فن تجليد الكتب قديماً

فن تجليد الكتب قديماً





ستار كريم مظلوم
يعتبر القائم على عملية تجليد الكتب فناناً لايقل مكانة عن الخطاط والرسام بل يعد عمله مرافقاً لعمل كل من الخطاط والرسام.. ولقد راعى الفنان المجلد عمله هذا واخرجه من الأطار المجرد الى تزويق الجلود بشتى أصناف الزخرفة والفن.. وابتداءً من مادة الخشب فالبردي ثم الورق السميك والكارتون وذكر لنا المجلد المعروف عبود الجبوري: كانت المراحل التي رافقت عملية التجليد للكتاب من خلال استخدام تلك المواد... وقد غلفت الكتب وزخرفت اغلفتها وأستعملت صفائح الذهب لغرض تغطية الأغلفة الخشبية وزينت هذه الاغلفة في بعض الاحيان بالاحجار الكريمة وأستخدمت الشرائح الجلدية في كسوة الأغلفة الورقية ثم زخرفت هذا الشرائح بطريقة الضغط وهذه الطبقة تعتمد على استخدام آله خاصة ضاغطة بعد ان تمر بعملية تسخين عالية ويضغط بها على الجلد لغرض ابراز اجزاء وانخفاض اجزاء اخرى.. وأضاف: الطريقة الاخرى هي طريقة الختم وهي ان يضغط على الجلد بخاتم صغير يحمل عناصر زخرفية معينة او ختماً كبيراً يحمل عنصراً زخرفياً كبيراً يكون التشكيلة الرئيسية الفنية على الغلاف.. ثم طريقة التثقيب وهي ان يجري تثقيب على الجلد نفسه لتكون العناصر الزخرفية المطلوبة وطريقة القطع التي بواسطتها تبرز اشكالاً ذالت طابع هندسي او نباتي.. او طريقة القالب والتي تشابه تماماً طريقة الضغط ثم طريقة ضغط الورق المدهون وهي ان يعطى الورق المضغوط بطبقة من الجص ثم تقوم عليه بعض الزخارف وبالالوان المائية ويغطى الرسوم كله بطبقة من ( البلك) ليقاوم الزمن اولاً وليكسبه شكلاً لماعاً جميلاً.. ويمكن ملاحظة بعض الاغلفة وهي تضم شرائح من الجلد مزدانة بانواع من الزخارف النباتية والهندسية داخل أطر دائرية محفورة حفراً عميقاً في الغلاف نفسه واستخدام اللون الذهبي والازرق بشكل واضح، وعلى الزوايا الاربع من الغلاف رسمت اشكال زخرفية بنفس اللونين السابقين واختلفت عنهما أحياناً، يحيط بهذه الأشكال جميعاً شريط ذهبي مضفور..

وأشار الجبوري: وشملت الزخارف والدقة الفنية السنة الغلاف ايضاً، وللتعرف على وظيفة اللسان هذا يمكن القول ان استخدامه كان لغرض حماية اطراف اوراق المخطوط اولاً ولغرض متابعة الدارس ثانياً... ولعبت اشكال الأزهار والتفريعات النباتية واشكال الحيوانات داخل مناظر برية دوراً بارزاً في فن تجليد الكتب حيث تجلت براعة الفنان في عملية المزاوجة بين الشكل المجرد للغلاف وعملية التجليد من ناحية والفن الزخرفي والرسم الاخاذ على الغلاف من ناحية أخرى.

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك