كلنا نخطيء ونصيب .....
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نرى نظرات الاندهاش والعتاب الشديد
فى أعين الأخرين إذا ما أخطأنا
وكأن الإنسان خلق معصوما من الخطأ لا مجبولا عليه !
فما أن يرى المخطىء ردود أفعال الأخرين تجاهه إلا تحوّل
إما لمعانداً ومصراً على خطئه ليثبت كماله وينفى نقصه
وإما أن يشعر بالحرج الشديد والانكسار بين الأخرين
والحقيقة كلا الطرفان مخطئان فيما هما فيه
-*-
فالخطأ ليس عيبا نخشاه ونستخفى منه
وإنما هو تجربة تُعلمنا وتُقربنا للصواب
فلولا الخطأ ما عرفنا الصواب ولولا وجود الأشرار
لما كان لوجود الأبرار معنى
ولكن العيب هو الإصرار على الخطأ والاستمرار فيه عنادا
وتكبرُا أو حتى على سبيل التورية خوفا من عتاب الأخرين ..
فبذلك أصبح المخطىء متعمدا للخطأ وليس مجرد مخطئا
وقد يكون ردود أفعال الأخرين تجاه خطأ المخطىء سببا كبيرا
فى استمراره على خطئه
فكلنا نخطىء ونصيب وإذا كان الله سبحانه وتعالى
قد تجاوز عن خطأ عبده
فقد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إنَّ اللهَ تجاوزَ عَن أمَّتي الخطأَ والنِّسيانِ وما استُكرِهوا علَيهِ"
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني |
المصدر : صحيح ابن ماجه
_*_
فلماذا نُنصّب نحن أنفسنا قضاة وحكّاما على الأخرين ؟
ولماذا نرى عيوبهم واضحة كالشمس فى الليل البهيم بينما
نُغمض أعيننا عن عيوب أنفسنا كثير !
-*-
فالأصل فى الإسلام هو حسن الظن بالأخرين
وإن أخطأوا فهناك أعذار نتلمسها للمخطئين
إلا أن يعلنوا للناس أجمعين عنادهم وإصرارهم على ما وقعوا فيه
وهذا نادر قليل.
فالمسلم بين إخوانه ليس بمتهم فى إيمانه إلا أن يعلن صراحة
هجره وكفرانه ,
وإنما واجبنا بحق هو توضيح الخطأ للمخطىء بلين ورفق
كى لا يتكرر منه
فالمخطىء كالمريض الذى يحتاج دواء الطبيب
فإن كان الدواء مُرّا طيّبه له طبيبه ولو بالابتسام
وحسن الاستبشار وبث الأمل فى المريض
وثقته بقدرته على تخطى مرضه وآلامه.
فأعطى الدواء لمريضك برفق أيها الطبيب ولا تكن سببا
فى تفحل مرضه واستبطاء شفائه .
قال تعالى ( إن بعض الظن إثم ) .....
الحجرات الاية 12
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|