أسماء الله الحسنى - اسم الله القابض الباسط.
أسماء الله الحسنى - اسم الله القابض الباسط.
أيها الإخوة الأكارم: مع الدرس الخامس عشر من دروس أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم القابض الباسط.
الحقيقة أن إخوةً كثيرين جداً ممن تابوا إلى الله توبةً نصوحاً وممن اصطلحوا مع الله، دائماً يسألون هذا السؤال، فيقولون أحياناً نشعر بالسعادة والغبطة والسرور والانشراح بحيث نرى أنفسنا في الجنة وتأتي علينا ساعة أخرى فنشعر بالانقباض والضيق بحيث نتمنى الموت فما تفسير هاتين الحالتين ؟ الحقيقة إن الإجابة على هذا السؤال المتكرر الذي يعانيه كل مؤمن في هذا الدرس.
فمن أسماء الله تعالى أنه القابض والباسط و أول ملاحظة لا يجوز أن تقول إن الله قابض فقط، لأنك إذا قلت قابض فمعنى ذلك أنك تصفه بالمنع والبخل و لكن إذا قلت إنه قابض باسط، فمعنى ذلك أنك وصفته بالقدرة والحكمة، وإذا جمعت بين الاسمين فقد وصفت الله سبحانه وتعالى بالقدرة والحكمة، لأن الله عز وجل يقول:
﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245)﴾
(سورة البقرة)
وهكذا إذا أردت أن تعلل، يقبض ليبسط و يضر لينفع و يمنع ليعطي ويذل ليعز، فأنت سائر في طريق الصواب.
و الشيء الثاني معنى القبض باللغة هو الأخذ ؛ والبسط هو التوسيع والنشر، وهذان الشيئان وهذان الأمران يعمَّان جميع الأشياء، فكل أمرٍ ضيقه الله عز وجل فقد قبضه، وكل أمر وسعه فقد بسطه، وإلى بعض أبواب القبض والبسط. اليمن: الرزق، قال الله تعالى:
﴿اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62)﴾
(سورة العنكبوت)
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37)﴾
(سورة الروم)
فلا تقل فلان ذكي وثان عنده خبرات في التجارة رائعة جداً وثالث خطط ورابع مقتدر وآخر صاحٍ، فالله عز وجل يقبض ويبسط و يرزق ويسلب ويعطي ويمنع، فإذا أراد أن يرزقك ألهمك الوسائل والأساليب والموضوعات والمواقف والتحركات المناسبة للربح، وإذا أراد أن يقبض وكنت غنياً فقد سرت في طريق الإفلاس وأنت لا تدري، وإذا أراد أن لا يرزقك لحكمة أرادها سد في وجهك كل الأبواب، إذ تكون ذكياً جداً ففي هذا العمل تسلم المحل وفي هذا العمل تفك الشراكة..
فإذا قال الله عز وجل:
﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) ﴾
أو قال الله عزَّ وجل:
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|