«.. ومن أحسن قولًا ممن دعا
إلى الله وعمل صالحًا
وقال إننى من المسلمين...»
(الآية 33 من سورة فصلت).
يتناول الدكتور محمد البيومى
عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر
فرع الزقازيق، المعنى من الآية قائلا:
إن الصياغة القرآنية آتت على هيئة
سؤال ليكون منا الإقرار بهذه الحقيقة
الماثلة «أنه لا أفضل ولا أحسن
ممن سلك طريق الله داعيا إليه»
وإن حاول بعض الناس التنكر لها.
بيد أن الأفضلية هنا هى أفضلية
تكليف لا تشريف، لذا قرنت بصالح
العمل الذى ينبئ بالتلازم بين المباديء
والأفعال، والسلوك والقناعات ليقين
أن زلة العالم يزل لها العالم،
ولا خير فى قول يكذبه عمل.
لذا أحتاج الدعاة إلى قريحة متوقدة
بها يهدون الخلق إلى دروب الحق،
موقنين أن التدافع سنة من سنن الله
فى كونه قد خلت بين خلقه وعباده،
وهنا يتمثل لهم سيد الدعاة عليه
أفضل الصلاة والسلام،
وكيف أنه عاش بين أعدائـه
وهم يقولون عنه ساحر كذاب،
بيد أنه مات سيداً للمرسلين والعالمين.
من أجل هذا تتجلى معالم
الحق فيرسخ فى الأذهان،
ويقر فى القلوب أن الجهلاء مرضى،
والمخلصون من الدعاة أطباء،
ولا يحسن بطبيب أن يحجم عن علاج
مريض فرارا من إزعاجه، أو خوفا
من صياحه وعويله،
أو إتقاء لسبه وشتمه.
وتبقى العبرة
(إن لننصر رسلنا والذين آمنوا
فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)