أنها حرقة في قلوب بريئة فمن يربت بكف الرحمة على رؤوسهم

أنها حرقة في قلوب بريئة فمن يربت بكف الرحمة على رؤوسهم



ليلٌ طويل، فيه آلام الحرمان ومرارة الفِراق تسُود سكون المكان الرهيب
الذي يأخذ القلب أخذات، ويسرق النظر إلى محطات الذكريات.



إنها حرقة اليتيم التي تأتي على كل جميل،
وسن قلمي يتعثر بين الحروف
من شدة ما يحضر بالفكر من قسوة أوجاع الزمان،
أرى لوحة مَن فقد أعز الناس كأن زلزالاً أتى على مكونات حياته فما أبقى له،
وأصبح كل شيء مثلَ هشيم محتظِر.



خُذ فرحة قلبي، أهديك حرفي، وكل دعواتي لك بالخير
، فلا توجِعْ قلبي بدمعة،
واسمع قول المولى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10].
يا لعظمة نبينا إذ قال: ((أنا وكافلُ اليتيم في الجنة هكذا))، وقال بإصبعيه السبابة والوسطى.
فإنَّ اليتامى في قلب المجتمع المسلم يمثلون نقطة مُضيئة بالحسنات،
والأجور العاليات، من ربِّ الأرض والسموات، وذلك لمن نَظَرَ إلى الأمر بعين قلبه،
وألقى سمعه إلى أمر الله - تعالى - وبيان رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
وإحساسُهُ الإيمانيُّ حاضرٌ لا يغيب


فما أجملَ البشرى العظيمةَ! تلك التي تظلل الهام بأكاليل الفرح الغامر،
وهي تشرح الصدر بالوعد السعيد بصحبة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الجنة،
ألا بالله ما أصدقه من وعد كريم من الذي وصفه ربه بقوله: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3].


لا تحزَنْ على فِراق الأحباب، كلها لحظات وتلحق بهم؛ فالدنيا قصيرة،
وليكن زادنا التقوى في هذه الدنيا، ولنكثر من الأعمال الصالحة،
ونُهْدِ مَن فارَقنا دعاءَنا وبعضَ أعمالنا الصالحة، حتى نفوز كلنا برضا ربنا.



إلهنا، اغفِرْ وارحَمْ والدينا، ومَن له حق علينا، وكل من فقدنا من أحبابنا.
مولانا، سترك ورضاك، اجبُرْ خاطر كل يتيم ومحروم،
واستخدم المسلمين والمسلمات لخدمة الدِّين!
ربنا، اجمعنا مع نبينا وأصحابه الأخيار وكلِّ مَن فقَدْنا في أعلى درجات الجنان،
والصلاة والسلام على النبيِّ العدنان محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

مم قرأت واحببت نقله لكم..