علاء: “دعيهم أمي فأنا لست بمتعب ولا شيء، كما أنني أيضا متعود على السهر”.
دلع بسرعة: “وأنا أيضا بظل سهرانة يوميا للفجر فلست بتعبة على الإطلاق”.
علاء باهتمام: “ولم أنتِ متعودة على السهر للفجر يوميا يا دلع؟!”
دلع وقد نسيت تماما أطباع أخيها بسبب غيابه طويلا بالبلاد: “بسبب الإنترنت يا أخي”.
علاء: “وماذا تقصدين بالإنترنت؟!”
دلع: “عقلك لا يذهب بعيدا يا أخي، إنني أتحدث مع صديقاتي على الفيسبوك والواتس آب ليس إلا”.
علاء وقد اعتدل في جلسته: “ومنذ متى وأنتِ لديك إنترنت؟!”
دلع: “منذ شهرين يا أخي، لقد سمحت لي والدتي بذلك، وأنا لا أفعل شيئا خاطئا كليا”.
علاء: “من الآن لا أريد إنترنت بالمنزل ولا غيره”.
دلع: “أستحلفك بالله يا أخي لا تمزح بمثل هذه أمور”.
وقف بدلا من كونه جالسا وبصوت خشن وعصبية صرخ بوجهها قائلا: “وهل أبدو لكِ مازحا؟!”
دلع: “وما الخطأ في ذلك، إنني لا أفعل شيئا وأمي سمحت لي بذلك أيضا”.
علاء: “وأنا لن أسمح لكِ، وكلمة زائدة سأقتلع من يدكِ هاتفكِ الجوال أيضا”.
دلع: “أستحلفك بالله ألا تفعل معي ذلك، لماذا عدت لطباعك الحادة مجددا، ألم تغير فيك الغربة أي شيء؟!”
علاء بحدة: حلي عن سماي، اذهبي من وجهي الآن لا أريدك أمامي، وفي الصباح حسابي معكِ عسير، أين أمي الآن؟”
دلع بصوت مختنق: “أمي وسوزان بالمطبخ، وأخويك وزوجة أخي قد ذهبوا جميعا للنوم”.
تركها وذهب لوالدته بالمطبخ….
علاء: “أمي أكاد أموت من قلة النوم، ولكن أين سأنام؟”
على الفور سوزان: “أنا سأفرغ غرفتك في الحال”.
أحلام: “سوزان لا تحزني ولكن…”
قبل أن تكمل كلامها قاطعتها سوزان قائلة: “عمتي سأنام بغرفة دلع، في الأساس هي من عرضت علي هذه الفكرة ولكنني خشيت أن أضايقها”.
ذهبت “سوزان” لإخراج كافة أشيائها من غرفة “علاء”.
أحلام: “علاء اذهب واحمل السرير الاحتياطي وخذه لغرفة أختك لتنام عليه ابنة خالك، فهي لن تستطيع حمله”.
علاء: “لكِ ما تريدين يا أمي”.
في غرفــــــــــــــــــــــــة دلع:
كانت سوزان قد حملت أغراضها وذهبت بهم لغرفة ابنة عمتها، وبنفس الوقت جاء “علاء” حاملا للسرير ليضعه بالغرفة مثلما أخبرته والدته…
سوزان: “سامحني فقد أتعبتك معي”.
علاء: “لا بالطبع لقد أزعجتكِ بقدومي فسامحيني رجاءا”
سوزان: “سأذهب لأساعد عمتي بالمطبخ تصبح على خير”.
علاء: “هل يمكنني أن أطلب منكِ فنجان من القهوة؟!”
سوزان: “بكل سرور ولكن قهوتك؟”
علاء: “مضبوطة”.
كانت “سوزان” قد قامت بنقل جميع أغراضها إلا شيء واحد كانت قد نسيته تماما، وقد كان هاتفها الجوال؛ عادت للمطبخ لتساعد عمتها…
أحلام: “لماذا عدتِ ثانية فقد انتهيت من كل شيء، لماذا لم تنامي يا حبيبتي؟!”
سوزان: “آسفة عمتي فقد تركتكِ وذهبت قبل أن أكمل معكِ العمل”.
أحلام: “بالعكس حبيبتي فلولا مساعدتكِ لي لاستغرق معي العمل حتى الصباح، اذهبي واخلدي للنوم يا حبيبتي”.
سوزان: “سأعد فنجانا من القهوة قد طلبه علاء وبعدها سأنام على الفور”.
أحلام: “إذا تصبحين على خير، سآخذ قليلا من الوقت في النوم حتى أتمكن من الاستيقاظ قبيل صلاة الفجر”.
سوزان: “تصبحين على خير عمتي”.
ومن بعدها أعدت القهوة وحملتها وذهبت بها لغرفة “علاء”….
سوزان: “القهوة”.
علاء: “تسلم يديكِ، سامحيني أتعبتكِ معي”.
سوزان: “لا عليك تؤمرني بأي شيء آخر قبل أن أنام؟”
علاء بتردد: “سامحيني ممكن سؤال واحد؟!”
سوزان: “بكل تأكيد”.
علاء: “أنتِ هنا زيارة؟!”
سوزان: “لا ليست زيارة، ولكن باستطاعتك أن تقول زيارة طويلة الأمد لمدة أكثر من شهر حيث أن أهلي سافروا خارج البلاد وتركوني هنا بمنزل عمتي”.
علاء: “ولماذا لم تسافري معهم؟!”
سوزان: “بسبب هويتي الشخصية، وأخبروني أنه يلزمني ثلاثة شهور من الوقت حتى يمكنهم إخراجها، ومن بعدها يمكنني الرحيل عن البلاد واللحاق بأهلي”.
علاء: “أنتِ من أهل المنزل، وأنا قدمت فأخذت منكِ غرفة نومكِ، لا تؤاخذيني”.
ابتسمت سوزان: “إنها في الأساس غرفة نومك وأنا من استولى عليها”.
علاء: “عذرا للمرة الثانية أنني أخرتكِ عن نومكِ”.
سوزان: “لا عليك تصبح على خير”.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــع