قلعة قصر الأزرق .. الموضع الذي تعرف على الأمم الغالبة
في العام 1916 م ؛ اتخذها لورانس العرب نقطة انطلاق عملياته الحربية ضد العثمانيين
الموقع والمكان والبناء:-
تقع قلعة قصر الأزرق وسط واحة الأزرق، تبعد 100كم عن العاصمة عمَّان.
تم بناء القلعة لتكون حامية للرومان أو النبطيين، ويؤكد الباحثون أن اليونان والرومان هم البناة الحقيقيون للقلعة، فقد وُجِدَت نقوش تدل على أنها شُيِّدت للإمبراطور ديوكليتيان ومكسميان بين 285-305م.
وفي سنة 363م قام الإمبراطور جوفيان بترميمها، وأضاف إليه عدداً من الأبنية، وقد قام الوليد بن عبد الملك الثاني بإعادة تشييدها زمن الأمويين، وأضاف لها مجموعة من الجدران والسدود.
وقد عمل على ترميمها من جاء بعدهم من الأيوبيين والمماليك، ففي عصر المماليك في القرن الثالث عشر للميلاد تم تشييدها من جديد.
القلعة والثورة العربية الكبرى:-
اتخذ لورنس العرب سنة 1916م من هذه القلعة نقطة انطلاق عملياته الحربية ضد العثمانيين، وكان له فيها قاعة اجتماع ما زالت موجودة لهذا اليوم أعلى المدخل الرئيسي للقلعة.
وعندما تركها لورنس العرب جعلها الشريف الحارثي مركزاً لعملياته الحربية، ومن هذه القلعة قام الأمير فيصل بن الحسين بهجومه الأخير على العثمانيين.
أهمية القلعة:.
للقلعة أهمية كبرى من حيث موقعها الإستراتيجي ومن حيث الدور البارز الذي لعبته في تحرير العرب من قبضة العثمانيين، وحصول الأردن على استقلاله.
معالم القلعة ووصفها:-
القلعة مستطيلة الشكل، أبعادها 72×80م، تم تشييد القلعة من البازلت الأسود، وتتكون القلعة من المعالم الآتية:
الطوابق: عددها 3.
الأبراج.
المداخل: أشهرها المدخل الرئيسي.
المسجد.
الغرف.
بئر المياه.
السجن.
الباحة.
إسطبلات الخيول.
النوافذ.
الفتحات: وهي عبارة عن طاقات تستخدم للمراقبة.
الأبواب: عددها اثنان، أحدهما في المدخل الرئيسي، والآخر في المدخل الغربي، وهي مصنوعة من الحجارة، يزن الباب من 1 إلى 2 طن.
البهو الرئيسي.
الأقواس.
الأزرق حاضنة للثوار السوريين:-
تحدث الدكتور علي المحافظة في كتابه “تاريخ الأردن المعاصر- عهد الإمارة” عن توافد أعداد من الثوار السوريين إلى شرق الأردن في العام 1925م، حيث أقاموا في واحتيّ الأزرق وعمرة، وذلك في أعقاب إندلاع الثورة في جبل الدروز ضد السلطات الفرنسية.
وأضاف في الكتاب المذكور : “ولما التجأ قائد الثورة السورية سلطان الأطرش إلى شرقي الأردن؛ خشيت السلطات البريطانية أن يمتد لهيب الثورة إلى منطقة انتدابها، فاتخذت التدابير اللازمة لحصر نشاط الثور في منطقة الأزرق، وحاول بيك باشا إلقاء القبض على سلطان وتسليمه للسلطات الفرنسية، إلا أن الثائر السوري أفلت من يديه”.
وخضعت شرقي الأردن آنذاك للانتداب البريطاني وذلك بموجب اتفاقية سايكس بيكو، التي منحت إنجلترا أجزاءً من الشام والعراق، بالاتفاق مع فرنسا التي كانت نصيبها من الاتفاقية كلا من سوريا الحديثة ولبنان.
ويضيف صاحب الكتاب ” بعد أن أخمدت السلطات الفرنسية الثورة في سورية؛ دخلت في مفاوضات مع السلطات البريطانية بشأن الثوار المقيمين في منطقة الأزرق”. وفي شهر يونيو حزيران من العام 1927 م؛ دخل ضباط فرنسيون إلى الأزرق وعرضوا على الثوار العودة إلى سورية والعفو عنهم، فقبل نحو 700 منهم بالعودة وبقي آخرون في الأزرق.