(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩

الملاحظات

۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ َيهتم بالقُرآن والتفسِير والقرَاءات ، والدرَاسات الحدِيثية ، ويَهتم بالأحادِيث والآثار وتخرِيجها .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-23-2024
رحيل غير متواجد حالياً
United Arab Emirates     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ يوم مضى (05:25 PM)
آبدآعاتي » 11,314,695
 تقييمآتي » 6485246
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  998
شكرت » 400
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي تفسير سورة التوبة (الحلقة السابعة) {إلا تنصروه فقد نصره الله}










تفسير سورة التوبة (الحلقة السابعة) {إلا تنصروه فقد نصره الله}
الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي

﴿ إِلَّا ‌تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 40]



بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.


قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ ‌عِدَّةَ ‌الشُّهُورِ ‌عِنْدَ ‌اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ* إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 36-41].


كان الصراع السياسي العقدي والتلاحم العسكري في فجر النبوة المحمدية شرسًا بين القوتين الوحيدتين في الأرض؛ قوة الروم البيزنطيين المسيحيين، وقوة الفرس الوثنيين في فارس، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حينئذٍ مضيَّقًا عليه في قريش، يكادون يسطون عليه، أو يخرجونه، أو يقتلونه، وصحابته الكرام، كالأغنام في الليلة الماطرة، يتتبعون أخبار حرب الروم والفرس في أدنى الأرض منهم -الشام وأغوار الأردن- قلوبهم مع الروم لكونهم نصارى أهل كتاب، وعلى الفرس لأنهم مشركون وثنيون كأهل مكة الميالين للفرس، فلما رجحت كفة النصر لقائد الفرس "سابور"، ولجأ ملك الروم للانسحاب من الشام، والاعتصام بالقسطنطينية عاصمة ملكه؛ فرح المشركون من أهل مكة، وحزن المسلمون فنزل قوله تعالى: ﴿ الم * ‌غُلِبَتِ ‌الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴾ [الروم: 1-3]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما إنهم سيغلبون))، ثم لما مالت رياح النصر في بضع سنين للروم فانتصروا، وأحكموا سلطتهم على الشام، وتمكن هرقل [1] من عرش بيزنطة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة، ومكن الله له فيها، وتوالت انتصاراته على جيوش المشركين في بَدْر، والأحزاب، والخندق، وتبوك، وغيرها، وظهرت ملامح دولة الإسلام الرائدة الأولى؛ فبدت في الأفق بذلك أعراض صراع عقدي سياسي عسكري، بينها وبين الإمبراطورية البيزنطية التي كانت لها أطماع توسعية في جزيرة العرب، ومحاولات خفية لتجنيد المنافقين، وبقايا اليهود والنصارى الناقمين، وأعراب المشركين، وبعض ضعفة الإيمان ممن تضايقوا بحملات الجهاد المتوالية، ويودون التفرغ للكسب والتجارة، ورعاية الأهل والولد، مصحوبة بمخاوف من تأثير واضح للإسلام في عرب الشام، ظهر في إقبال بعضهم تلقائيًّا عليه، واعتزازهم به من غير أن تبلغهم دعوته مباشرة، كما كان حال والي الروم على الشام الأدنى- من فلسطين إلى معان جنوب الأردن- فروة بن عمرو النفاثي رضي الله عنه، وقد كتب مبادأة منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه، وبعث إليه- كما قال ابن إسحاق- رسولًا، يقال له: مسعود بن سعد من قومه بكتاب مختوم فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد رسول الله النبي، إني مقر بالإسلام مصدق به، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم، والسلام عليك)، فعلم بذلك هرقل، وأمر بقتله، فطلبه والي الروم على دمشق أبو الحارث الغساني، واعتقله، وقتله، وصلبه، وحال واليهم على أيلة، وواليهم على دومة الجندل، إذ أسلما اختيارًا ورضاءً؛ بل وزوج أمير دومة الجندل بنته من الصحابي عبد الرحمن بن عوف رسول النبي صلى الله عليه وسلم إليه، فأخذها معه إلى المدينة.


كل هذه الظروف، وهذه التطورات كانت تشير إلى اصطدام جديد متوقع، بين الإمبراطورية البيزنطية المنتصرة بميولها التوسعية، وأطماعها في جزيرة العرب، وبين الدولة الإسلامية الناشئة؛ لذلك بعد أن تم بما نزل من سورة براءة تحرير بيت الله الحرام من الشرك، فحرم على المشركين دخوله، والعبادة فيه، وأعيد ضبط العلاقات تصورًا وعهودًا، ومواقف مع غير المسلمين؛ مشركين وأهل كتاب، اتجهت آياتها الكريمة إلى معالجة الصف الداخلي، وما فيه من ثغرات سلبية؛ كان من أبرزها تهرُّب بعض ضعفة الإيمان والمنافقين من الجهاد، ملتمسين الأسباب الواهية، ومعتذرين في كل حال بحال، بدءًا بتلاعبهم بالأشهر الحُرُم تقديمًا وتأخيرًا وترتيبًا، وتحريمًا واستحلالًا، فقال تعالى تثبيتًا لأصلها الذي خلقها الله عليه، وتقريرًا لعددها وحجيتها وحرمتها، وإبطالًا لما أدخله المشركون فيها من النسيء الذي غير أوقاتها، وقطعًا لأسباب التلاعب بها: ﴿ إِنَّ ‌عِدَّةَ ‌الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾، واستهل عز وجل حديثه عنها بتقريره حقيقة خلقه للشهر وحدة قياسية ثابتة صارمة لا تخطئ، وفضاء زمنيًّا جعله للناس ضابطًا لتصرفاتهم، وميزانًا لأقوالهم وأعمالهم، وحركاتهم وسكناتهم؛ كيلا تتسيب أو تضطرب أو تبور، وإطارًا زمنيًّا يحصرهم ويحاصرهم، ويشهد عليهم، وظرفًا مظروفه الجن والإنس محاطًا بهما فيه، مربوطًا حسابه بحركة الشمس والقمر، مبينة علته والحكمة فيه بقوله عز وجل: ﴿ هُوَ الَّذِي ‌جَعَلَ ‌الشَّمْسَ ‌ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 5-6]، والشهر بذلك مركب صعب غير ذلول، وقطر من أقطار الله في الكون، أُقيم فيه الإنسان بسلطان الله، ويُخرَج منه بسلطان الله، إلى أقطار الآخرة بعثًا وحسابًا ونشورًا، ثم جنة أو نارًا -نسأل الله العفو والعافية- قال تعالى: ﴿ يَامَعْشَرَ ‌الْجِنِّ ‌وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ [الرحمن: 33].


لقد خلق الله تعالى الشهر للإنسان في الأرض، وجعله تسعًا وعشرين أو ثلاثين يومًا، وجعل من كل اثني عشر شهرًا سنة كاملة[2]، كما جعل لمختلف الأكوان غير الأرض مقادير زمنية تختلف بما تقدره حكمته وإرادته، مقادير قد تكون أكبر أو أقل، كما في قوله تعالى: ﴿ ‌يُدَبِّرُ ‌الْأَمْرَ ‌مِنَ ‌السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ [السجدة: 5]، وقال: ﴿ ‌تَعْرُجُ ‌الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج: 4].


واستهل سبحانه الحديث عنها بجملة اسمية موجزة ومركزة لا مجال لتأويلها، مبدوءة بحرف ﴿ إِنَّ ﴾، للتوكيد والنصب، و﴿ عِدَّةَ ﴾؛ أي: عدد، اسم إن منصوب، و﴿ الشُّهُورِ ﴾، جمع شهر، مضاف إليه مجرور، و﴿ عِنْدَ اللَّهِ ﴾، ظرف منصوب متعلق بعدة، ولفظ الجلالة مضاف إليه، و﴿ اثْنَا ﴾ خبر إن مرفوع بالألف؛ لأنه ملحق بالمثنى، ﴿ عَشَرَ ﴾ لفظ عددي مبني على الفتح لا محل له، قرأه أبو جعفر بسكون العين "عشْر"، وقرأه ميسرة عن حفص كذلك، وقرأه الباقون بفتحها ﴿ عَشَرَ ﴾، و﴿ شَهْرًا ﴾ تمييز منصوب، ثم أكد هذه الحقيقة الكونية بقوله عز وجل: ﴿ فِي كِتَابِ اللَّهِ ﴾؛ أي: فيما أراده الله، وحكم به لها، وكتبه عليها، وقدره لها وفيها، وكوَّنها به، وأمر بكينونته، كما هي سنته عز وجل في الخلق والتدبير بقوله سبحانه: ﴿ ‌بَدِيعُ ‌السَّمَاوَاتِ ‌وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 117]، ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا ‌أَرَادَ ‌شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].


ثم بين عز وجل يوم خلق هذا النظام الكوني للزمن، فقال: ﴿ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [التوبة: 36]؛ أي: في اليوم الذي خلق فيه السماوات والأرض، وجعلهما ظروفًا مكانية للإنسان كما في قوله تعالى: ﴿ ‌وَالْأَرْضَ ‌وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 10-13]، وقوله عز وجل: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ‌الْأَرْضِ ‌جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 13].


وكما خلق عز وجل اليوم والشهر والسنة ظروفًا وأوعية، وضع للناس فيها أحكامًا تُتَّقى، ومدارج تُرتقَى، أولها بقوله تعالى: ﴿ مِنْهَا ‌أَرْبَعَةٌ ‌حُرُمٌ ﴾، والحُرُم جمع "حرام"، كسحُب وسحاب، من أصل صحيح واحد هو الحاء والراء والميم؛ معناه: المنع والتشديد، منه الحُرْمةُ: وهي ما لا يَحِلُّ للمرء انتِهاكُه، فتقول: فلانٌ له حُرْمةٌ؛ أي: له ما يستحق به التكريم والوقار؛ كالعلم أو المقام أو القرابة، وحُرَمُ الرجل: نِساؤه وما يَحميه من أهله، والمَحارِمُ كل ما لا يحِل استحلالُه، ومنه الحرام ضد الحلال، قال تعالي: ﴿ ‌وَحَرَامٌ ‌عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ﴾ [الأنبياء: 95]، وسمي الشهر "المحرم" لأنَّهم كانوا يحرمون فيه القتال، والضمير في قوله تعالى: ﴿ مِنْهَا ‌أَرْبَعَةٌ ‌حُرُمٌ ﴾ [التوبة: 36]، يعود للأشهر التي بيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بقوله: ((أربعةٌ حرُمٌ؛ ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القَعدةِ، وذو الحِجة، والمحرَّم، ورجب مُضَرَ الذي بين جمادى وشعبانَ))؛ أي: أربعة من تلك الأشهر الاثني عشر، وقد اختص الله تعالى هذه الأشهر بالتعظيم والتوقير، وحرم فيها القتال على لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ونقلت العرب ذلك عنهما بالتواتر القولي والعملي؛ ولكنهم أخذوا يتحايلون للتخلص من إسارها؛ حتى التبست أسماؤها وترتيبها بكثرة إنسائها، وتغيير أسمائها، وترتيبها وتقديمها وتأخيرها فيما بينهم، فجدد القرآن بهذه الآية الكريمة أحكامها، وفصل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك بما رواه أَبو بَكْرَةَ رضي الله عنه [3] قال: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ: ((إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ))، وَقَالَ: ((أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟))، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: ((أَلَيْسَ ذَا الْحِجَّةِ؟))، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: ((أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟))، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: ((أَلَيْسَ الْبَلْدَةَ؟))، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ ((فَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟))، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: ((أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟)) قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بِعْدِي ضُلَّالًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟))، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ((اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ)).


لقد كان هذا التذكير بحرمة الأشهر الحرم ضروريًّا؛ لتصحيح مفاهيمهم لها، وتركيز فهمهم لحكمة تشريعها، وتحريم القتال فيها؛ صيانةً للدماء والأعراض والأموال، وتوفيرًا للقوة، وإعدادًا للدفاع والمدافعة؛ لذلك عقب الحق تعالى بجملة اعتراضية لبيان أهمية هذا التحريم، وكونه من مقتضيات الالتزام بالإسلام في حياة المسلم، فقال عز وجل: ﴿ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [التوبة: 36]؛ أي: ذلك التحريم للأشهر الحرم من مقتضى دين الإسلام الذي وضعه الله لكل خلقه بقوله عز وجل: ﴿ إِنَّ الدِّينَ ‌عِنْدَ ‌اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، وجعله قيمًا مستقيمًا صحيحًا عدلًا مستوفيًا لمصالحهم في الدنيا والآخرة، يطاع به أمره، ويستقيم عليه منهجه، ويرتضيه لعباده، ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا ‌فِيهِنَّ ‌أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]، وضمير ﴿ ‌فِيهِنَّ ﴾، المجرور بحرف الجر "في" يعود إلى الأشهر الأربعة الحرم؛ لأنها أقرب مذكور، وأنسب لسياق التحذير من الظلم، لما قاله الفراء: "الْأَوْلَى رُجُوعُهَا إِلَى الْأَرْبَعَةِ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ فِيمَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ: (فِيهِنَّ)، فَإِذَا جَاوَزَ هَذَا الْعَدَدَ قَالُوا: (فِيهَا)، وخالف ابن عباس، فذهب إلى أن الضمير يعود إلى الأشهر الاثني عشر بقوله: "فلا تظلموا في الشهور الاثني عشر أنفسكم؛ والمراد: منع الإنسان من الإقدام على الفساد في جميع العمر"؛ أي: فلا تسيئوا في هذه الشهور إلى أنفسكم بظلمها، ومخالفة ما شرعه الله لكم فيها، ولا تنتهكوا حرمتها بارتكاب ما حرم فيها من القتل والعدوان والمعاصي، فتضعفوا عن حماية أنفسكم، ونصرة دينكم، ومواجهة عدوكم الداخلي منافقين وبقايا مشركين، وأهل كتاب حانقين، وعدوكم الخارجي بيزنطيين في شمالكم، وفرسًا في شرقكم.


إن الظلم بجميع أصنافه حرام بأي صفة ارتكب، وبأي مخلوق حاق، وفي أي وقت وقع، حرمه الله تحريمًا مطلقًا على نفسه، وجعله محرمًا بين خلقه، فقال فيما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: ((يا عبادي، إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا؛ فلا تظالموا))، وقال تعالى: ﴿ ‌وَتَرَى ‌الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: 44]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها حتى تُقادَ الشَّاةُ الجلحاءُ من الشَّاةِ القرناء))؛ ولكنه تعالى حكمة منه جعله أشد حرمة في الأشهر الحرم؛ إشعارًا بخطورة ارتكابه، وتعويدًا للناس على تركه فترة معلومة ومحدودة لعلهم يستأنسون بالتوبة، فيواظبون عليها.


ثم في إشارة واضحة إلى متلازمة العدل والنصر أمرهم عز وجل بالقتال ما كفوا عن الظلم والعدوان، وإراقة الدماء المحرمة فيما بينهم بقوله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا ‌الْمُشْرِكِينَ ‌كَافَّةً ﴾، قاتلوا أعداءكم، وأنتم جميع لا يتخلف منكم أحد، وكلمة ﴿ ‌كَافَّةً ﴾ في الآية الكريمة اسم فاعل من "كفَّ" والتاء للمبالغة، نكرة منصوبة على الحال بمعنى: جميعًا؛ أي: قاتلوا بجميع قوتكم البشرية والمادية والمعنوية، جميع من يعاديكم ويقاتلكم من المشركين على اختلاف معتقداتهم الشركية والكفرية، ﴿ كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ﴾، مثلما هم يقاتلونكم بجميع قوتهم البشرية والمادية والمعنوية، ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾، وأيقنوا أن الله مع صادقي الإيمان المتقين لغضب الرحمن بالتأييد والنصر والتمكين.


إن القتال المحرم على المسلم خوضه هو القتال العدواني الظالم، أما قتال الدفع للعدو الكامن داخل الأمة أو المتربص خارجها فواجب على كل مسلم، وفي كل زمان ومكان، في الأشهر الحرم وغير الحرم، ما لم يعقه عجز أو مرض أو شرع معتبر؛ لأن وجود الأمة دينًا ووحدة وحرية وأمنًا، وكرامة معلق به، وقد قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن أيامًا من ذي القعدة؛ لأنهم ابتدأوا المسلمين بالقتال قبله، واستمرت الحرب أثناءه، وقال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ‌قِتَالٍ ‌فِيهِ ‌قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]؛ لذلك قال صلى الله عليه وسلم محذرًا من الانشغال بغير القتال في سبيل الله دفعًا لصائلة العدو ومكره: ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم))[4]، وقال: ((مَا تَرَكَ قَوْمٌ الْجِهَادَ، إِلَّا عَمَّهُمُ اللهُ بِالْعَذَاب))[5]؛ ولكن مرضى القلوب من بقايا المشركين والمنافقين، والذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، وبقايا أهل الكتاب الذين لم يركنوا للسكينة والمسالمة والمواطنة السلمية، دأبوا على المكر، والتأويل الباطل، والتشكيك في كل تصرفات المسلمين بالطعن فيها، وتصيُّد الشبهات حولها بما يوهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتهك ما يدعو إليه، كما وقع إذ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة في اثني عشر رجلًا من المهاجرين، وكتب له كتابًا، وأمره ألَّا ينظر فيه حتى يسير يومين، ولما فتحه وجد الأمر بالنزول لهذا الوادي، ورصد أخبار قريش، فقال: سمعًا وطاعة، وسار حتى نزل بنخلة، فمرت قافلة لقريش تحمل زبيبًا وأدمًا وتجارة، وكان اليوم الأخير من رجب -وهو من الشهور التي كان ينالها النسء عند العرب- فقتلوا عمرو بن الحضرمي، واستأسروا عثمان بن عبدالله، والحاكم بن كيسان، وأفلت نوفل بن عبدالله، فشنعت عليهم قريش واليهود، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحاب السرية: ((ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام))،ثم نزل قوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ ‌عَنِ ‌الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].


لذلك حرم الحق تعالى النسء في شهور السنة القمرية؛ كي تعود إلى حالها الذي خُلقت عليه أول أمرها، فلا تبقى ذريعة للتلاعب بأحكام الشريعة، أو التهرب منها، أو تعطيلها، أو خلط مواقيتها، فقال عز وجل: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ ‌زِيَادَةٌ ‌فِي ‌الْكُفْرِ ﴾، وحرف "إنَّ" مشبه بالفعل للتوكيد، بطل عمله لدخول "ما" الكافة عليه، والنسيء مَمْدُودٌ ومَهْمُوزٌ عند أكثر القراء، وَعند ورش عن نافع بإبدال الهمزة ياء، وإدغام الياء فيها، مبتدأ مرفوع، و﴿ ‌زِيَادَةٌ ﴾، خبره مرفوع، و﴿ ‌فِي ‌الْكُفْرِ ﴾، جار ومجرور، و﴿ النَّسِيءُ ﴾ مبتدأ، من: نَسَأَ الشيءَ يَنْسَؤُه، وأَنْسَأَه يُنْسِئه؛ أي: أَخَّره، ونُسِئَتِ المرأَةُ تُنْسَأُ نسأً: تأَخَّر حَيْضُها عَنْ وقتِه، وبَدَا حَمْلُها، فَهِيَ نَسْءٌ ونَسِيءٌ، يُقَالُ للمرأَة أَوَّلَ مَا تَحْمِل: قَدْ نُسِئَتْ، ويقال: نَسَأَ اللهُ فِي أَجَلِه، وأَنْسَأَ أَجَلَه؛ أي: أَخَّره، وَالاسْمُ النَّسِيئةُ، والنَّسِيءُ على زنة "فعيل" بمعنى مفعول؛ كقتيل ومقتول، وجريح ومجروح، ونسيء ومنسوء، وكان تحريم القتال في الأشهر الحرم لتأمين الحج وطرقه، والتجارة ومواردها ومصادرها، مما احتفظ به العرب من تعاليم إبراهيم عليه السلام، فلما طال عليهم الأمد صعب عليهم أن يحافظوا عليها، أو يعملوا بمقتضاها، فأخذوا ينتحلون الأسباب والمعاذير للتحلل من أحكامها، وكان أول ما بدلوه في ذلك أن نسؤوا تحريم شهر محرم- أخَّروه- إلى صفر؛ لتبقى الأشهر الحرم أربعة كما كانت، وواظبوا على ذلك؛ فصار لهم نظامًا متبعًا، قيل: إن القَلَمَّسُ الكناني أول من ابتدعه في قبيلته مَعَد[6]، كان يقف في الجاهلية عند جمرة العقبة، فيقول: "اللهم إني ناسئ الشهور، واضعُها مواضعَها، وإني لا أُعاب ولا أُجاب، اللهم إني أحللت أحد الصَّفَرين، حرمت صفر المؤخر"، وكذلك في الرجَبَيْن، شعبان ورجب، ثم يقول: "انفروا على اسم الله"، وقيل: إن أول من أحدثه جنادة بن عوف الكناني، كان يقوم على جمل في الموسم، فينادي: "إن آلهتكم قد أحلت لكم المحرم فأحلوه"، ثم ينادي من عام قابل: "إن آلهتكم قد حرمت عليكم المحرم فحرموه"، فتتبعه العرب.

يتبع





 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير سورة التوبة (الحلقة الخامسة) لا مأمن من البلاء إلا بخالص الولاء Şøķåŕą ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 41 منذ 2 أسابيع 04:29 AM
تفسير سورة التوبة (الحلقة الأولى) شهادة الله تعالى على الأمة آخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بها Şøķåŕą ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 41 منذ 2 أسابيع 04:28 AM
تفسير سورة التوبة (الحلقة الرابعة) ولائج السوء والبطانات الفاسدة أصل البلاء Şøķåŕą ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 47 05-04-2025 11:27 AM
إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ | الآية 40 Şøķåŕą ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 42 12-04-2024 02:50 PM
تفسير قول الله تعالى فى الاية رقم 92 من سورة التوبة الدكتور على حسن ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 17 10-03-2024 05:01 PM


الساعة الآن 09:28 PM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع