09-01-2019
|
09-01-2019
|
#2
|


: أن أهل بيعة الرضوان الضربة أفضل من أهل أحد ،
مع أنه ربما يكون أهل أحد قد شملتهم بيعة الرضوان ،
أما أهل أحد فالقصة فيها معروفة ،
الغزوة سببها : أن قريشاً لما هزموا تلك الهزيمة النكراء في بدر ورجعوا إلى بلدهم تشاوروا في ما بينهم وقالوا : محمد استأصل شأفتنا وقتل خيارنا وسادتنا فلنخرج إليه حتى نأتيه في المدينة ونقضي عليه فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يريدون القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه هل يخرج أو لا يخرج ، فالذين لم يشهدوا بدراً قالوا له : اخرج ماذا يريدون ؟
يريدون الشهادة الغزو ، والذين حضروا بدرًا قالوا يا رسول الله نبقى في المدينة فإذا جاءونا قضينا عليهم ،
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم رجَّح رأي الذين قالوا بالخروج دخل بيته من أجل أن يتأهب للحرب ويلبس لامة الحرب والدرع وغير ذلك ،
فكأنهم تشاوروا في ما بينهم قالوا لعلنا أكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخروج لأنه كان يميل بالأول إلى أنهم لا يخرجون فلما خرج عليهم وقد لبس لامة الحرب على رأسه واستعد للحرب قالوا : يا رسول الله لو تركنا هذا وبقينا على الرأي الأول أن نبقى في المدينة فإذا يعني قاتلناهم ،
فقال : ما كان ينبغي لنبي لبس لامة الحرب حتى يقضي الله بينه وبين عدوه فخرج ومعه ألف نفر سبعمائة مؤمنون خلص وثلاثمائة منافقون ،
وكان المنافقون لا يريدون الغزو يقولون ابقوا هاهنا ولما كان في أثناء الطريق قال عبد الله بن أبي رأس المنافقين محمد يطيع صغار السن ويعصينا لا يمكن أن نقاتل فرجع بثلث الجيش ، ثلث الجيش ليس بالأمر الهين في كسر قلوب الجيش لولا أن الله تعالى أعان المسلمين بالإيمان لانخذلوا إذا رجع من الجيش ثلثه هل يبقى على عزيمته الأولى ؟
أبداً ولهذا حرم الفرار من الزحف ولو واحداً من الناس يفر لأنه يكون سبباً لضعف النفوس ووهن القلوب والهزيمة ،
لكن هؤلاء صمموا حتى كانت الغزوة في أحد تفيد وكان في أول النهار النصر للمؤمنين إلا أن الله أراد بحكمته خلاف ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل خمسين رامياً وأمَّر عليهم عبدالله بن جبير جعلهم على ثغرٍ في الجبل وقال لا تبرحوا مكانكم أبداً سواءٌ لنا أو علينا فلما انكشف المشركون وانهزموا صار المسلمون يجمعون الغنائم قال الرماة بعضهم لبعض انكشف المشركون وولوا الأدبار فانزلوا أنزلوا خذوا من الغنائم اجمعوهاكما يجمعها الناس فذكَّرهم أميرهم عبدالله بن جبير بقول النبي عليه الصلاة والسلام ولكن { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة } ( آل عمران 152 ) ، نزلوا إلا نفراً قليلاً لا يغنون شيئاً وإذا فرسان قريش النبيهين الشجعان رأوا المكان خالياً فكرُّوا على المسلمين من خلف الجبل ومنهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وهما فارسان من فرسان المسلمين والحمد لله فاختلط المشركون بالمسلمين من وراءهم وحصل ما حصل من الأذى والضرر والقتل وأصاب المسلمين محنٌ عظيمة لا على الرسول عليه الصلاة والسلام ولا على أبي بكر ولا عمر ولا غيرها ،
حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أسد الله وأسد رسوله يُمَثَّلُ بعد أن قتل حتى قيل إن هند بنت عتبة أخذت من كبده فرت بطنه وأخذت كبده جعلت تأكله لكن عجزت أن تبلعه بإذن الله عز وجل والرسول عليه الصلاة والسلام شُجَّ وجهه وجعل الدم يسيل على وجهه وكسرت رباعيته وحصل له من التعب والمشقة ما لا يصبر عليه إلا أمثاله عليه الصلاة والسلام وقتل منهم سبعون نفراً وأصابهم غمٌّ بغم ولكن الله عز وجل سلاّهم بآيات كثيرة في سورة آل عمران نصفها أو أكثر كلها عن هذا الغزوة ،
وكانت النتيجة أن قتل منهم سبعون نفراً وقال الله تبارك وتعالى : { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا } ( آل عمران 165 ) ، كيف هذه المصيبة ؟ قال تعالى : { قل هو من عند أنفسكم } ، أنتم السبب ، { إن الله على كل شيء قدير } ، هو قادر عز وجل على أن يكشف المشركين ولا ينالكم سوء لكن أنتم البلاء ، { قل هو من عند أنفسكم } ، يقول هذا : لمن ؟ لجندٍ معهم رسول الله عليه الصلاة والسلام { قل هو من عند أنفسكم } .
وما هي المعصية التي فعلوا ؟ معصية يسيرة ، فما ظنكم بنا الآن ؟
نعم هل عندنا شئٌ يمنعنا من النصر ؟
أقول : ليس عندنا شيء يوجب لنا النصر ، كثيرٌ من حكام المسلمين لا يرضون أن يحكموا بكتاب الله وسنة رسوله وكثيرٌ من حكام المسلمين يلاحقون المؤمنين بالله ورسوله ، { وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } ( البروج 8 ) .
وكثيرٌ من أسواق المؤمنين تُشرب فيها الخمور وتُعاقر فيها النساء وكثيرٌ من حكام المسلمين لهم موالاةٌ ظاهرة مع أعداء الله فهل يمكن أن يكون النصر لهؤلاء ؟
أبداٌ قد يكون هؤلاء أحق بالخذلان من الكفار الخُلَّص لأن الكفار كفار لكن هؤلاء ينتمون إلى الإسلام وهم لا يؤمنون بالإسلام حقيقة ولذلك نبذوا الكتاب وراء ظهورهم إلا من شاء الله ،
فأقول : إننا ما أصبنا بهذه المصائب التي نحن عليها اليوم إلا بسبب ذنوبنا وذكرت لكم سابقاً أن لذلك سببين :
الأول : الذنوب ،
الثاني : الامتحان لنصبر أو لا نصبر ،
لأنني قلت لكم الآن : إنه ولله الحمد فيه نهضة ،
لأنني قلت لكم : أنه الآن ولله الحمد فيه نهضة شبابية إسلامية فيمتحن هؤلاء هل يصبرون أو لا يصبرون ،
قال الله تعالى : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول } ( البقرة 214 ) : يعني معهم رسولهم ، { حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله } ، قال الله تعالى : { ألا إن نصر الله قريب } .
فالحاصل : هذه أحد غزوة أحد حصل فيها من البلاء والتمحيص ما لم يحصل في غيرها ،
ولهذا قال بعض العلماء : إنها أفضل من غزوة الحديبية ،
ولكن الصحيح : أن أهل الحديبية أفضل من أهل بدر ،
وذلك لأنه الله تعالى أحل عليهم رضوانه وأما هؤلاء فقال الله تعالى : { ولقد عفا عنكم } ( آل عمران 152 ) .
قوله : ( والأول أوْلى ) : هنا تسقط الهمزة همزة القطع مراعاة للوزن ،
قوله : ( للنصوص المحكمة ) : يعني للأدلة أدلة النصوص المحكمة يعني الواضحة البينة ،
لأن المحكم يقال بازاء المتشابه ،
قوله تعالى : { منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } ( آل عمران 7 ) .
ويقال بإزاء المنسوخ فيقال هذا محكم وهذا منسوخ وأصل الإحكام هو الإتقان ،
******************
155 – وعائِشُ في العلم مع خديجة ،
في السَّبْقِ فافهم نُكْتَةَ النتيجة ،
156 – وليس في الأمة كالصحابة ،
في الفضل والمعروف والإصابة ،
157 – فإنهم قد شاهدوا المختارا ،
وعاينوا الأسرار والأنوارا ،
158 – وجاهدوا في الله حتى بانا ،
دين الهدى وقد سَمَى الأديانا ،
159 – وقد أتى في محكم التنزيل ،
من فضلهم ما يشفي الغليل ،
عائشة وخديجة من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ،
وقد اختلف العلماء أيهما أفضل [30] :
1 - فقيل : إن عائشة أفضل ،
2 - وقيل : إن خديجة أفضل ،
والصواب : أن يقال :
أما مرتبتهما عند الله فهذا ليس إلينا ، إلى من ؟ إلى الله عز وجل لا نتكلم في هذا ،
وأما المفاضلة بينهما بحسب ما ظهر لنا من أفعالهما وأحوالهما فهذا إلينا ،
لأنه أمرٌ ظاهر معروف ،
وأما باعتبار كونهما زوجين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا مفاضلة ،
كل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يشتركن في هذه الفضيلة ،
في أنهن زوجاته في الدنيا والآخرة ،
وأنهن أمهات المؤمنين ،
وأنه يجب علينا من احترامهن وتعظيمهن ما يليق بهن وبحالهن ،
فالجهات الآن ثلاث :
أولاً : من حيث كونهما زوجين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ،
ففي هذه الحال لا مفاضلة ،
لأن جميع أزواج الرسول يشتركن في هذا الفضل ،
ثانياً : من حيث المرتبة عند الله ،
فهذا لا مفاضلة أيضاً ،
لأن هذا مجهول لنا وكم من شخصين علمهما واحد لكن مرتبتهما عند الله بينهما كما بين السماء والأرض لأن الله لا ينظر إلى صورنا وأعمالنا وإنما ينظر إلى قلوبنا ،
بقي علينا الأعمال الظاهرة أيهما أفضل عائشة أم خديجة ؟
أصح ما قيل في ذلك : ما أشار إليه المؤلف رحمه الله :
أن خديجة لها فضل السبق إلى الإسلام ولها فضل مناصرة النبي صلى الله عليه وسلم في أول أمره وأن النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها دائماً وأنه لم يتزوج عليها وأنها أم أكثر أولاده ولها مزايا ،
عائشة رضي الله عنها في كونها أحب النساء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وعنايتها بالرسول صلى الله عليه وسلم وشدة محبتها له وما نشرت من العلم الكثير في الأمة تكون بذلك أميز من خديجة ،
فصارت هذه أفضل من وجه وهذه أفضل من وجه ،
وعلى هذا أشار بقوله : ( وعائشة في العلم مع خديجة في السبق ) ، هذه علم نشرته كثيراً في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام ،
وتلك خديجة سبقت وناصرت الرسول وعاضدته رضي الله عنه وجزاها الله عنا خيراً ،
وعائشة في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام لا أحد يشك في درجتها عند الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته لها بل وكونه صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي حَجْرِِها وفي يومها وآخر ما طَعِمَ من الدنيا ريقها رضي الله عنها .
كل هذه فضائل وميزات لم تحصل لخديجة ولا لغيرها من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ،
ولهذا قال : ( فافهم ) : بالنسبة للمحبة محبتنا لهن نحبهن كلهن على حدٍّ سواء من حيث كونهن زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام ولهن عندنا من الاحترام والتعظيم ما يليق بحالهن ويزداد حبنا للواحدة منهن بحسب ما أسدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما وإلى الأمة ،
وهذا هو العدل والميزان الحق ،
وأما الميل مع العاطفة فهذا لا شك أنه خلاف الحق ، { فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا } ( النساء 135 ) ، يعني إن أردتم العدل لا تتبعوا الهوى اتبعوا ما يقتضيه العقل نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الحق والعدل إنه على كل شئٍ قدير ،
والقرآن لا شك أنه محكم متقن في ألفاظه ومعانيه وفي جميع ما يتعلق به أخباره صدق وأحكامه عدل لا تجد فيه تناقضاً ، { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } ( النساء 82 ) .
ولكن قد يشكل على أن الله تعالى سماه في موضعٍ متشابهاً فقال : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها } ( الزمر 23 ) ، والتشابه ضد المحكم ، لأن المتشابه يوجب لمن نظر فيه الحيرة والتردد ، فلا يكون محكماً ؟
والجواب عن ذلك أن يقال :
التشابه الذي وُصف به القرآن ، ليس هو التشابه الذي هو خفاء المعنى بل التماثل والتساوي يعني أنه متماثِل يشبه بعضه بعضاً في كماله وجودته وإصلاحه للقلوب والأعمال ،
ولهذا لما أُريد بالمتشابه ( المشتبه فيه معناه ) قسَّم الله تعالى المتشابه إلى قسمين :
1 - محكم ،
2 - ومتشابه ،
فقال جل وعلا : { هو الذي أنزل عليك الكتاب هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله } ( آل عمران 7 ) .
فحينئذٍ نقول : القرآن محكم بمعنى واضح بيِّن لا يشتبه على أحد ،
ومتشابه خفيُّ المعنى لا يعلمه إلا أولوا العلم الراسخون فيه ،
ولهذا قال : { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } ، على قراءة الوصل ،
فصار القرآن نَصِفُهُ بأنه كله محكم وبأنه كله متشابه وبأن بعضه محكم وبعضه متشابه ،
ولكن المعنى يختلف في هذا التفسير ،
هل يمكن في القرآن آياتٌ متشابهة على جميع الناس لا يُعرفون معناها ؟
لا ، لا يوجد مثل هذا في القرآن ،
والدليل : قوله تعالى : { ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء } ( النحل 89 ) ، { يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا } ( النساء 174 ) .
لا يمكن إطلاقاً أن يوجد فيه آية أو كلمة لا يُفهم معناها لكن حقيقة الذي يخفى هو حقيقة مدلولات الآيات مثل ما اخبر الله عن نفسه وعن اليوم الآخر ، لا نعرف حقيقته ،
إذا قال قائل : هذا القول الذي قلتم أنه لا يوجد شئٌ يخفى معناه على جميع الناس منقوضٌ بالحروف الهجائية التي ابتدئت بها السور فإن أحداً لا يعرف معناها ، إذا قال لك قائل : ما معنى { نون والقلم ما يسطرون } ( القلم 1 ) ، ما معنى : { نون } [31] ؟
نقول : ليس لها معنى أصلاً لأنها حروف هجائية غير مركبة والقرآن نزل بلسانٍ عربي واللسان العربي يقتضي أن هذه الحروف ليس لها معنى ولكن لها مغزى وهي ظهور إعجاز القرآن لهؤلاء القوم الذين ادعوا أنه مُفترىً على الله عز وجل وأنه قول البشر .
ويدل لهذا : أنه ما من سورة ابتدئت بهذه الحروف إلا وبعدها ذكر القرآن ،
******************
160 – وفي الأحاديث وفي الآثار ،
وفي كلام القوم والأشعار ،
قوله : ( وفي الأحاديث وفي الآثار ) : يعني ورد أيضاً في الأحاديث والآثار ، الأحاديث ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والآثار ما أضيف لغيره ،
هذا عند الإطلاق .
وإلا فقد يراد بالأثر : ( ما أضيف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ) .
لكن الغالب أنه يُقيد يقال : في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
قوله : ( وفي كلام القوم والأشعار ) : الظاهر أنه يريد بالقوم الصحابة وكذلك من بعدهم فإن في أشعارهم من الثناء على الصحابة وبيان فضلهم ومواقفهم ،
******************
161 – ما قد ربا من أن يحيط نظمي ،
عن بعضه فاقنع وخذ من علم ،
قوله : ( ما قد ربا من أن يحيط نظمي عن بعضه ) : ( ربا ) مكتوبة عندي بالياء ،
والصواب : أن تُكتب بالألف ،
لأن الألف المتطرفة في الثلاثي يُنظر إلى أصلها ،
إن كان أصلها الواو فإنها تُكتب بالألف وإن كان أصلها الياء فإنها تُكتب بالياء ،
فمثلاًَ : ( دعا ) تُكتب بالألف لأنها أصلها الواو دعا يدعو ،
( ربا ) مكتوبة بالألف لأنها من ربا يربو ،
( رمى ) لأنها من رمى يرمي ،
( قضى ) بالياء لأنها من قضى يقضي ،
أما ما زاد على الأربعة الألف التي تكون رابعةً فأكثر يعني ما زاد على الثلاثة فتُكتب بالياء إلا ما استثني ،
قلنا مثلاً : ( ربا ) تُكتب بالألف .
لكن لو قلت : ( يستربي ) ، فإنها تًُكتب بالياء .
لأنها زائدة على الثلاثة دعا تُكتب بالألف .
لكن لو قلت : يُستدعى كتبتها بالياء .
فهذه هي القاعدة ،
قوله : ( عن بعضه ) : يعني معناها أن نظمه ربا من أن يحيط عن بعض ما قيل فيهم ،
فكيف بالكل ؟
يكون من باب أولى أن يعجز عنه ،
قوله : ( فاقنع وخذ من علمِ ) : رحمه الله وجزاه الله خيراً ،
ولْيُعْلَم أن المطالعة في سيرة الصحابة رضي الله عنهم تحتاج إلى حذر ،
وذلك لأنه ظهر أعداءٌ للصحابة من بعدهم من الخوارج والروافض ،
فيحتاج الإنسان إلى حذرٍ فيما يُنقل عن الصحابة رضي الله عنهم وقد أشار شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية [32] تلك العقيدة المباركة أشار إلى ما ورد عن الصحابة مما حصل من الفتن وأن ما وقع منهم يكون مغفوراًَ ومغموراً بجانب الفضائل ،
******************
162 – واحذر من الخوض الذي قد يُزري ،
بفضلهم مما جرى لو تدري ،
قوله : ( احذر ) : فعل أمر من الحذر وهو التخوف وعدم الإقدام والوقوف أمام الشر والفتنة بحيث لا يتجاوزها المرء ،
قوله : ( من الخوض ) : ( الخوض ) الكلام اللغو الذي لا فائدة منه ،
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-01-2019
|
#3
|


ويُطلق على الكلام الذي يتأثم فيه الإنسان كما قال تعالى : { الذين هم في خوض يلعبون } ( الطور 12 ) ، فالكلام الذي لا فائدة منه في الصحابة أو الكلام الذي قد يتأثم فيه العبد يجب أن نحذره وألا نتكلم فيه ،
قوله : ( قد يزري بفضلهم ) : أي يحط من قدرهم ،
قوله : ( مما جرى ) : بينهم أي مما وقع بينهم
قوله : ( لو تدري ) : ( لو ) هذه للتمني يعني ليتك تدري ،
وذلك أنه جرى من الصحابة رضي الله عنهم من الأمور التي هي في الواقع من المتشابه لكن من المتشابه الواقع لا من المتشابه المُنزَّل ،
وجه كونها من المتشابه أنه قد يكون فيها مدخلٌ لكل ذي غرضٍ سيئ وأن الصحابة رضي الله عنهم تقاتلوا فيما بينهم وأراقوا الدماء من أجل الوصول إلى السلطة لا من أجل الوصول إلى الحق فهو من المتشابه الواقع ،
وطريقة أهل العلم والإيمان في المتشابه من المنزل أو من الواقع أن يرجعوا إلى المحكم الذي لا تشابه فيه ،
فما جرى من الصحابة رضي الله عنهم من الفتن كالذي بين علي وعائشة رضي الله عنهما والزبير [33]وبين علي ومعاوية [34] وأحداث كثيرة تُعلم من التاريخ استغلها المغرضون الحاقدون على الإسلام من أجل الطعن في الصحابة ، وحملوها على أنها صدرت عن نيةٍ سيئة كالرافضة الذين في قلوب كثيرٍ منهم غِلْ وحقد على الإسلام ولا سيما على عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أطاح بعروشهم وفلَّ جموعهم فكانوا يتخذون من هذه الوقائع سُلَّماً للقدح في الصحابة رضي الله عنهم حتى أنهم كانوا يلعنون من قام ضد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويتقربون إلى الله تعالى بلعنه والعياذ بالله مع ما له من الفضيلة ،
لكن الراسخين في العلم وأهل الإيمان يقولون : إن هذا الأمر الذي وقع بينهم يجب أن يُحمل على نيةٍ حسنة ، لماذا ؟
لما للصحابة من الفضل والمعروف والإحسان والجهاد في سبيل الله فما يقع منهم من المعاصي فهو مغمورٌ في جانب الحسنات والحَكَمُ العَدْلُ هو الذي يقارن بين الحسن والسيء ويجعل الحكم للأكثر ونحن إذا قارناَّ لما حصل بين الصحابة مما يُظنُّ إثماً وبين ما حصل منهم من الفضائل والكمالات وجدنا أن الثاني أكثر بكثير والواجب أن تنغمر السيئات في جانب الحسنات هذا هو العدل ،
وما أحسن كلمة قالها ابن رجب رحمه الله في مقدمة كتاب القواعد : ( المنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ) [35] ،
ولهذا يقول المؤلف رحمه الله : ( فإنه عن اجتهادٍ قد صدر ) ،
******************
163 – فإنه عن اجتهادٍ قد صدر ،
فاسلم أذل الله من لهم هجر ،
قوله : ( فإنه ) : أي ما جرى بين الصحابة من الفتن والقتال ،
قوله : ( عن اجتهادٍِ قد صدر ) : والاجتهاد افتعال من جَهَدَ أي بذل الجهد وهو الطاقة في الحصول على المقصود ،
ولهذا يُسمى العالم الذي يتطلب الأحكام من أدلتها الشرعية يُسمى مجتهداً لأنه يبذل جهده وطاقته ووُسْعَه للوصول إلى الحق عن طريق الدليل ،
فالصحابة رضي الله عنهم حصل ما حصل بينهم عن اجتهاد ،
فمثلاً : معاوية وعائشة رضي الله عنها والزبير قاتلوا يظنون أن هذا هو الذي سبباً للعثور على قتلة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ليُقتص منه ، وعلي بن أبي طالب أخَّر البحث عن القاتل أو عن المتآمرين لأن الحال تقتضي ذلك الناس في فتنة ويصعب جداً أن نعثر على هؤلاء المدبرين ثم إذا عثرنا فإن قتلهم قد يؤدي إلى فتنةٍ أكبر لأن منهم رؤوس قبائل ،
فعليٌّ له رأي ،
ومعاوية وعائشة والزبير لهم رأيٌ آخر ،
كلها عن اجتهاد ،
ثم إنه قد قيل : إن الفتنة كادت أن تنطفئ لولا رجالٌ من رجال معاوية صار في نفوسهم بعض الشيء وبادروا بالقتال فحصل الشر ،
وأياًّ كان التقدير فإنه يجب أن نحمل الإساءة على الإحسان وننظر بينهما ونقول : إذا قدَّرنا أن هؤلاء أخطئوا في هذه الفتنة الكبيرة فإن لهم من الحسنات ما يوجب محو هذا ،
والإنسان المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر والخطأ مغفور ،
هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجرٌ ) [36] ،
وهؤلاء بين مجتهدٍ مصيب ومجتهد مخطئ فالمصيب له أجران والمخطئ له أجرٌ واحد ،
فإن قال قائل : أيهم أقرب إلى الصواب وأيهم أحق بالخلافة ؟
فالجواب : أن الأقرب للصواب والأحق للخلافة علي بن أبي طالب لا شك في هذا ،
ودليل ذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمار بن ياسر : ( إنه تقتله الفئة الباغية ) [37] ، ( الباغية ) يعني الخارجة على الإمام والذي قتل عمَّاراً هم أصحاب معاوية ،
وعلى هذا يكون علي بن أبي طالب أقرب إلى الصواب ويكون جيش معاوية هو الفئة الباغية ،
لكن مع هذا يجب علينا ألا نضمر حقداً ولا بغضاء لواحد من الصحابة وأن نحمل ما جرى منهم من الخطأ على أنه اجتهاد والله يغفر له ،
ثم إنه من العقل والإيمان ألا نجعل ما جرى بين الصحابة من هذه المسائل سبباً للأخذ والرد والخلاف لأن هذه أمةٌ قد خلت { لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت } ( البقرة 286 ) .
علينا أن نجتمع من الآن على طريق الحق الذي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وألا نداهن كما يدعو إليه بعض الناس اليوم من محاولة التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة
لأن محاولة التقريب بين المذهب الحق والمذهب الباطل ليس إلا مداهنة ، مداهنة في دين الله ،
وإن من الواجب على الجميع الرجوع إلى الكتاب والسنة وهَدْي السلف الصالح ،
وأول ما يجب الكف عن مساوئ الصحابة رضي الله عنهم [38] واعتقاد أن من أخطأ منهم فإن خطأه منغمر في جانب صوابه وما حصل من فساد فإنه منغمر في جانب الإصلاح هذا الواجب علينا فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم ،
قوله : ( فاسلم ) : من أي شيء ؟ اسلم من الخوض والوقوع فيهم والعداوة والبغضاء لهم ،
قوله : ( أذل الله من لهم هجر ) : أي أوقعه الله في الذل والهوان وهذه الجملة الخبرية جملةٌ دعائية ، ويشير رحمه الله إلى الرافضة الذين هجروه ،
لا نقول : هجروهم لا يكلمونهم لأنهم أموات ،
لكن هجروا فضلهم ونشر فضلهم بل اعتدوا عليهم يعني ليت الصحابة سلموا منهم ليتهم سكتوا عن نشر فضائلهم ولكن لم يتهموهم ويرموهم بالباطل والكذب ويلعنونهم على رؤوس المنابر والعياذ بالله ويلعنوهم في كتبهم الصباحية في أذكار الصباح والمساء يكتبون ( اللهم ألعن صنمي قريش وجتبيهما وطاغوتيهما ) يعنون بذلك أبا بكر وعمر والعياذ بالله نسأل الله العافية نحن رأينا كتبهم هكذا في أذكار الصباح والمساء يعني يتقربون إلى الله بلعن أبي بكر وعمر نسأل الله العافية ،
ولكن أبعدهم الله لا يزدادون بذلك إلا بعداً من الله عز وجل ،
فنشكر المؤلف ونسأل الله أن يعفو عنه حيث دعا بالذل على من هجر الصحابة بعدم نشر فضائلهم بل زاد على ذلك أنه نشر ما اتهمهم به بل وكذب عليهم به من المساوئ ،
******************
164 – وبعدهم فالتابعون أحرى ،
بالفضل ثم تابِعوهُم طراّ ،
قوله : ( أحرى ) : أجدر بعد الصحابة التابعون ، التابعون لهم بإحسان وهم القرن الثاني من هذه الأمة ،
واعلم أن القرن يُعتبر بأكثره كما قال شيخ الإسلام رحمه الله [39] ،
وليس معنى التابعين أنه لا يوجد أحدٌ من الصحابة لا ، فإذا كان القرن أكثره من التابعين أي ممن لم يشاهدوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه يُسمى قرن التابعين وإن كان يوجد العشرة والمائة وما أشبه ذلك من الصحابة وكذلك يقال في تابع التابعين فالقرن يُعتبر بأكثر أهله ،
التابعون هم أحرى الناس بالفضل بعد الصحابة رضي الله عنهم ،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) [40] ،
والتفضيل هنا تفضيلٌ للجملة على الجملة وليس لكل فردٍ على كل فرد ،
بمعنى أنه قد يوجد في تابع التابعين من هو أفضل من التابعين في العلم والعبادة والجهاد ،
كذلك أيضاً يوجد في التابعين من هو أفضل من الصحابة في العلم والجهاد ليس الصحابة عموماً ،
بل من بعض الصحابة الواحد من هؤلاء قد يفضل الواحد من هؤلاء ، إلا أن الصحابة يتميزون بخصيصةٍ ليست لغيرهم وهي الصحبة هذه لا يمكن أن ينالها أحد من التابعين لكن الفضل والعلم والجهاد ربما يوجد في التابعين من خيرٌ من بعض الصحابة كما يوجد في تابع التابعين من هو خيرٌ من التابعين ،
فالتفضيل إذن للجملة لا لكل فرد إلا ما ذكرت لكم من تميز الصحابة رضي الله عنهم بهذه الخصيصة وهي الصحبة ،
قوله : ( ثم تابعوهم طُراّ ) : تابع من ؟ تابع التابعين ،
قوله : ( طُراًّ ) : يحتمل بمعنى قطعاً وأن تكون بمعنى جميعاً وهو كذلك نحن نقطع بأن تابع التابعين بعد التابعين وأن التابعين بعد الصحابة ، نقطع بذلك ،
وسكت المؤلف عن بقية الطبقات يعني لم يذكر إلا ثلاث طبقات الصحابة والتابعون لهم وتابع التابعين وإنما اقتصر على ذلك بناءاً على ما في حديث عمران بن حصين وغيره من أن خير الناس الصحابة ثم التابعين ثم تابعوا التابعين ،
وعلى هذا فنقول : ما بعد هذه القرون الثلاثة حصلت الفتن وانتشرت البدع وتفرقت الأهواء وحصل الشر الكثير ورفعت المبتدعة رؤوسها ،
واضطرب الناس أمناً وإيماناً وتكلم الناس في كل شيء حتى تكلموا في الله عز وجل ،
وصاروا في الله ما بين معطّلٍ لصفاته ومثبتٍ ممثل وقائمٍ بالقسط معتدل ،
واختلاف الناس في الله عز وجل وفي أسمائه وصفاته كان بعد الاختلاف في مسألة القدر ومسألة الإيمان والكفر ،
لأن مسألة القدر أدركت أواخر عصر الصحابة رضي الله عنهم ،
ومسألة الأسماء والإيمان والكفر بعدها وكذلك الإرجاء وما يتعلق به ،
ثم جاءت بدع الأسماء والصفات وانتشرت هذه انتشاراً عظيماً وصار الناس يتكلمون عليها أكثر من غيرها لأنها أشد خطراً من غيرها ،
وإلى هنا انتهى كلام المؤلف على الصحابة على ما يتعلق بفضلهم وبعدُ فإني أدعوكم إلى قراءة أخبار الصحابة رضي الله عنهم بعد قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يشد الإنسان نفسه مع السابقين السالفين ليزداد بذلك إيماناً ومحبةً لهم ومنهجاً طيباً ،
الأسئلة
السؤال : صغار الصحابة الذين كانوا في المدينة ولكن لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم كانوا داخل البيوت ، هل تعتبر لهم صُحبة أم لا ؟
الجواب : لا ، الذين لم يجتمعوا به لا تعتبر لهم صُحبة ،
السؤال : يعتبرون متبعين حكماً لأن آباؤهم متبعين لفعله ؟
الجواب : لا ، لا تعتبر ، لا بد أن يجتمعوا به ،
السؤال : صغار الصحابة الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يكونوا متحملين ؟
الجواب : تكون روايتهم مرسلة ،
السؤال : هل تُقبل ؟
الجواب : ومرسل الصحابي له حكم الاتصال ، هذا يُعلم من مصطلح الحديث ،
السؤال : من أعلى مرتبة الأخوة أو الصحبة يعني إذا قلت هذا صاحبي أو أخي ليست بأخوة نسب ؟
الجواب : المصاحب لك مؤمن ، إذن اجتمعت في حقه أخوة وصُحبة ،
ومن لم يكن صاحباً فليس في حقه إلا الأخوة ولهذا لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ليت أناَّ نرى إخواننا ) قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : ( أنتم أصحابي ، إخواني قومٌ يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ) فقوله : ( أنتم أصحابي ) [41] : يعني أعلى من الأخوة ، وإذا كان أخوك فهو من الإيمان فإن صاحَبَك فهو أخوك وصاحبك ،
السؤال : بالنسبة لمصطلح الحديث : الذين قالوا أن مرسل التابعي الأصل فيه الضعف فمرسل الصحابي لا يقبل لأن الأصل فيه الضعف ؟
الجواب : ليس بصحيح ،
الصحيح : أن مرسل الصحابي مقبول وأن له حكم الاتصال ،
أما مرسل من بعد الصحابة فهو منقطع ،
إلا إذا عُلم أن هذا التابعي لا يروي إلا عن صحابي كسعيد بن المسيب فإنهم قالوا : إنه لا يروي إلا عن أبي هريرة وعلى هذا فيكون مرسله متصلاً ،
السؤال : المخضرم حديثه منقطع أو مرسل ؟
الجواب : منقطع ، المرسل منقطع ،
لأن كل مرسل أو معلق أو معضل أو منقطع بالمعنى الخاص فهو منقطع ما لم يتصل سنده ،
فيشمل الأربعة يشمل المنقطع والمعضل والمرسل والمعلق ،
السؤال : الصديق والزميل هل هما بمعنى الصاحب ؟
الجواب : لا الصديق غير الزميل قد يكون صديقك وليس زميلك وقد يكون زميلك وليس صديقك ، الزميل المشارك لك في مهنة من المهن ،
فمثلاً : قد تكون أنت وهو في فصلٍ واحد فيكون زميلك ، لكن هل هو صاحبك ؟
قد وقد ، الصديق صديق سواءً زميل أو غير زميل حتى لو مثلاً عمله يباين عملك فهو صديقك ،
لا يشترط في التحمل الإسلام ، الإسلام يشترط في الأداء ،
أما التحمل فلا يُشترط لأنه إذا أسلم لا يمكن أن يقول كذباً ,
السؤال : كيف نوفِّق بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكرٍ ) [42] ، وقول أبي هريرة : أوصاني خليلي …… ، [43] ؟
الجواب : الخلة من جانبين ، الخلة تكون من جانبين زيد خليلٌ لعمرو وعمرو خليلٌ لزيد ،
الممنوع هو أن الرسول يتخذ خليلاً ،
أما أن يُتخذ هو خليلاً فلا بأس ،
بل هو الواجب علينا ، الواجب علينا أن نجعل الرسول عليه الصلاة والسلام هو خليلنا وأحب الناس إلينا ،
السؤال : أخذنا أحسن الله إليك أنه إذا كان الإنسان مسلماً ثم ارتد ثم أسلم ، فإن أعماله السابقة تُقبل ، والله سبحانه وتعالى يقول : { لئن أشركت ليحبطن عملك } ( الزمر 65 ) ، فيشمل جميع الأعمال ؟
الجواب : هذا عام ظاهره سواءً رجعت أو لم ترجع ولكن الذي قال : { لئن أشركت ليحبطن عملك } ، والذي قال : { ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } ( الأنعام 88 ) .
فالأول في حق الرسول وهذا في حق الناس هو الذي قال : { ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم } ( البقرة 217 ) .
وعلى هذا فيكون المطلق مقيداً بما إذا مات عليه ، وربما يكون عوده إلى الإسلام بعد الردة خيراً كثير من الناس السفهاء عندنا الآن مسلمون هم مسلمون حقيقةً وحكماً ثم يرتدون بترك الصلاة والفجور وكل الأعمال السيئة ثم يهديهم الله فيكونون أحسن حالاً من قبل بكثير ،
السؤال : هل من مذهب أهل السنة الترضي عن الصحابة ؟
الجواب : نعم ، هذا من حقهم علينا ، وإلا فإن الله عز وجل وصف الذين من بعدهم بأنهم { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } ( الحشر 10 ) ، ولم يذكر الترضي لكن من حقوقهم علينا ومن الأدب ، ومن الاعتراف بالفضل أن نترضى عليهم وإلا فهو ليس بواجب ،
السؤال : قولهم علي كرم الله وجهه وقولهم الإمام علي هل هذه …… ؟
الجواب : هذه من شعار الرافضة ، نحن نقول عليٌ إمام لا شك وقوله متبوعٌ بأمر الرسول عليه الصلاة والسلام : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) [44] ، وعليٌ منهم ،
ونقول : أبو بكر إمام وعمر إمام وعثمان إمام بل نقول : من دون هؤلاء إمام ،
الإمام أحمد بن حنبل الإمام الشافعي الإمام أبو حنيفة ،
ليست الإمامة خاصة بعلي بن أبي طالب إلا إذا كانوا يريدون بها إمامةً هم يدَّعونها وهي إمامة العصمة ،
فنحن لا نقرهم على ذلك لا في علي بن أبي طالب ولا غيره إلا الرسول صلى الله عليه وسلم [45] ،
أما قولهم : ( كرم الله وجهه ) فالتكريم أيها أبلغ التكريم أو الرضا ؟
الرضا ،
الدليل على هذا : ( أهل الجنة يقول الله لهم تمنوا علي فيقولون ألم تعطنا ألم تفعل ألم تفعل ويذكرون ما هو عليهم ثم يقول إنكم عليَّ أن أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً ) [46] ،
فصار الرضوان أعظم من التكريم هؤلاء الذين أرادوا أن يكرموا علي بن أبي طالب عدلوا عن الأفضل إلى المفضول ،
نقول : إذا قلتم علي ( رضي الله عنه ) أفضل من إذا قلت ( كرم الله وجهه ) ،
لأن التكريم دون الرضا ،
والدليل : حديث أهل الجنة مع الله عز وجل أنهم يذكرون نعمه عليهم وإعطاءه ثم يقول : ( أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً ) ،
لكن الإنسان الذي يريد الباطل بإذن الله يُحرم الحق لما أرادوا الباطل بهذا ،
وتخصيص علي بن أبي طالب رضي الله عنه بذلك حُرموا الحق و عدلوا إلى المفضول مع وجود أفضل ،
فنحن نقول : إن أكرم شيء يناله العبد رضا الله ، { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان } ( التوبة 100 ) ، كرَّم الله وجوههم ، هذه الآية ؟ أم { رضي الله عنهم ورضوا عنه } ( البينة 8 ) ؟
{ رضي الله عنهم ورضوا عنه } ، { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا } ( البينة 7 – 8 ) ، ماذا بعدها ؟
{ رضي الله عنهم ورضوا عنه } ، ختمها بهذا { ذلك لمن خشي ربه } .
يقولون : إنهم يصفونه بـ ( كرَّم الله وجهه ) لأنه لم يسجد لصنم ،
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-01-2019
|
#4
|


فنقول : إذا كان الأمر كذلك فما أكثر الصحابة الذين لم يسجدوا لصنم ، كل الذين وُلدوا في الإسلام لم يسجدوا لصنم والذين في الجاهلية لا نعلم عنهم سجدوا للأصنام أم لم يسجدوا ،
السؤال : قوله ( مفرج الأوجال ) و ( مُجْلي الصدا ) أليس في هذا العموم غلو ؟
الجواب : الحقيقة أن فيه شيئاً من الغلو خصوصاً ( مفرج الأوجال ) ،
لكنه يقال في الاعتذار عن المؤلف رحمه الله : أن هذا وصفٌ إضافي بمعنى أنه عندما يخاف الناس يكون هو الذي يزيل الخوف عنهم لكن بأمر الله عز وجل ،
وإلا فإن التفريج المطلق لا يكون إلا لله عز وجل ،
أما ( مجلي الصدا ) فكذلك أيضاً يمكن أن نقول فيه شيء من المبالغة ،
لكنه رحمه الله كما قلت لكم إنما أطنب في وصفه بالمدح للسببين اللذين ذكرناهما أولاً الرد على الرافضة والثاني الرد على الناصبة ،
السؤال : هل صحيح أن شيخ الإسلام قال : ( أن علماء الرافضة كفار وعامتهم فساق ) ، هل ثبت عنه هذا القول ؟
الجواب : لا أدري ، لم أرَ هذا لكن القاعدة عن شيخ الإسلام كما عرفتموها أن الإنسان الذي لا يعلم الحق ولم يُبين له لا يكون كافراً ،
السؤال : سمعنا ورأينا من عوام الرافضة سبهم للصحابة على المنابر والطرقات وأنهم إذا أرادوا أن يسبوا امرأة قالوا : ( أنتِ عائشة ) سباًّ لها ؟
الجواب : إذا كان هؤلاء يسبون الصحابة على المنابر فالواجب منعهم وإذا لم نستطع يجب أن نبين الحق وألا نّسُبَّ من يغلون فيهم ،
لأن هؤلاء النواصب لما صار هؤلاء يسبون الصحابة قالوا : إذن نسب جماعتكم الذين تغلون فيهم ،
فنحن نتبع الحق نقول : أهل البيت لا شك أن المؤمنين منهم الذين يساويهم غيرهم في الإيمان هم أعني آل البيت هم أحق بالمحبة لقرابتهم بالنبي عليه الصلاة والسلام ونكتفي بالتبيين لأن العوام مشكل العامي الآن يرى أن عالمهم هو العالم وأن من سواه جاهل ،
ولهذا تجد مثلا الرجل يثق بفتوى عالم من علماء المملكة إذا كان هو من أهل المملكة لكن لا يثق من نفس الفتوى إذا كانت من عالمٍ آخر ،
فهذه مشكلة في الحقيقة مسألة العوام من أشكل ما يكون عندي ،
لأن بعضهم قد يكون بلغه الحق ولو لم يكن من بيان الحق ،
إلا أنهم يقولون هؤلاء هم أهل سنة وهؤلاء شيعة أيهم أقرب للصواب الذين على سنة أو الذي يتشيع لآل البيت ؟
يعني حتى الفطرة تقتضي أنه لا يجوز اعتناق الشيعة مع وجود السنة لأن السنة هي الأصل ،
السؤال : المراد بعلي أبو ذو السبطين ؟
الجواب : السبطين الحسن والحسين فإن سبطا الرجل أولاد بناته أي يعني بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم ذو النورين عثمان يقال أنه أخذ بنتي رسول صلى الله عليه وسلم ،
السؤال : قول الله تعالى لأهل بدر : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) [47] ؟
الجواب : هذا مشكل لأن ظاهر العموم ( اعملوا ما شئتم ) يشمل الكفر ،
والجواب عن هذا بأحد وجهين :
الأول : أن يقال إنه لا يمكن أن يشاءوا الكفر لما حل في قلوبهم من الإيمان الراسخ الذي لا يمكن أن يدخل من خلاله الكفر فيكون هذا بشارةٌ لهم أنهم لن يكفروا ويبقى ما دون الكفر مكفر بهذه الغزوة ،
إذن معناه أن قوله ( ما شئتم ) لا يدخل فيه الكفر لأنه لا يمكن أن يشاءوا الكفر بسبب ما قدموه من هذه الحسنات العظيمة ويكون في هذا بشارةٌ لهم بأنهم لن يكفروا ،
ثانياً : أنه على فرض كفرهم سوف يُيسرون للتوبة حتى يُغفر لهم : { قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف } ( الأنفال 38 ) .
فيكون في هذا بشارتين :
إما أنه لن يكفروا أو بأنه لو قُدر بأنه لو كفروا فإنه سوف يعودون للإسلام ويُغفر لهم ما قد سلف ومن تتبع أحوالهم لم يجد منهم ارتد كل الذي في غزوة بدر ما ارتد منهم أحد ،
فيكون المعنى الأول أقرب وأصح أنهم لن يشاءوا الكفر ، ولو قلت لك أثبت لي معصية واحدةً وقعت من أهل بدر فلن تستطيع ،
والفرض الذهني لا يعني الأمر الواقع قد يفرض الذهن أن الرسول قد يرتد حاشاه من ذلك ، أنت الآن هل عندك أن واحداً من أهل بدر زنا أو سرق أو شرب الخمر ،
لذلك أنا استثنيت قلت : متأول لم يفعل أحدٌ منهم معصية جهاراً يعلم أنها معصية إلا بتأويل ،
المهم الآن هل تستطيع أن تقدح في أحد من أهل بدر تقول أنه زنا ؟
لا تستطيع وأنا قلت لكم : لو فرضنا أنهم زنوا وسرقوا وشربوا الخمر ،
فهذه معاصي دون الكفر فتكون مُكفَّرة بهذه الحسنة العظيمة هي ما أشكل عليهم بمسألة الكفر ومسألة الكفر أخبرتكم بأن هذه بشرى بأنهم لن يشاءوا الكفر ،
لأن الله قال : ( اعملوا ما شئتم ) وهم لن يعملوا الكفر ،
وكيف يتصور الإنسان أنهم غزوا هذه الغزوة العظيمة التي فتح الله بها على المسلمين ثم يكفر ؟
هذا بعيد ،
لكن نقول : هو دليل على أنهم لن يكفروا أي لن يشاءوا الكفر ثم لو فُرض أنهم كفروا فرضاً ذهنياً ليس واقعياً ،
يقول ابن حجر وغيره من العلماء : لو أننا نزَّلنا الفروض الذهنية منزلة الواقع لما استدللنا بأي حديث ،
وكذلك نقول في الآيات : يعني لو فرضنا أن كل فرض يفرضه الذهن يَرِدْ على مسألة من المسائل على نص من النصوص ما استطعنا ، كل نص يمكن أن يحتمل نحن ليس لنا إلا الظاهر ،
السؤال : لماذا فضلنا بقية العشرة على أهل بدر ، ما هو الشيء الذي فضلنا به البقية على أهل بدر مع أن دخول الجنة لا يستلزم مغفرة الذنوب وأهل بدر غُفرت ذنوبهم ؟
الجواب : أولاً نقول : أنا أوكلك الآن تتبع هؤلاء العشرة هل تخلف أحدٌ منهم عن بدر فإذا وجدت أحداً تخلف وهو حي باقي فحينئذٍ يَرِد هذا الإشكال ولكنه في الواقع يمكن الإجابة عنه ،
السؤال : أهل الحديبية هل يُشهد لهم بالجنة ؟
الجواب : أما على سبيل الفردية فكل واحد نقول : هذا في الجنة فهذا لا يكون يقال الذين بايعوا تحت الشجرة كلهم رضي الله عنهم لا يُشهد للواحد منهم ،
السؤال : نقول للشهيد : اِستشهد أو قُتل ؟
الجواب : نقول : استشهد أو قُتل شهيداً ،
السؤال : هل ورد أن النبي إذا هُزم كر على الكفار مرة أخرى ؟
الجواب : نعم بعد أن رجعوا قيل أنه نزلوا في مكانٍ واستشار أصحابه أن يعودوا إليهم فخرجوا ولم يجدوهم ،
ولهذا قال الله تعالى : { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } ( آل عمران 172 – 174 ) ، معناه أنهم خرجوا يريدون قريشاً ولكن لم يجدوا قريشاً صاروا معه شيعاً هذا ليس بصحيح ،
السؤال : القول بأن أهل بدر معصومون من الكفر وبعض الذنوب ويغفر لهم صغائر الذنوب ؟
الجواب : هذا قولٌ ليس بصحيح لأن حتى غير أهل بدر فالصغائر تقع مُكفرة بفعل الحسنات ، الصغائر تقع مُكفرة بفعل الحسنات ،
السؤال : لو استدل مستدل بكتاب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لأهل مكة على أن فعل أهل بدر لو فعلوا الكفر فإنه يقع مغفوراً لهم هل يصح ؟
الجواب : نعم يصح لو فعله من أهل أحد لكان غُفر له ،
لأن حاطب بن أبي بلتعة ما ارتد عن الإسلام ،
السؤال : ألم يقصد موالاتهم ؟
الجواب : أبداً لم يقصد موالاتهم وإنما يقصد الخوف على أهله منهم ، هو صرَّح بهذا ،
السؤال : نسمع كثيراً جملة : ( لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) ، فما معنى هذه الجملة ؟
الجواب : ( صرفاً ) يعني معناها أن يصرف عنه العذاب بدون مقابل ( ولا عدلاً ) بمقابل ،
السؤال : هل إذا اختلف الصحابة على قولين ، فهل نقول : ( إن القولين تعارضا فتساقطا ) أو هل لا بد أن نطلب ما يساعده الدليل ؟
الجواب : الغالب أن الحق لا يخرج عن أقوال الصحابة ،
وبناءاً على ذلك نقول : نبحث فيما يعضده الدليل لأنهم هم أقرب الناس إلى الصواب ،
وصحيحٌ أنه إذا تعارض قولان للصحابة بدون مرجح صحيحٌ أنه يضعف القول لا شك لأنه عورض بمثله ،
وهذا قد يبدو للإنسان أن يقول : لا احتج به ما دام ضعيفاً عورض بمثله فلا احتج به ،
لكن الخير أن نقول : ما دام أنه عورض بمثله فإن الواجب أن نبحث لأنهما وإن تعارضا فإنهما أقرب إلى الصواب من غيرهما ،
ولكن نلاحظ أنه لا يمكن أن نعارض قول ابن عمر بقول رجلٍ من الصحابة بعيدٍ عن الفقه إلا إذا عضده الدليل ، إذا عضد المفضولَ الدليلُ فمعلومٌ أن الواجب اتباع الدليل ،
السؤال : ذكر الحافظ رحمة الله عليه في ( فتح الباري ) أن بعض أهل العلم قالوا : الذين ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة ، فما الدليل على ذلك ؟
الجواب : يعني على هذا القول : أن الذين لم يرتدوا ليسوا صحابة ؟
الظاهر أن الأمر بالعكس ،
لأن بعض العلماء يقول : إن الصحابي إذا ارتد بطلت صحبته .
وقد أشار إلى هذا في نخبة الفكر فقال : ( ولو تخللت ردة في الأصح ) .
يعني أن الصحابي : ( من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً ومات على ذلك ولو تخللت ردة بين إيمانه بالرسول صلى الله عليه وموته على الإسلام ) ،
السؤال : هل نقول أن هناك إجماعاً أن من ارتد بعد النبي صلى الله عليه وسلم فليس بصحابي ؟
الجواب : لا ، فيه خلاف ولهذا قال : ( ولو تخللت ردةٌ في الأصح ) ،
السؤال : هل يصح أن نقول إن القرآن متفاضل يفضل بعضه بعضاً ؟
الجواب : القرآن باعتبار المتكلم به لا يتفاضل ،
لأن المتكلم به واحد وهو الله عز وجل ،
وأما باعتبار مدلوله فلا شك أنه يتفاضل فـ { تبت يدا أبي لهب } ( المسد 1 ) ، ليست مثل : { قل هو الله أحد } ( الإخلاص 1 ) ، وأعظم آية في كتاب الله هي آية الكرسي ،
إذن يتفاضل من حيث ما يدل عليه ،
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-01-2019
|
#5
|
بارك الله فيكم ونفعنا بما قدمتم جزاكم الله خير الجزاء سلمت اناملكم فى انتظار ابدعاتكم دمتم متألقين مبدعين متميزين
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-02-2019
|
#6
|
جزاكي الله خيراً
وبارك الله فيكي
وجعلها في موازين حسناتكِ
وأثابكِ الله الجنه أن شاء الله
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:03 PM
| | | | | |