الحمد لله رب العالمين القائل ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب )
والصلاة والسلام على خير الأنام القائل ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) رواه ابن ماجه وصححه السيوطي
والقائل ( إن فضل العلم خير من فضل العبادة , وخير دينكم الورع ) الحاكم والطبراني.. والقائل ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) متفق على صحته
درس مختصر في طلب العلم الشرعي ( تعريفه .. فضله .. حكمه .. طرقه .. معوقاته )
تعريف العلم الشرعي ( علم ما أنزل الله على رسوله من البينات والهدى ) ابن عثيمين رحمه الله تعالى
فضل طلب العلم
قال تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وقال تعالى ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مـِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ )
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله rيقول : " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له طريقاً إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض ، حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " أبو داود
أقسام العلم الشرعي من حيث الحكم ثلاثة
1- فرض عين : وهو تعلم ما يتأدى به الواجب العيني مثل ( أركان الصلاة وواجباتها وأحكام الصيام )
2- فرض كفاية : وهو تحصيل ما لا بد للناس منه في أمور دينهم ودنياهم.
3- مستحـــــب : وهو التبحر في أصول الأدلة، والإمعان فيما وراء القدر الذي يحصل به فرض الكفاية
والواجب لتصحيح العبادة : معرفة ما تتم به طهارة العبد وصلاته وصيامه. ويجب عليه أن يتعلم الحلال والحرام في أحكام المهنة التي يمتهنها كأحكام البيع لمن يعمل به ونحو ذلك. وتصير باقي العلوم في حقه مستحبة، إلا إذا تعين عليه بعض الواجبات، فيجب عليه تعلم ما يؤديها به بحسب قدرته، فإن وجب عليه الحج وجب عليه تعلم أحكامه، وإن وجبت عليه الزكاة وجب عليه تعلم أحكامها، وإن اشتغل بالتجارة وجب عليه تعلم أحكام البيوع، وإن أراد الزواج أو الطلاق وجب عليه تعلم أحكامهما . ( فالعلم ضرورة شرعيةلأنما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب )
يقول ابن عثيمين رحمه الله : طلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة، وقد يكون طلب العلم واجباً على الإنسان عيناً أي فرض عين، وضابطه أن يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها أو معاملة يريد القيام بها، فإنه يجب عليه في هذه الحال أن يعرف كيف يتعبد لله بهذه العبادة وكيف يقوم بهذه المعاملة .
أما الطريق إلى نيل العلم فهي
1 - تقوى الله ومراقبته في السرّ والعلن 2 – إخلاص النية 3 - الصبر وتحمل المشاق وسعة الصدر، فإن العلم جهاد لا شهوة 4 - الأخذ عن العلماء الموثوقين في علمهم ودينهم وتوقير العلماء وإكرامهم والتأدب معهم، وحفظ مكانتهم،وتوقير مجالسهم،وحسن السؤال والإصغاء 5 - التفرغ للعلم والإقبال عليه، بشرط التوازن وعدم الإخلالبالواجباتالأخرى 6 - المحافظة على الأوقات، وحسن ترتيبها، والحرص على استغلالها 7 - كثرة الاستغفار والتوبة والدعاء، والانطراح بين يدي الله وسؤاله العلم النافع والعلم الصالح
8 - ذكر الموت والآخرة، ليعين على شغل الوقت بالنافع 9 - ترك الفضول من الكلام والسماع والنظر والخلطة والمنام
10 - مخالطة من هم أكثر علماً وفهماً؛ لئلا يقنع الطالب بما حصّل من علم، فيحرص على الاستزادة، وليتجنب العُجْب والغرور.
معوقات طلب العلم من كتاب طريق طلب العلم للشيخ :
عبدالعزيز السدحان
1 – فساد النية:حب التصدر والشهرة ويجب مجاهدة النفس ( والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا وإن الله لمع الحسنين )
2 – التفريط في حلقات العلم : لو لم يكن فيها إلا السكينة التي تتنزل على حاضريها لكفى .
3 – التذرع بكثرة الأشغال : وهذا مدخل رئيسي للشيطان فيجب ترتيب الأوقات .
4 – التفريط في طلب العلم في الصغر : إن الإنسان ليغبط أُناساً أصغر منه سناً وأكبر همةً .
5 – تزكية النفس : أن يحب الشخص مدح نفسه ويفرح بسماع ثناء الناس عليه ( ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ) وتزكية النفس مذمومة ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى ) فحب التزكية وحب الثناء من مداخل الشيطان .
6 – عدم العمل بالعلم : سبب من أسباب محق بركة العلم ومن أسباب قيام الحجة على صاحب العلم ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تعملون ) وزكاة العلم العمل به وتعليمة الغير
7 – التسويف : وهو كما يقول أحد السلف ( من جنود أبليس )
فائدة
اعلم بارك الله فيك أن من الأسباب التي تبقي ( المسألة ) أو المعلومة وترسخها وتجعلك لا تنساها هي ( البحث في الكتب )
فوائد العــلــــــم
1- به يعرف الله ويعبد ويوحد. 2- هو أساس صحة الاعتقاد والعبادات . 3- طلب العلم عبادة. 4- طريق الوصول إلى الجنة.5- يكسب صاحبه خشية الله والتواضع للخلق.6- يبقى أجره بعد أنقطاع أجله.7 – يرفع الوضيع ويعز الذليل ويجبر الكسير
فائدة : طلب العلم أفضل من قيام الليل؛ لأن طلب العلم كما قال الإمام أحمد لا يعدله شيء لمن صحت نيته، بأن ينوي به رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، فإذا كان الإنسان يسهر في أول الليل لطلب العلم ابتغاء وجه الله سواءً كان يدرسه أو كان يدرسه ويعلمه الناس فإنه خير من قيام الليل، وإن أمكنه أن يجمع بين الأمرين فهو أولى( ابن عثيمين رحمه الله تعالى )
من آثار الجهل : على مستوى الفرد أو المجتمع : انتشار البدع والضلالات في العقائد والعبادات
والمعاملات، وضعف الإيمان، وقلة التقوى، وازدياد المعاصي، وضعف الهيبة
تحذير ..قال " من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها " أخرجه أبو داود
واحذر أخي المتعلم : الكبر والغرور بالعلم والمراءاة والمخاصمة والجدل وكتم العلم فهذا يؤدي إلى نسيانه واحذر من إطلاق الفتاوى بغير علم
قال ( اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع , ومن قلب لا يخشع , ومن نفس لا تشبع , ومن دعوة لا يستجاب لها )رواه مسلم
اللهم ارزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً ويسر لنا طلب العلم على الوجه الذي يرضيك وارزقنا خشيتك في السر والعلانية اللهم آمين
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ )
والقائل ( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) والقائل ( قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي )
والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير القائل ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى )متفق علية
والقائل ( إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى يعرفه نعمته فعرفها، قال فما عملت فيها: قال قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم! وقرأت القرآن ليقال: قارئ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك . قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: جواد! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ) رواه مسلم
والقائل ( ما قال عبد لا اله الا الله مخلصا قط إلا فتحت له أبواب السماء، حتى تفضي إلى العرش، ما اجتنب الكبائر )الترمذي وهو حسن
درس مختصر في الإخلاص
تعريف الإخلاص لغة : مصدر أخلص يخلص وهو مأخوذ من مادة ( خ ل ص ) التي تدل على تنقية الشيء وتهذيبه
اصطلاحاً : يقول أبن القيم رحمه الله تعالى ( الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهداً غير الله ، ولا مجازياً سواه )
يقول الشيخ خالد الراشد أن العلماء عرفوا الإخلاص : هو أن يكون قصد الإنسان في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة خالصة لوجه الله تعالى لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس. ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى ) لا يجتمع الإخلاص ومحبة المدح والثناء في قلب مؤمن )
شروط قبول العمل
1 - الإخلاص لله تعالى
2 - المتابعة لرسول الله
فإنأخلّ بالأول كان مشركاً، وإن أخلّ بالثاني كان مبتدعاً.
قال تعالى
{ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
فإسلام الوجه له هو: الإخلاص، والإحسان: هو المتابعة.( اللجنة الدائمة )
قال الفضيل بن عياض رحمه الله في تفسير قوله تعالى ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) هو أخلصه وأصوبه , قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه .؟ فقال : إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل , وإذا كان صواباً ولم يكُن خالصاً لم يُقبل , حتى يكون خالصاً صواباً , الخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنه . ( من موسوعة نضرة النعيم )
يقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى : فالشرك أمره صعب جداً ليس بالهين، ولكن ييسر الله الإخلاص على العبد، وذلك بأن يجعله الله نصب عينيه، فيقصد بعمله وجه الله لا يقصد مدح الناس أو ذمهم أو ثناءهم عليه؛ فالناس لا ينفعونه أبداً، حتى لو خرجوا معه لتشييع جنازته لم ينفعه إلا عمله،
قال ( يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله )متفق عليه وكذلك أيضاً من المهم أن الإنسان لا يفرحه أن يقبل الناس قوله لأنه قوله، لكن يفرحه أن يقبل الناس قوله إذا رأى أنه الحق لأنه الحق، لا أنه قوله، وكذا لا يحزنه أن يرفض الناس قوله لأنه قوله؛ لأنه حينئذ يكون قد دعا لنفسه، لكن يحزنه أن يرفضوه لأنه الحق، وبهذا يتحقق الإخلاص. فالإخلاص صعب جداً، إلا أن الإنسان إذا كان متجهاً إلى الله اتجاهاً صادقاً سليماً على صراط مستقيم؛ فإن الله يعينه عليه، وييسره له. ويقول شيخنا أيضاً في كتاب ( طريق أهل السنة والجماعة في عبادة الله ) طريقتهم أنهم يعبدون الله ، لله .. فمعنى ذلك الإخلاص يخلصون لله عز وجل لا يريدون بعبادتهم إلا ربهم لا يتقربون إلى أحد سواه ، إنما يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ، ما يعبدون الله لأن فلاناً يراهم ، وما يعبدون الله لأنهم يعظمون بين الناس ، ولا يعبدون الله لأنهم يلقبون بلقب العابد لكن يعبدون الله لله .
أقسام الإخلاص : 1- إخلاص في الأقوال 2- إخلاص في الأفعال 3- إخلاص في الأعمال ( أي العبادات )
4- إخلاص في الأحوال أي إلهامات القلب وواردات الغيب.
والدين شامل لكل هذا وباعتبار أن الإخلاص التزام حيوي أكثر مما هو تصور نظري فإنه يستلزم: 1
- الاستمرارية . 2 – التكامل . 3 – العلم . 4 – التدرج . 5 – الأمانة .
من صور الإخلاص ( من كتاب نظرة النعيم )
1 - الإخلاص في التوحيد .
2 - الإخلاص في النية والقصد .
3 - الإخلاص في العبادات : الصلاة الصيام , قيام رمضان , الذكر.
4 - الإخلاص في الأقوال كلها .
5 - الإخلاص في الالتزام بمكارم الأخلاق (كالصدق والصبر والزهد )
6 - الإخلاص في التوكل على الله .
7 - الإخلاص في كافة الأعمال .
من فوائد الإخلاص ( من كتاب نضرة النعيم )
1 – الإخلاص هو أساس في قبول الأعمال والأقوال والدعاء .
2 – الإخلاص يرفع منزلة الإنسان في الدنيا والآخرة .
3 – يبعد عن الإنسان الوساوس والأوهام .
4 – يحرر العبد من عبودية غير الله .
5 – يحقق الطمأنينة لقلب الإنسان ويجعله يشعر بالسعادة .
6 – يقوي أيمان الإنسان وعزيمته وإرادته ويكره إليه الفسق والعصيان . 7 – حصول كمال الأمن والاهتداء في الدنيا والآخرة .
ما ينافي الإخلاص : وهي عدة أمور منها حبِّ الدنيا ، والشهرة ، والرياء ،والسمعة ، والعُجب
الإخلاص سرٌّ بين العبد وبين ربّه لا يعلمه مَلَكٌ فيكتبه ، ولا شيطانٌ فيفسده
صور للإخلاص : هذا داود ابن أبي هند يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله .. كان له دكَّان يأخذ طعامه في الصباح فيتصدق به ، فإذا جاء الغداء أخذ غداءه فتصدق به ، فإذا جاء العشاء تعشى مع أهله أربعين سنة وهم لا يدرون بصيامه . وكان رحمه الله يقوم الليل أكثر من عشرين سنة ولم تعلم به زوجته. كان محمد بن سيرين رحمه الله يضحك في النهار حتى تدمع عينه ، فإذا جاء الليل قطعه بالبكاء والصلاة .. ومن خير الناس ( بسَّام بالنهار بكَّاءٌ في الليل ) . وهذا أيوب السختياني كان يقوم الليل كله فإذا جاء الصباح رفع صوته كأنه قد استيقظ من حينه ( من خطبة للشيخ خالد الراشد ) حفظه الله . أي إخفاء للعمل كهذا ! ، وأي إخلاص كهذا !، وأي أسرار كانت بينهم وبين الله . هذا لا ينافي الأعمال في العلانية لكن المطلوب مجاهدة النفس وتطهيرها
أخواني لا يكاد يتكلم شيخنا الوالد ( عبدالعزيز بن باز ) رحمه الله تعالى في أي مناسبة أو اجتماع إلا ويؤكد على أهمية الإخلاص لله عز وجل
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل وأصلح لنا النية والذرية ووفقنا لما تحب وترضى وارزقنا علماً نافعاً وعملاً صالحاً خالصاً .. اللهم آمين
وللاستزادة راجع كتاب ( موسوعة نضرة النعيم ) وكتاب ( طريق أهل السنة والجماعة في عبادة الله ) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
يتبع
الدرس الثالث : شروط لا إله إلا الله وفضل ذكرها وبعض السنن المهجورة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل ( فاعلم أنه لا إله إلا الله )
والصلاة والسلام على البشير النذير القائل " مَنْ مات وَهُوَ يعلمُ أن لا إله إِلاَّ الله دخل الجنة " رواه مسلم
درس مختصر في شروط لا إله إلا الله وفضل ذكرها وبعض السنن المهجورة
معنى لا إله إلا الله : فإن معناها لا معبود حق إلا الله، فهي تنفي العبادة بجميع أنواعها عن غير الله، وتثبتها لله وحده سبحانه وتعالى(ابن باز رحمه الله)
ويقول ابن عثيمين رحمه الله تعالى معناها: لا معبود بحق إلا الله ؛ "لا إله" نافياً جميع ما يعبد من دون الله " إلا الله" مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه
سُئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى : أيهما أفضل الذكر أم قراءة القرآن ..؟
القرآن من حيث الإطلاق أفضل من الذكر لكن الذكر عند وجود أسبابه أفضل من القراءة، مثال ذلك الذكر الوارد أدبار الصلوات أفضل في محله من قراءة القرآن، وكذلك إجابة المؤذن في محلها أفضل من قراءة القرآن وهكذا. وأما إذا لم يكن للذكر سبب يقتضيه فإن قراءة القرآن أفضل
شروط لا إله إلا الله ( دار القاسم )
العلم
بمعناها نفياً وإثباتاً.. بحيث يعلم القلب ما ينطق به اللسان ، قال تعالى: ( فاعلم أَنَّهُ لا إله إِلاَّ الله ) وقالr: "مَنْ مات وَهُوَ يعلمُ أن لا إله إِلاَّ الله دخل الجنة" مسلم .. ومعناها: لا معبودَ بحقٍّ إِلاَّ الله ، والعبادة: هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
اليقين
وَهُوَ كمال العلم بِهَا المنافي للشك والريب ، قال تعالى: ( إنَّما المؤمِنونَ الَّذِينَ آمَنوا بالله ورسولِهِ ثُمَّ لم يرْتابوا وجاهَدوا بأموالِهِمْ وأنفسِهِمْ في سبيلِ الله أولئكَ هم الصادِقون ) ، وقال r: "أشهد أن لا إله إِلاَّ الله وأنِّي رسول الله ، لا يلقى الله بِهِما عبدٌ غيرُ شاكٍّ فيهِما إِلاَّ دخل الجنة" رواه مسلم .
الإخلاص
المنافي للشرك.. قال تعالى: ( ألا للهِ الدينُ الخالص ) وقوله تعالى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ ليعبُدوا الله مخلِصينَ لَهُ الدينَ حنفاءَ ) وقال r: " أسعدُ الناسِ بشَفاعَتي يوم القيامة مَنْ قالَ لا إلهَ إِلاَّ الله خالِصاً مخلصاً من قلبه " رواه البخاري .
المحبة
المحبة لهذه الكلمة ولِما دلَّتْ عليه ، والسرور بذلك قال تعالى ( ومِنَ الناسِ من يتَّخِذُ من دونِ اللهِ أنداداً يحبُّونَهُمْ كحبِّ الله والَّذِينَ آمَنوا أشدُّ حُبّاً لله ) وقال r "ثلاثٌ منْ كُنَّ فيه وجدَ حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسوله أحبّ إليه مِمَّا سواهُما ، وأن يحبَّ المرءَ لا يحبُّهُ إِلاَّ لله ، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفر بعد إذ أنقذَهُ الله منه كما يكره أن يُلْقَى في النار" متفَقٌ عليه
الصدق
المنافي للكذب المانع من النفاق ، قال تعالى ( فلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صدَقوا ولَيَعْلَمَنَّ الكاذِبين ) وقال تعالى ( والذي جاءَ بالصدْقِ وصدَّقَ به أولئكَ همُ المتَّقون ) وقال r: "مَنْ ماتَ وَهُوَ يشهد أن لا إله إِلاَّ الله ، وأنَّ محمداً رسول الله صادِقاً من قلبه دخلَ الجنة" رواه أحمد
الانقياد لحقوقِها
وهي الأعمال الواجبة إخلاصاً لله وطلباً لمرضاتِهِ ، قال تعالى ( وأَنِيبوا إلى ربِّكُمْ وأسلِموا له ) وقال تعالى ( ومَنْ يسلِمْ وجهَهُ إلى الله وَهُوَ محسنٌ فقدِ استمسَكَ بالعروَةِ الوثْقَى )
القبول
المنافي للرد فقد يقولها من يعرفها لكن لا يقبلها ممَّن دعاهُ إليها تعصُّباً أو تكبُّراً ،قال تعالى (إنَّهُمْ كانوا إذا قيلَ لهم لا إله إِلاَّ الله يستكبِرون)
دعاء الكرب
عن ابن عباس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب "لا إله إلا الله العظيم الحليم. لا إله إلا الله رب العرش العظيم. لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم" رواه البخاري
فضل قول لا إله إلا الله
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب الله له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله ) متفق علية .
عن جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( أفضل الذكر، لاإله إلا الله. وأفضل الدعاء، الحمد لله )) الترمذي
الحث على التمسك بالسنة
فلقد توافرت الأدلة والنصوص من الكتاب والسنة وأقوال السلف على الترغيب فيها والحث على التمسك بها . فمن الكتاب قوله تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( .......فعليكم بسنتي ) ومن الآثار عن السلف ما قاله الزهري : ( كان من مضى من علمائنا يقولون : الاعتصام بالسنة نجاة ) وقال الفضيل بن عياض : ( إن لله عباداً يحيي بهم البلاد وهم أصحاب السنة ) ومن فوائد العمل بالسنة : 1- محبة الله لعبده المؤمن كما في الحديث القدسي الذي رواه البخاري وفيه (...و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به..الخ )البخاري 2- أن المحافظة على النوافل تجبر كسر الفرائض 3- إن للعامل بالسنة مثل أجر من تبعه لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً وفي ذلك الحديث في مسلم وفيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء..)مسلم
وإليكم بعض السنن المهجورة
تعويذ الأولاد
كان رسول الله يَعُوذُ الحسن والحسين(أُعيذُكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عين لامّة) البخاري
بعد السلام من الوتر قول
( سبحان الملك القدوس ) ثلاث مرات،والثالثة يجهر بها ويمد بها صوته رواه النسائي
عند هبوب الريح قول
{ اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر مافيها، وشر ما أرسلت به } رواه البخاري ومسلم
وعند سماع صوت الديك
- عند سماع صوت الديك قول: اللهم إني أسألك من فضلك: قال رسول الله : { إذا سمعتم الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً... } رواه البخاري ومسلم
عند نزول المطر قول
{ اللهم صيباً نافعاً } رواه البخاري { مطرنا بفضل الله ورحمته } رواه البخاري ومسلم
عند سماع صوت الرعد قول
{ سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته } كان عبدالله بن الزبير إذا سمع الرعد ترك الحديث وقالها، موطأ الإمام مالك، قال الألباني: صحيح الإسناد موقوفا
محاولة رد التثاؤب
عن أبي هريرة عن النبي قال: { التثاوب من الشيطان، فإذا تثاوب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان } رواه البخاري ومسلم
سنن الاستيقاظمن النوم
مسح أثر النوم عن الوجه باليد : وقد نص على الاستحباب النووي وابن حجر لحديث ( فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ) رواه مسلم وكذلك الدعاء وهو " الحمد لله الذي أحيانا بعدما آماتنا واليه النشور" رواه البخاري السواك : ( كان صلى الله عليه وسلم إذا أستيقظ من الليل يشوص فاه بالسواك ) متفق عليه
الصلاة في النعال
قال الشيخ الألباني ـرحمه الله في صفة الصلاة أن رسول الله ( كان يقف حافياً أحياناً ومنتعلاً أحياناً )
يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله ( فسنة النبي عليه الصلاة والسلام هي سبيلالنجاة لمن أراد الله نجاته من الخلاف والبدع )
اللهم اجعلنا متبعين غير مبتدعين واغفر لنا وارحمنا أجمعين .. اللهم آمين .. وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين‘, يتبع
الحمد لله رب العالمين القائل { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } والقائل { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } والقائل { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
والصلاة والسلام على القائل ( أوثق عرى الأيمان , الموالاة في الله والمعاداة في الله , والحب في الله والبغض في الله ) الطبراني وحسنه الألباني
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله ( أحب في الله وأبغض في الله , ووال في الله وعاد في الله فإنك لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك ) حلية الأولياء
درس مختصر في الولاء والبراء
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : الولاء والبراء معناه محبة المؤمنين وموالاتهم وبغض الكافرين ومعاداتهم والبراءة منهم ومن دينهم
معنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم
ومعنى البراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق
والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته علىاللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح ( من أحب للهوأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) أخرجه أبو داود
الناس في الولاء والبراء على ثلاثة أقسام
1 - من يُحب محبة خالصة لا معادة فيها : وهم المؤمنون الخلّص من الأنبياء والصالحين والتابعين وعدم بغض أحد منهم .
2 - من يبغض ويعادى بغضاً ومعاداة خالصين لا محبة ولا موالاة معهما : وهم الكفار والمشركون والمنافقون والمرتدون والملحدون على اختلاف أجناسهم . ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )
3 - من يحب من وجه ويبغض من وجه فيجتمع فيه المحبة والعداوة : وهم عصاة المؤمنين يحبون لما فيهم من أيمان ويبغضون لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم حتى يتوبوا
ومن صور موالاة الكفار
1- التشبه بهم في اللباس والكلام . 2- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين . 3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس . 4- محبتهم واتخاذهم بطانة ومستشارين . 5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي . 6- التسمي بأسمائهم . 7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها . 8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد . 9- الاستغفار لهم والترحم عليهم . 10- الرضا بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم أو الشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهب من مذاهبهم
حقوق الموالاة
الحب : يدل لهذا قوله ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) الشيخان
المجاملة : وهي تضم حقوقاً خمسة واجبة جمعها النبي في حديث واحد كما قال صلى الله عليه وسلم ( حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وتشميت العاطس، واتباع الجنازة، وعيادة المريض، وإجابة الدعوة ) متفق عليه .. النصرة(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) الشيخان
نواقض الموالاة
1-إخراج المسلم من الإسلام عن معرفة وبصيرة(أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) متفق عليه
2- من استحل دم المسلم أو عرضه أو ماله ( إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) متفق عليه
3- موالاة الكافر وإعانته على المسلم قال تعالى{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منه تقاة ويحذركم الله نفسه }
4 - قوادح الموالاة : الظلم .. السب والشتم والغيبة والنميمة .. البيع على البيع والخطبة على الخطبة والنجش والغش .. الهجران
5 - المخالفون لأصل الموالاة .. المنافقون .. الخوارج المارقون
كيف تحقق البراءة من أعداء الله
أولاً: وجوب الالتزام بالإسلام كله
ثانياً : وجوب إعلان البراءة من الكافرين
ثالثاً: تحريم إعانة الكافر على المسلم : ولم يسمح الله في هذا الصدد بأي صورة
رابعاً: تحريم اتخاذهم بطانة وحاشية
استثناءات لا تنقض أصل البراءة
أولاً: اللين عند عرض الدعوة { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }
ثانياً: حل الزواج بالكتابية وأكل ذبيحة الكتابي
ثالثا: المجاملة والإحسان والدعاء له بالهدايه ومن ذلك .. الإهداء لهم وقبول هداياهم .. وعيادة مرضاهم .. والتصدق عليهم والإحسان لهم والخلاصة من كل هذا أن الصدقة والإحسان على الكفار جائزة بل مستحبةكما قال النبي ( في كل كبد رطبة أجر ) البخاري ومسلم
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ( وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية، فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا، فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه، وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض. وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر، وهذا من العجب وهو قلب للحقائق، فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا ) ويقول أيضاً ( فمن أنكر كفر اليهود والنصارى الذين لم يؤمنوا بمحمد ، وكذبوه، فقد كذب الله - عز وجل - وتكذيب الله كفر، ومن شك في كفرهم فلا شك في كفره هو ) ويقول رحمه الله في حكم السلام على غير المسلمين ( البدء بالسلام على غير المسلمين محرم ولا يجوز لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) رواه مسلم .. ولكنهم إذا سلموا وجب علينا أن نرد عليهم ونقول "وعليكم" وإذا تيقنا بقولهم السلام عليكم وجب الرد وعليكم السلام ) ويقول أيضاً : فكل كلمات التلطف التي يُقصد بها الموادة لا يجوز للمؤمن أن يخاطب بها أحداً من الكفار.انتهى كلامه رحمه الله ( ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ) وليس معنى بغضهم وعداوتهم أن تظلمهم أو تتعدى عليهم إذا لم يكونوا محاربين ، وإنما معناه أن تبغضهم في قلبك وتعاديهم بقبلك ولا يكونوا أصحابا لك ، لكن لا تؤذيهم ولا تضرهم ولا تظلمهم
من فوائد الولاء والبراء :
1 – محبة الله لأوليائه المؤمنين . 2 – إن الله مع أوليائه المؤمنين وناصرهم ومؤيدهم ومسددهم ومجيب دعواتهم
3 – إخلاص العبادة لله وحده دون غيره . 4 - الولاء والبراء يقتضي عدم الاحتكام إلى أي طاغوت في أي حكم من الأحكام الدينية أو الدنيوية
فائدة : حكم السلام على المسلم بهذه الصيغة "السلام على من اتبع الهدى" لا يجوز لأن الرسول r كتبها لغير المسلمين ( ابن عثيمين رحمه الله)
اللهم اجعلنا من الموالين للمؤمنين والمتبرئين من المشركين وحقق في قلوبنا هذه العقيدة وتقبل سعينا واغفر زللنا وارحمنا برحمتك الواسعة .. اللهم آمين
المراجع : فتاوى ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى .. موسوعة نضرة النعيم .. موقع نداء الأيمان .. مطوية لعبدالملك القاسم .. مذكر للشيخ فهد الفايز يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل ( وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) والقائل ( اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )
والصلاة والسلام على خير الموحدين القائل ( من وحد الله تعالى وكفر بما يعبد من دونه حرُم مالُهُ ودمُهُ وحِسابُهُ على الله عز وجل ) رواه مسلم
درس مختصر في ( أقسام التوحيد مع تعريف كل قسم )
تعريف التوحيد : قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ( هو إفراد الله سبحانه بالعبادة وهو دين الرسل الذين أرسلهم الله به إلى العباد )
أقسام التوحيد
1-توحيد الربوبية
تعريفه : إفراد الله عز وجل بالخلق والملك والتدبر
فإفراده بالملك : اعتقاد أن لا يملك الخلق إلا خالقهم
وإفراده بالخلق : اعتقاد أنه لا خالق إلا الله
وإفراده بالتدبير : اعتقادك أنه لا مدبر إلا الله وحده
الدليل : ( ألا له الخلق والأمر )
( لله ملك السموات والأرض )
2-توحيد الأسماء والصفات
تعريفه : إفراد الله في أسمائه وصفاته ويتضمن أمرين :
1- إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
2- نفي المماثلة فلا نجعل لله مثيل في أسمائه وصفاته
الدليل ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ( ولله المثل الأعلى )
( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
3-توحيد الألوهية
تعريفه : إفراد الله بأفعاله عباده . أو صرف جميع أنواع العبادة لله وعدم صرفها لغيره كائنا من كان
الدليل وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )
يقول الشيخ فهد الفايز حفظه الله في العلاقة بين أنواع التوحيد : توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية . وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات يطابق توحيد الربوبية و الألوهية ومعنى هذا :
1 – توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية فالربوبية داخل ضمن توحيد الألوهية ولا يمكن لإنسان أن يوحد بالألوهية حتلا يوحد بالربوبية
والتضمن معناه ( دلالة الشيء على داخل معناه ) فالربوبية جزء من الألوهية .
2 – توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية : بمعنى أن الإقرار بتوحيد الربوبية يوجب الاقرار بتوحيد بالألوهية فمن عرف أن الله ربه وخالقه ومدبره وجب عليه أن يعبده . ولا يكفي توحيد الربوبية توحيداً يدخل الجنة بل لابد من الألوهية ..
معنى الإلزام ( دلالة الشيء خارج معناه ).
3 - توحيد الأسماء والصفات مطابق لتوحيد الربوبية والألوهية معاً وذلك أن معنى المطابقة هي ( دلالة الشيء على معناه )فيعبد الإنسان ربه بأسمائه وصفاته وبمقتضياتها فيعترف بربوبيته في مثل قوله
( ألا له الخلق والأمر ) وألوهيتة في مثل قوله ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله : الناس في التوحيد درجات، كذلك في الأمن والاهتداء هم أيضا درجات، فكلما كمَّل العبد توحيدَه، وكمَّل العبد خلوصه وبراءته من الشرك علما وعملا في التوحيد، وعلما وعملا في براءته في خلوصه من الشرك، كلّما كمّل الله له الأمن في الدنيا وفي الآخرة وكمل الله له الاهتداء في الدنيا والاهتداء في الآخرة.
من فضائل التوحيد: من فضل التوحيد على أهله أنّ التوحيد أعظم الأسباب لنيل شفاعة محمد بن عبد الله النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام .. وأيضاً .. السبب الأعظم لتفريج الكُرُبات في الدنيا وفي الآخرة ï´؟ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًï´¾ .. وأيضاً .. أنّ صاحب التوحيد الذي وحّد الله وتخلص من الشرك قولا وعملا واعتقادا، له الأمن والهدى في الدنيا والآخرة .. وأيضاً .. أنّ التوحيد إذا قوي وإذا أحبّ العبد توحيد ربه وعلِمه وتعلمه، فإنه يوفق لكل قول وعمل صالح، سواءٌ أكان هذا القول والعمل ظاهرا أم باطنا، في نفسه أو في غيره، وهذه من أعظم المهمات .. ومن فضائله .. أنّ التوحيد يحرّر العبد من الرِّق للخلق والمبالغة في مراعاتهم، إلى عزّة الرّق والعبودية للواحد الأحد السميع البصير جل جلاله وتقدست أسماؤه .
أصناف الناس في التوحيد .. يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله :.. أولهم .. من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، وتحقيق التوحيد معناه تكميله؛ من أن يكون إخلاصه لربه، وخوفه منه، ورجاؤه فيه، أن يكون في نقص بوجه من الوجوه . ومعنى تحقيق التوحيد: أن يكون متخلصا وخالصا من الشرك الأكبر والأصغر، ووسائل الشرك الأكبر والأصغر، ومن البدع صغيرها وكبيرها، ومنَ المعاصي والذنوب الكبائر والصغائر، إلا من تاب، والعمل بالصالحات كما أمر الله جل وعلا . فهذا التوحيد فضله عليه أنّه يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب، وهؤلاء الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب عِدَّتهم سبعون ألفا بنص الحديث
ومن الناس قسم .. الذين عملوا بالتوحيد؛ شهدوا شهادة التوحيد وآمنوا واعتقدوا الاعتقاد الحق في الله جل وعلا في توحيده؛ في إلهيته، وربوبيته، وفي أسمائه وصفاته، عبدوه وحده لا شريك له، وتخلصوا من الشرك امتثالا لقوله ï´؟فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًاï´¾ ولكنهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فهؤلاء التوحيد فضله عليهم:
1. أنهم إنْ تابوا تاب الله عليهم.
2. وإن لقوا الله جل وعلا بكبائر بغير توبة فإنه يغفر سبحانه وتعالى ذلك لمن يشاء؛ يعني بدون محاسبة لهم يغفر لمن يشاء.
3. ومنهم من يكون عمله السيئ بالموازنة ويرجح التوحيد بأعماله السيئة فضلا من الله جل وعلا وتكرم.
وأما الصنف الثالث: فهؤلاء الذين أتوا بالتوحيد، وقوي إخلاصهم، وقوي توحيدهم وقويت حميتهم لتوحيد الله، وبراءتهم من الشرك، وبغضهم للشرك والكفر ولأهل الشرك والكفران، وكفرهم بالطاغوت وهو كراهتهم لعبادة غير الله، وبغضهم للشرك بالله جل وعلا وللكفر بأنواعه، عَظُم ذلك عندهم، ولكن كثرت سيئاتهم وذنوبهم، فهؤلاء مَثَلُهم مَثَل الرجل الذي يؤتى به يوم القيامة كما ثبت بذلك في حديث البطاقة .
لكن ( سؤال ) هل هذا الفضل لكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله .. ؟ ( جواب ) لو كان الأمر كذلك لما دخل النار أحد من أهل التوحيد، والله جل وعلا قد توعد أهل التوحيد من أهل الكبائر وأهل الذنوب بأنهم يدخلون النار ويُنَقَّون فيها، ثم مصيرهم إلى الجنة، لكن هذه حالة خاصة لمن كان التوحيد في قلبه عظيما، وحُبُّه لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وإخلاصه لله؛ بأنه مؤمن بتوحيد الله بربوبيته وبماهيته وبأسمائه وصفاته
اللهم اجعلنا ممن تحقق التوحيد في قلبه .. وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الصالح الذي يقربنا إلى حبك .. اللهم آمين
المراجع : العقيدة والمذاهب المعاصرة للشيخ فهد الفايز .. فضائل التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ .. موسوعة نضرة النعيم