أذاعت عائشةُ سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الطاعنون: "أذاعت عائشةُ سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم".
الرد على هذه الشبهة:
الرد من وجهين:
ثبت في الصحيح عن عمر أنهما عائشة وحفصة.
روى الشيخان عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، قال: ((لم أزَلْ حريصًا على أن أسأل عمر رضي الله عنه عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله لهما: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4]، فحججتُ معه، فعدل وعدلت معه بالإداوة (إناء)، فتبرز حتى جاء، فسكبتُ على يديه من الإداوة فتوضأ، فقلت: يا أمير المؤمنين، مَنِ المرأتان مِن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4]؟ فقال: وا عَجَبِي لك يا ابن عباس، عائشةُ وحفصة))؛ [البخاري حديث: 2468، مسلم حديث: 1479].
أولًا: هؤلاء الطاعنون يعمدون إلى نصوص القرآن التي فيها ذكرُ ذنوبٍ ومعاصٍ بيِّنة لمن نصت عنه من المتقدمين، يتأولون النصوص بأنواع التأويلات، وأهل السنة يقولون: بل أصحاب الذنوب تابوا منها، ورفع الله درجاتهم بالتوبة، وهذه الآية ليست بأَوْلَى في دلالتها على الذنوب من تلك الآيات، فإن كان تأويل تلك سائغًا، كان تأويل هذه كذلك، وإن كان تأويل هذه باطلًا، فتأويل تلك أبطل.
ثانيًا: بتقدير أن يكون هناك ذنبٌ لعائشةَ وحفصة، فإنهما قد تابتا منه، وهذا ظاهر؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾ [التحريم: 4]؛ فدعاهما الله تعالى إلى التوبة، فلا يُظَنُّ بهما أنهما لم يتوبا، مع ما ثبت من علوِّ درجتهما، وأنهما زوجتا نبينا في الجنة، وأن الله خيَّرهن بين الحياة الدنيا وزينتها، وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترْنَ الله ورسوله والدار الآخرة؛ [منهاج السنة لابن تيمية، ج: 4، ص: 313، 314].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|