(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩

الملاحظات

۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ َيهتم بالقُرآن والتفسِير والقرَاءات ، والدرَاسات الحدِيثية ، ويَهتم بالأحادِيث والآثار وتخرِيجها .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-08-2021
رحيل غير متواجد حالياً
United Arab Emirates     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 5 يوم (03:32 AM)
آبدآعاتي » 11,314,733
 تقييمآتي » 6486141
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  1,049
شكرت » 412
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي النص القرآني بين مركزية النص ولا مركزية التأويل المفتوح



النص القرآني بين مركزية النص ولا مركزية التأويل المفتوح
نايف عبوش


النصُّ القرآنيُّ هو خطاب ربِّ العالمين إلى الناس أجمعين؛ ليقرؤوه عن تدبُّر، ويأخذوا على عاتقهم تأويلَه باللسان العربيِّ المبين، باعتبار أنه قد نَزَل بلغةِ العرب على وجه الحقيقة: ﴿ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].

وعندما أعجَزَهم ببيانه، وسَحَرَتْهم فصاحته، وهم أهل الفصاحة والبيان، كما هو معروف للجميع، أحاطوه بقدسيَّة بالغة، ولم يتأوَّلوه خارج معايير لسانهم، الذي ظلَّ وسيلةَ التعرُّف الصحيحة على مضامين ومدلولات هذا النصِّ القرآنيِّ، والتي من خلال معياريَّة لغتهم أدرَكُوا مراد الله تعالى من النصِّ على حقيقته، ما دام أنه قد نَزَل بلغتهم.

ولأنَّ العرب الأوائل الذين نزل النصُّ القرآنيُّ بلغتهم كانوا أقحاحًا وفصحاءَ في لسانهم، ولم تعترهم عجمةٌ بعدُ، فإنهم قد تعاملوا مع النصِّ بتدبُّره عقليًّا، وفهمه لُغويًّا على حقيقة مراد الله منه، دون عناء أو تنطُّع، فاستنبَطوا منه الأحكام الشرعيَّة بمقتضى ما يهدف إليه النصُّ من مقاصدَ على حقيقتها.

ومِن هنا؛ فقد أدرَكَ العرب الأوائل الهُوية المستقلَّة للنصِّ القرآنيِّ في تركيبه اللغويِّ، واعتبروه وعاء مضامينه ومراداته كما أرادها الله تعالى، وبالتالي فإنها ينبغي أن تُفهَم في إطار سياقات لغة التنزيل، بعيدًا تمامًا عن أيِّ تأويلات متعسِّفة، أو قراءات لاحقة، فهو ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3].

ولذلك فإنَّه لا يحقُّ لأحدٍ أن يستغلَّ النصَّ للتأويل المفتوح على هواه، وخارج معايير لغة تنزيله، وأدوات التعاطي معه، بذريعة أنَّ النصَّ القرآنيَّ يخضع للتأويل المفتوح على مرِّ العصور، وبحُجَّة استمراريَّة حركة المعنى؛ ليواكب حركة التغير في الحياة، وبذلك فقط نتفادى استيلاد معانٍ ودلالات تتعدد بتعدُّد القراءات التي ترصف على طول خط حركة الزمن القادم، والتي قد تنتج لنا قيمًا دينيةً أخرى، غير قيم الدين الحقِّ، وما ينجُم عن مثل هذا النهج المنفلت من مخاطرَ تمسُّ صحةَ المعتقد والتديُّن، قبل أن تمَسَّ قدسيَّة النصِّ.

واستنادًا لذلك فإنَّ على القارئ والمؤول الذي يتصدَّى لمثل هذه المهمَّة أن يتسلَّح بمعايير اللسانية التي نزل بها النصُّ القرآنيُّ باقتدار؛ حتى يمكنه أن يتعرَّف على ما يقوله النصُّ ذاته، بمعنى أنَّ على القارئ أن يعمل على تأويل النصِّ من داخل النصِّ، وبلُغة النصِّ، وروحيته، وحِسِّه، وهذا يعني أنَّ اقتدار لغة القارئ في فَهمه لمراد بنية النصِّ بدقَّة، هي التي تحدِّد ما يتجلَّى لقارئها من معانٍ ودلالات متصلة بالنصِّ عضويًّا وبنيةً، وزمانًا ومكانًا، وعِلَّةً، وبالتالي فلا علاقة لها بمتبنيات تصوُّرات القارئ الذاتية، وما يستخدمه من وسائلَ تعاطٍ دخيلة.

ولعل استعانته بمعايير العلوم المعاصرة يزيد من إمكان تعمُّقه بدلالات النصِّ، طالما أنَّ النصَّ في تعامله مع المشهود والمحسوس من ظواهر الكون والحياة يشحذ همَّة العقل الإنسانيِّ للتفاعل معها، وأَخْذ العبرةِ منها للوصول إلى اليقين.

أمَّا عندما ينفلت القارئ في التأويل، ويعطي نفسه سلطةً فوق سلطةِ النصِّ ومركزيَّته، كما هو الحال في القراءة التفكيكية الهدَّامة للنصِّ، فإنها تكون بآلياتها المستحدثة موجهةً له بألفاظه ودلالته، وبالتالي فإنها تستولد معانيَ جديدةً بحُرية منفلتة، على وفق تعاطي القارئ مع الألفاظ الجديدة، وبحسب آليات مثل هذه القراءات المفتوحة؛ مما يجعل التأويل بمثل هذا التمادي في لا مركزيته، يتقاطع مع المرادات الحقيقيَّة للنصِّ.


ولهذا؛ فإنَّ الانسياق وراء ثقافة التفكيك، والتهافت على القراءة التأويليَّة الهدَّامة، والعزوف عن تمعُّن النصِّ القرآنيِّ بمقاييس الفَهم اللغويِّ العربيِّ الفصيح، الخالي من أيِّ عجمة رطنت بها ألسنة المتنطِّعين بالغزو الثقافيِّ، الذي هبَّ علينا برياح تفكيكية العصرنة، والتي اخترقت بتداعياتها السلبيَّة أدبيَّاتِنا اللغويةَ، وأساليبَنا التفسيرية - هي التي أفسدَت علينا ذائقةَ التأمُّل، وحجمت فينا قدرةَ التمكُّن من الفَهم الصحيح لمعاني ومدلولاتِ ومرادات النصِّ القرآنيِّ كما ينبغي، وأوقعت الكثير من القراءات التأويليَّة في جدليَّات التناقض مع قدسيَّة النصِّ، والتقاطع مع دلالاته الحقيقية.



 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدولار مستقر قبل اجتماعات بنوك مركزية والاسترليني يقفز شيخة رواية ⁂ الأخبَـار الإقتصـادية والمَاليـة ⁂ 18 09-17-2024 05:31 PM
مركزية الدواء والصيدلة نسر الشام 𓇬 الطِّـب والصّحـة 𓇬 12 08-15-2024 06:19 PM
دلالة الحب في النص القرآني رحيل ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 40 08-24-2023 11:38 PM
النص القرآني بتحريم الدم الموصوف بالمسفوح بنت الشام ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 12 04-18-2023 10:27 PM
لجنة مركزية لدعم المواطنين غير القادرين على دفع أجرة المسكن بالرياض الأمير ⁂ الأخبَـار اليومِية والصحُف العربِية والعَالمية ⁂ 13 01-01-2023 12:55 PM


الساعة الآن 10:45 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع