(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-26-2018
غرام غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 
 عضويتي » 84
 اشراقتي ♡ » Jul 2017
 كُـنتَ هُـنا » 10-15-2019 (07:51 AM)
آبدآعاتي » 952
 تقييمآتي » 4640
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » 17سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي أزقة ثملة



فـي الأَزقـة المهجـورة ، على الأرضية المتحجـرة ،كـان يجلـس يحتسـي قَهـوَةً لا يُميـزُ طعمهـا ، حَـواسَـهُ مُعطلـة ، عينـاهُ مُتعبـة ، وَ قلبـه يشتِـم نفسـه باستمـرار ..،

إنسكـب كـوب القهـوة على قميصـه الأبيـض ، دقق فيه قليلًا ، ثُم أشـاح وجهـهُ عن قميصـة بِمـلل ، نظـر إلـى تِلـك الزاويـة المكتسيـة بِـالدمـاء الجافة ، أغلـق نصـف عينيـه ، لِثـواني قليلـة ، ثُـم إنتفـض مَفـزوعـًا !

أغلـق قميصـه أدخـل يـداه في شَعـره ، ثُـم مشـى وَاضِعـًا يـداه في جيبـه بِبـرود !



♫ ♫ ♫

يخطـو سـريعـًا حتى لا يتـأخـر ، يدخـل الزقـاق ، ثُـم يجلـس مكان ما اعتـاد ، وَ كُـوب القهـوة بيـده ، و عينـاه تحـدق بالزاويـة المتشحـة بالـدمـاء ،


شَعـر بِـأحـدٍ يجلـس بِجـانبـه ، إلتفـت بِبُـرود ، كـان عجـوز رَث ، متسخـة ملابسـه ، و يحمـل بيـده عصـا تُحـارب الزمـن ، قال .،
- لِـم تأتـي إلـى هُنـا دائِمـا يا بُنـي ؟!
أَشـاح بِنظـره و عـاد يُحـدق بالـزاويـة ، نظـر العجـوز إلـى الزاويـة ، ثُـم إلي الشاب - أَتعـرف سَـبب هـذهِ الدِمـاء !؟
بِبحـة طُعِنـتْ أَجـاب - غيمتـي !



♫ ♫ ♫




كَـانَـت مقـتـولـة ، هُنـا بالزاويـة ، جسـدُهـا الصغيـر تَلـون بلـونها المُفضـل ، وَ رَضـاضـة يبـدو أنهـا وَقعـت بِغـرامِ قلبهـا ، فاستقـرت فيـه ، باحثـة عَن بعـض الـدفء ، وَجهُهـا مُـزرق ، وَ شفتـاها تُكسـى بِأزهـار البنفسـج ، و عينـاها ، وَ أوّاه مِن عينـاها ، كـانت غافيـة ، لا تَنبـض فيهـا أَي نُـوتـة !

بِحنيـنٍ مَـلائِكـي - كـانْـت ضائِعـة ، كُنـت أَبحـثُ عنهـا لِأيـام وَ أَيـام ، أَقسمـتُ أَن لا أنـام ، إلـى بِسمـاعِ أُغنيـةٍ مِنهـا ، إشتقتُهـا !


- لِـمَ قُتِلـتْ !؟

سكـت لِـوهلـة ، لِسـرقة بعض الهـواء ، بلـع ريقـهُ بصعـوبة وَ لمعـت عينـاه - لا أَعـرِف !

ارتعـش جسـده بِطريقـة فاجـأت العجـوز ، ربـت العجـوز عَلـى كتفـه ، التفـت الشاب ، مرعـوبـًا يرتجـف - مَـن أَنـتْ ؟ أيـن أنـا ؟!

نهـض بسـرعة ، و ركـض خارِجـًا الزقـاق بهستيـريـة مجنـونـة ، لِكُـتلـة بُـرودٍ مِثلـه !

حـاول العجـوز اللحـاق بِـه ، وَ لـم يستطـع !



♫ ♫ ♫




9 . 2 . 1996

فِـي الدُكـان القـريب العجـوز جالِسـًا ، وبيـده بعـض الأَوراق النقـدية ، يهمُ بِعـدِهـا ، وَ أَسمـر كَمـا أَسمـاه يجلـس قريبـًا مِنـه بِبُـرود ، ينتظـرهُ العجـوز ، أَن يُخـرِجَ حَـرفـًا مِن شفتـاه !

قـال العجـوز مُبتسـمًا - هيـا أَيُهـا الشـاب ، أَخبـرني ، لِـم هربـتَ خائِفـًا بالأمـس !؟
رفـع حاجبـه الأيسـر بِـلامُبالاة - أَنـا ! مَتـى ؟!

أمـال العجـوز رأسـه الكبيـر الأبيـض وَ قـال - أجـل يا بُنـي ، هربـت مفزوعـًا ، ألا تـذكُـر ؟!

ارتجفـت شفتـاه ، وَ مسـد شعـره قائِـلًا بِهـزة - ااه أجـل ، طبعـًا ، طبعـًا !
بلـع ريقـه ، ثُـم وجـه نظـره لِلـزقـاق ، تنهـد العجـوز و إلتـزم الصمـت !



♫ ♫ ♫



10 . 4 . 1998


رَكـض العجـوز إلـى ذلـك المكـان المشـؤوم ، تعثـر وَ وقـع ، وَ صديقـته الخشبيـة ، يبـدو أنهـا هربـت بعيـدًا عنـه ، حاول إسنـاد نفسـه على الجـدار ، إلـى أَن وصـل إلـى الزقـاق ،!

زُقـاق حَمـلَ قِصـة رَوتهـا الدِمـاء ، وَ رعتهـا سَمـاءًا نبيـذيـة ، زَقـاق يحمِـل زَهـر اللـوز ، وَ بعـض القَسـوة ، يعبـقُ بالبـرود وَ الرصـاص ، مُلطـخ بِشتـى أَلـوان الربيـع ، يُغنـي آمـلًًا أَن يتحـرر مِـن مُشـرد إتخـذ مِنـه ملجـئـًا !

كـان مُستلقيـًا بِالـزاوِيـة ، وَ يبـدو أَنـهُ نائِـم ، بيـدهِ سِـلاح يتخـذُ صَـدرهُ مـوطـنًا ، لِبـاسَـهُ الأنيـق عانقتـه ذراتُ الغُبـار ، وَ شَعـرهُ يُـراقِصه جبيـنٌ عريض ، مَـرت فيـه رَصـاصة فاتِنـة !

التهـم العجـوز بعـض الهـواء، تقـدم وَ هُـو يُسنـدُ نفسـه للجـدار المتهـالك على نفسـه ، جلـس أَرضـًا ، تنـاولَ رأسِ أَسمـر وَ قـام بتمـرير يـدهِ على وجهـه ، يبـدو فاقِـدًا يائِسـًا لأي شكـلٍ مِن أَشكال الحيـاة ، تمـالكَ رُوحـهُ ، وَ ذِكـرى أَو شِبـه ذِكـرى تقتحـمُ الذاكِـرة ،



♫ ♫ ♫



- أَتُـدرِكُ كيفَ تكـون وحيـد، أَن يكـونَ أعـز صديـق لَك هُـو الظـلام ؟! أَن تكـون واقِعـا بِعشـقٍ قديـم ، إعتـلاه الغُبـار ، فَاختنـق ، أَتُدرِكُ ذلك يا رَفيق ..،


♫ ♫ ♫



مَسـح عينـاه المُتعبـة ، جعل جثـة جميلـة تستلقـي بشكـل أَفضـل ، لفتـه الحـائِـط المنقـوشْ ، بِـرسـالة ، أَو حَـديث أَبـى الخـروج ، فَتـزيـن لاحقـًا بالدمـاء !

♫ ♫ كـانَت تُريـدني خالِـدًا لا أنتهـي ، أُحلـق بِهـا إلى النجـوم ، أغـزل لهـا بعض القصائِـد المُجعـدة ،
أَرسُمهـا بِقصـب سُكـر ، أوَ أَعـزفهـا بِلحـنٍ مُسَّكِــر!
وَ رُبمـا أَكون جُنـدي يَتَخــذُ مِنهـا بـارودة ، إنتهـت هِيَ ، وَ رُفِعـتْ قِصـة مُنْتَحـِر ! ♫ ♫



♫ ♫ ♫




10 . 12 . 2000

- كـان جـدي يُحـبُ قضـاء الوقت معـه ، مَع أَنـه مُنفصـمُ الشخصيـة ،!
قـال صديقـه وَ هـو يرتشـف كُـوب الشـاي أَمـام الدُكـان الصغيـر - يا للمسكيـن ، أكـان يُعاني من إنفصـام الشخصيـة !؟

قـال حفيد العجـوز هازًا رأسـهُ - أجـل ، قُتلـت زوجتـه بِالـزقـاق المهجـور القريـب ، وَ هُـو إنتحـر بعدهـا بسنتـن تقريبـًا ، بنفـس المكـان ،!

هَـز الآخـر رَأسـهُ بِأسـف ، انفجـر الحفيـدُ الشـاب ضحكـًا ، و إمتلـئ المقهـى بضحكاته ثُـم أَردف ،
-أَتعلـم ما المُضحـك وَ المُـؤسِف ؟!

دَمعـت عينـاه ليضـع نهـايَـةً لِضحكـتهِ المُتـلاشيـة لِـيُضيـف بِحُـزن
- أَن جـدي تُـوفي مُتجمـدًا بِنفـس الزاويـة الشتـاء المـاضي !!؟
منقول



 توقيع : غرام


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أزقة, ثملة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صفحات مزقت من قاموسي Şøķåŕą ✦ هدِير الوَرق العَام ✦ 40 12-15-2024 05:50 PM
رجل يعآني سكرات الموت ثلآث ليآلٍ نسائم الحب ۩ قِصص القُرآن الكرِيم ۩ 34 11-19-2024 10:20 AM
أزقة الألم جوهرة القصيد ✦ هدِير الوَرق العَام ✦ 33 10-24-2024 09:22 PM
موت \العلماء .. ثلمة وإحياء همة نوف ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ 21 07-08-2024 04:12 PM


الساعة الآن 04:12 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع