مؤمنٌ إِلاَّ وتَنْفعُه الذِّكْرَى
|