كؤوسُ البيانِ مترعةٌ، ومائدةُ الحرفِ تُزهرُ بالدهشةِ والدفءِ والعذوبة،
تنسابُ الكلماتُ من يراعك كجدولٍ رقراقٍ، يلامسُ الروحَ ويأسرُ الفؤاد،
براعةٌ تُطرّزُ الوصفَ، ودقةٌ تُحاكي نبضَ البلاغةِ في أجملِ تجلّياتها،
سلسبيلُ حرفك يخترقُ القلبَ كنسمةِ فجرٍ، ويتركُ في الأرواحِ أثرًا لا يُمحى.
أما حضورُك، فحزمةُ ضوءٍ تناثرت فوق ضفافِ روايتنا،
فتوهّجت الحرف، وارتدى السردُ وشاحًا من البهاء.
دُمْتَ أميرًا على عرش الحرف، يليقُ بك المدادُ وتسمو بك الصفحات
أعجبني كثيرًا هذا المقطع:
كأنَّ البدرَ يُنصِتُ لي حزينًا
ويَحملُ ما بقلبي من سُؤالِ
فيه صورة شعرية شفافة تُجسّد البدر كأنّه شريك وجداني للمتأمل، يسمع ويشعر ويشارك الحزن.
ثم تأتي النهاية بنبرة تفاؤل ووعي عميق بدوام الحال وتقلّب الليل والنهار:
فلا حزنٌ يدومُ ولا ليالٍ
سَتُبقيني رهين! هذي الليالِ
ختامٌ قوي يبعث الرجاء ويحرر النفس من القيد
|