القلق من شيء سيحصل في المستقبل و الذنب من شيء حصل في الماضي لن يفيدك في شيء. فلن تغير ما حدث في الماضي كما لن تركز في التخطيط للمستقبل، ستضيع طاقتك العاطفية، لا تدع الأمس و الغد يهزمونك اليوم. احم نفسك من الأشخاص الذين يحسسونك بالذنب لكي يتلاعبوا بك.
تحرر من قيود الماضي:
خالد لديه صندوق مقفول بقفل كبير تحت سريره و لا يسمح لأي شخص من الإقتراب منه، لكن أنا و أنت على عكس رغبته سنكسر القفل و نفتح الصندوق، سنجد داخله ورق، كل ورقة مكتوب عليها صفة خالد مسلم بها، ورقة مكتوب عليها أنه عصبي و الثانية أنه كسول و أخرى خجول...
كذلك لو طلبت منك أن تصف لي نفسك ستكتشف أنك تمتلك صندوق مثل خالد مخفي تحت سريرك، مليئ بالورق فيه كلمات محفوظة جمعتها طيلة حياتك : أنا مهمل-عصبي-حساس-ذاكرتي ضعيفة.... كل هذه المبررات ستمنعك من النمو و التطور و تسبب لك العجز و تحسسك أنها قدرك و مكتوبة لك لا تستطيع تغييرها أو التهرب منها. أنا لا أقول أنك لا يمكن أن تتصف بهذه الصفات المكتوبة في صندوقك، فأنت ممكن أن تتسم بتلك الصفات في الماضي، فما أقصده هو أنك لا يجب أن تأخذ هذه الصفات على أنها مسلمات أو أنها جزء منك، فممكن أن تكون قد أخذت تجربة في الماضي بطريقة خاطئة، أو حتى قيمت الموضوع بصورة خاطئة، ممكن أن يكون شخص ما أو شيء ما هو ما غير هذه الصفة فيك، كما يمكن أنك خلقتها للتهرب من شيء صعب و أصبحت في النهاية حجة ممتازة، التصنيف الذي تصنف فيه نفسك سيكبر مع الوقت و سيبقى جزء منك أنت شخصيا. لا تصنف نفسك على أنك من فصيلة معينة، تخلص من الورق الموجود داخل الصندوق تخلص من الصندوق كله.
إليك بعض الوصايا التي يمكن أن تساعدك في التخلص من القلق:
عش في حدود يومك ولا تقلق على المستقبل ، ولا تخش قلة الرزق ، فالرزق بيد الله تعالى.
ذكر نفسك بالثمن الفادح الذي يدفعه جسمك ثمنا للقلق .
تدبر الحقائق بعناية قبل صنع القرار.
ارض بقضاء الله تعالى وقدره . فالمؤمن لا يخشى مصائب الحياة.
أحص نعم الله عليك، بدلا من أن تحصي همومك ومتاعبك .
لا تجعل صغائر المشاكل تهدم سعادتك.
لا تعط الأمور أكثر مما تستحق ، قدر قيمة الشيء ، وأعط كل شيء حقه من الاهتمام .
استغرق في عملك ، فإذا ساورك القلق أشغل نفسك بما تعمل أو بأمر آخر مفيد ..
اجعل عملك خالصا لله تعالى ، ولا تنتظر الشكر من أحد.
اعرف نفسك ولا تحاول التشبه بغيرك ، ولا تحسد أحدا من الناس.