متى يباح هذا العناق؟

أتنفس إحساسي قصيدةً فتزهر في صدري كروم الأماني ويرتشف الليل من عبيرها خمرة الحلم، فتسكر النجوم بأنغامها. تتمايل في ضوء عينيكِ تسكب قوافيها. في صدى صوتك، أوتارٌ يتهافت لحنها ينفض عن أوراقي صمت المسافات يحملها الهواء يبعثرها على شرفات الحنين حيث أجيء إليكِ، يقودني جنوني، برغم القلب موجوعٌ من مآسيه، ما زال يهتف يستلذ باسمك أنتِ وكفى وفي حلكة الليالي المظلمة أتوارى عن أثر، لكنني أعلم أن الأحزان ظلالي التي لا تغيب. تترك بصمتها على ملامح الوقت، تشق الأيام في صمت. كأنها رفيقة دروبي تأبى تفارقُني أحفر لي دربًا وسط حلكة السواد لا يهتدي إليه إلا أنفاسي المتعبة أفتح بابًا للضحك، فقط لأُثبت أنني ما زلتُ هنا أمضي بخُطى تتنكر بقناع التثاؤب، حتى لا يلاحظني الليل. "تتبعني الأحزان وكأن ما يسعدها سوى فواجع أيامي. حتى حينَ أتوارى عن ملامحها تظل في الأفق، تُناجيني بلا صوت. أحضر منتصف الليل بين يدي، "حين ألتقيكِ" لأشهد احتفال أرواحنا، مفرقعات زينة تشتعل في فضاء المساءات، تتلون بأنفاسنا، لا تشبه بعضها، ولا تشبه غيرها. في سماء اللقاء، ترسم الشظايا وجهاً مألوفاً، يتجلى في ملامحه وجهكِ، كأن الضوء يبوح بسرّ الانتظار. أطمع في رؤيته، أمدُّ يدي نحوه، أعانقه، أغرق في أحلامي.. "متى يباح هذا العناق"؟ أعلم حينها بأن الصمت يسكن انتظار الحروف... كنت أحلم 2 / يونيو