"نساء حول النبي".. سيرة عطرة لأم المؤمنين خديجة بنت خويلد
في حلقة اليوم من
"نساء حول النبي" سيرة لأم المؤمنين وأولي زوجات النبي صلوات الله عليه وسلامه،
السيدة خديجة بنت خويلد.
هي ابنةٌ مطيعة، وتاجرةٌ ماهرة، وزوجةٌ صالحة؛ إنها السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين
وأولى زوجات النبيﷺ الصادق الأمين؛ ذلك اللقب الذي كان السبب في تلاقي الأرواح وغرس بذرة المحبة بين النبي ﷺ وبين السيدة خديجة.
فقد وُلِدَت السيدة خديجة في بيت عزٍ وكرم فقد كان أبوها سيد بني أسد، وكانت
هي ابنته المدللة المطيعة، كبرت الإبنة
الجميلة و تزوجت من أبي هالة وأنجبت منه طفليها هالة وهند
وكانت الحياة هادئة يسودها الود والاحترام،
ولكن هي سنة الحياة فسرعان ما توفى زوجها تاركًا وراءه زوجة شابة وأطفال صغار، وثروة طائلة.
فتزوجت من بعده من عائذ المخزومي ولكن سرعان ما توفى، فتقدم لخطبتها سادات مكة ولكن رفضت المال والجاه وآثرت الانصراف لتربية أولادها، والتفرغ لعملها فقد كانت سيدة أعمال من الدرجة الأولى، فقد كانت تعمل بالتجارة وفي هذا المجال
ما فيه من الغش والسرقة فما لبثت أن سمعت عن رجلٍ في مكة يلقب بالصادق الأمين،
فتمنت أن يعمل لديها فتحقق حلمها
وعمل معها النبي ﷺ،
فربحت التجارة، وحلت البركة بمالها.
ثم سافر النبي ﷺ بتجارتها إلى الشام فأرسلت ميسرة غلامها ليتبعه
ويخبرها بما يرى فرأى الغمامة التي أظلته، وخبر بحيرة الراهب والتجارة التي ربحت على يديِه، وحُسن خُلُقِهِ وجمَّ أدبه.
فرجع للسيدة خديجة وأخبرها بما رأى فأعجبت به ورغبت في الزواج منه، وكانت تكبر النبي ﷺ بخمسة عشر عامًا
فكان عمرها أربعين عامًا
والنبي ﷺ خمسة وعشرين عامًا.
تم الزواج المبارك ونشأت الأسرة السعيدة
التي يسودها المودة والرحمة ويرفرف على سمائها الحب.
وأنجبت للنبي ﷺ القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، وكان النبي ﷺ يتركها وأولادها للتعبد في غار حراء فكانت تُعدّ له مؤونته
من الطعام والشراب حتى يتفرغ للعبادة شهرًا كاملًا
دون اعتراض أو تذمر منها.
وعندما عاد النبيﷺ إليها يرتعد خوفًا من نزول الوحي عليه ما كان منها
غير الحكمة وحسن التصرف، فطمأنته قائلةً: « كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا،
إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ،
وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ،
وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ»
البخاري.
ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ابن عمها فبشره بأن هذا هو الوحي.
كانت السيدة خديجة أول من آمن بالنبي ﷺ، ووهبت مالها لنشر دين الله،
وساندت النبي ﷺ حين آذاه قومه، وآوته حين طردوه.
تلك السيدة الكريمة تم حصارها
مع النبي ﷺ في شعب أبي طالب فخرجت منها وهي منهكة من شدة المرض وقلة الغذاء وتتوفى رضي الله عنها
قبل الهجرة بثلاث سنوات
وتدفن بمكة بالمعلاة.
وظل وفاء وحب النبي ﷺ لها بعد وفاتها فقد قال للسيدة عائشة: « ما أبدَلَني اللهُ خَيرًا منها»
البخاري.لكم خالص تحياتى وتقديرى و رمضـــان كرـــم الدكتور علــــى