الظلم ظلمات

الظلم ظلمات

قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ [إبراهيم: 42، 43].

ويقول سبحانه: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227].

الظُّلْم ظُلُماتٌ في الدنيا والآخرة.. الظلم يخرب البيوت العامرة، ويدمِّر الديار الناضرة، ويبدل حال الظالمين من هناء ورخاء، إلى بلاء وشقاء، ويذيقهم من العذاب ما لم يكونوا يحتسبون؛ جراء ما فعلوا وما كانوا يُجرِمون.. والظلم طبيعة اللئام، وسِمة الإجرام، وصفة مَن لا خلاق لهم من ضعاف النفوس، سفهاء العقول والأحلام.

الظلم في القرآن:
لقد توعَّد الله سبحانه الظالمين أشد الوعيد، فقال جلا وعلا فى سورة إبراهيم: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾ [إبراهيم: 42، 43].

فالله سبحانه وتعالى يُعلن في كتابه العزيز ألَّا يتصور الظالِمُ أن الله غافل عن هذا الظلم، فإذا كان الله يمدُّ للظالم في الإمهال، فهذا من الاستدراج، لا غفلة من الله العزيز جلَّ وعلا: ﴿ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾، ثم يصف حالَ الظالم المنتفخ المتكبِّر المستبد، الذي يملأ الحياة ظلمًا، يصف حاله يوم القيامة بأنها على عكس هذا الانتفاخ الذي كان في الدنيا، بعد أن كان يشمخ بأنفه إلى السماء، يأتي مُهْطِعًا مُقْنِع الرأس ﴿ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ ﴾، يضع رأسه عند قدمه ذلًّا وحياءً وخوفًا ورهبةً ﴿ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ﴾؛ أي لا يستطيعون أن ينظُروا بأبصارهم من شدة الهلع والخوف الذي ملأ قلبَ الظالم! بسبب ما ملأ قلوبَ الناس من خوفٍ ورعب، يكون جزاؤه يوم القيامة أن يَملأ قلبَه الرعبُ، والجزاء من جنس العمل؛ حتى لا يكاد أن تستقر عينُه على شيء ﴿ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ﴾، إذا نظر من شدة الخوف لا يستطيع أن يُغمض عينيه ﴿ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ﴾؛ وقلوبهم فارغة من كل شيء.

وقال تعالى: ﴿ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 108].

وقال تعالى: ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

وقال تعالى: ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].

وأكَّد هذا المعنى ربُّنا عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم من حديث أبي ذر عن النبي: أن الله قال: ((يا عبادي، إني حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تَظالَموا))؛ أي: لا يَظلِمْ أحدٌ منكم الآخر، فيضره في جسده، أو في ماله، أو يهتك عرضه، أو ينقص حقه، أو يتكلم عليه بالغِيبة والنميمة فيؤذيه.

الظلم في السُّنة:
روى الإمام مسلم عن جابر بن عبدالله أن رسول الله قال: ((اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)).

وروى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ذنبانِ يُعجَّل لصاحبهما في الدنيا: البَغْيُ والعقوق))، وفي رواية: ((مع ما يدخره له في الآخرة))؛ أي: يعذَّب في الدنيا، ولن يُفلِت من عذاب الله في الآخرة.

التحلل من الحقوق:
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على أداء الحقوق إلى أصحابها في الدنيا قبل الآخرة؛ فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كانت له مَظلِمةٌ لأخيه فلْيتحلَّلْ منها فى الدنيا؛ فإنه ليس ثَم دينار ولا درهم، مِن قَبلِ أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن حسنات أُخِذ من سيئات أخيه فطُرِحت عليه)).

وقد جاء في الأثر: أن الله إذا جمع الأولين والآخرين إلى يوم لا ريب فيه، حُفاةً عُراة غُرْلًا، وقد وقَفوا في صعيد واحد وتجرَّدوا للحساب، تجلَّى الله سبحانه وتعالى على عرشه، يحمله ثمانية، فنادى بصوت يسمعه مَن قرُب كما يسمعه مَن بعُد، فيقول عز من قائل: (أنا الملِك، أين ملوك الأرض؟ أنا الملِك، أين ملوك الأرض؟ أنا الملِك، أين ملوك الأرض؟ ثم يقول: لمن المُلْكُ اليوم؟ لمن المُلك اليوم؟ فلا يجيبه ملَكٌ مقرَّب ولا نبي مرسَل، فيجيب نفسَه بنفسه تبارك وتعالى، ويقول: لله الواحد القهار، ثم يقول: ((إني حرَّمتُ الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، وعزتي وجلالي لا تنصرفون اليوم ولأحدٍ عند أحدٍ مَظلمةٌ))، فتُنصَب الموازين، وتُرفع الصحف، ويُحضر الملائكة، ويأتي الظَّلَمة يَعَضُّ كلُّ ظالم على يديه حتى يأكلها، فيقتص الله للمظلوم ممن ظلَمَه، بحُكمه العدل، وميزانه القسط، حتى يؤتى بالبهائم، فتحشر كالجبال، ما بين الإبل، والبقر، والغنم، والعجماوات، والطيور، فيتجلى الله لها، فيقتص لبعضها من بعض، حتى يقتص للشاة الجماء من ذات القَرْن، فإذا انتهى من الحكم بينها - تبارك وتعالى - قال لها: ((كوني ترابًا))، فتكون ترابًا، فيقول الكافر عندها: "يا ليتني كنت ترابًا".

أنواع الظلم:
والظلم على ثلاثة أنواع - كما قال الحسن رحمه الله -: ظلم لا يُغفَر، وظلم يُغفَر، وظلم لا يُترَك:
الأول: ظلم لا يُغفَر: وهو ظلم الإنسان لربِّه، وذلك بألا يؤمن بخالقه، ويكفر بالله عز وجل، وهذا هو أعظم أنواع الظلم، قال تعالى: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

وجاء في الحديث القدسي: أن الله سبحانه وتعالى قال: ((عجبًا لك يا بنَ آدم ما أنصَفْتَني! - أي ما عدَلتَ بيني وبينك - خلَقتُك وتعبُد غيري، ورزَقتُك وتشكُر سواي، أتَحبَّبُ إليك بالنِّعم وأنا غنيٌّ عنك، وتتبغَّض إليَّ بالمعاصي وأنت فقير إليَّ، خيري إليك نازلٌ وشرُّك إليَّ صاعد".

الثاني: ظلم يُغفَر: وهو ظلم الإنسان لنفسه؛ وذلك بارتكاب المعاصي والآثام، والبعد عن طريق الله، ويتبع شيطانه وهواه ولا يخاف مولاه، ولا يدري هذا الظالم لنفسه أن المعاصي تزيل النِّعم، ولله در القائل:
إذا كنتَ في نعمة فارْعَها
فإن المعاصي تزيل النِّعَمْ
وحُطْها بطاعة ربِّ العبادِ
فرَبُّ العِبادِ سريعُ النِّقَمْ

الثالث: ظلم لا يُترَك: وهو ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وهو أسوأ أنواع الظلم، وهذا الظلم مرتعُه وخيمٌ، فكم من أجساد بسببه قد سقمت! وكم من أقوام بسببه افتقرت! وكم من أُسَرٍ بسببه شتِّتت! وكم من أعراض بسببه فُضحت! وكم من أقوام كانت عزيزة ذلَّتْ بسبب ظلمهم للناس!

والظلم من أسباب هلاك الأمم وسقوط الدول؛ قال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ﴾ [الكهف: 59]، وقال تعالى ﴿ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ﴾ [الحج: 45].

بعد أن كانت هذه القرية في هناء ورخاء وتعيش في بحبوحة العيش، فلما ظلَمتْ، ماذا فعل الله بها؟ جعل الله عاليَها سافلَها؛ أي: تحوَّلتْ بسبب الظلم إلى بلاء وشقاء.

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الصحيحين، أن للمظلوم ربًّا ينصره ويسمع نداءه؛ فقد أوصى النبي معاذَ بن جبل لما أرسله إلى اليمن، فقال له: ((واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب))، وقال أيضًا كما جاء في حديث الإمام أحمد عن أبي هريرة: ((دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا؛ ففجورُه على نفسه))، وفي حديث الترمذي من حديث أبي هريرة أيضًا: ((ثلاثٌ لا تُرَدُّ دعْوتُهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبوابَ السماء، ويقول: وعزَّتي لَأنصُرَنَّك ولو بعد حين)).

هذا وعد الله أن ينصر المظلوم ولو بعد حين، حين يفرح الظالم بظلمه، ويستعلي بجبروته، يأتي انتقام الله عز وجل بغتة؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 44، 45]، حتى إذا فرحوا بالمنصب والجاه والسلطان، فرحوا بظُلمِهم للناس وقتلهم وتعذيبهم، فرحوا بإهدار كرامة الناس ﴿ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ﴾، يا له من وعد ووعيد! وعد صادق يُطَمْئن المظلومين، ووعيد يهدِّد الظالمين.

أيها المظلوم، ثِقْ بربِّك، واعلم أن صيحات المقهورين ودعوات المظلومين لن تضيع هدرًا، ولن تذهب سدًى، وسوف يستجاب لها ولو بعد حين.

اتقِ دعوة المظلوم:
1- وتأتي امرأة - وهي أروى بنت أويس - فتدَّعي على سعيد بن زيد رضي الله عنه - أحد العشرة المبشَّرين بالجنة - أنه اغتصب شيئًا من أرضها، فخاصَمتْه إلى مروان بن الحكم، فقال سعيد: أنا كنتُ آخُذُ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعتُ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال مروان: وما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن أخَذَ شبرًا من الأرض ظلمًا طُوِّقه إلى سبع أرَضين))، فقال له مروان: لا أسألك بيِّنةً بعد هذا، فقال سعيد: اللهم إن كانتْ كاذبةً فَعَمِّ بَصرَها، واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها، إذ وقَعتْ في حفرة فماتت.

وفي رواية: فرأيتُها عمياء تلتمس الجُدُر، تقول: أصابتْني دعوة سعيد بن زيد، فبينما هي تمشي في الدار، مرَّت على بئر في الدار، فوقعت فيها، فكانتْ قبرَها.

2- ولما أُهينَ الإمام أحمد، إمام أهل السُّنة - رضي الله عنه وأرضاه - كان الذي سعى في سجنه، وفي ظلمه، وفي جَلْدِه: أحمد بن أبي دؤاد، أحد الوزراء المقرَّبين من الخليفة المعتصم، فرفع الإمام أحمد يديه إلى الحي القيوم، ثم قال: اللهم إنه ظلمني فاحبسه في جسمه، وعذِّبه، وشرِّده أيَّما مشرد.

قال العلماء: فوالله ما مات، حتى أصابه الله بالفالج في نصفه، فنصفه مصاب بالفالج قد مات ويبس من جسمه، ونصفه حي.

دخلوا عليه وهو يخور كما يخور الثور، فقالوا: ما لك؟ قال: دعوة الإمام أحمد أصابتني؛ أما نصفي الأيمن، فوالله لو وقع عليه ذباب لكأنَّ جبال الدنيا سقطت عليه، وأما النصف الآخر، فوالله لو قُرض بالمقاريض ما أحسست ألمًا.

﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]، وهذه سنة الله في الأرض، فإن الله دمَّر الديار، وأهلَكَ الأمم، وأفنى الشعوب لما ظلَموا، سُنةٌ محكَمة، وحكمة بالغة منه - تبارك وتعالى.

3- قال الذهبي في "نبلائه": "دخل أحد المشايخ من الصالحين الأولياء العباد، على أحد الطغاة المتكبِّرين، فنازَعَه في بعض الكلام، وأمره بالمعروف، ونهاه عن المنكر، فقام إليه هذا الطاغية فضربه على وجهه، فقال: لطمتَني! أسأل الله أن يقطع يدك، قال: اعفُ عني، قال: لا والله، حتى نحتكم عند الله"، قال الذهبي: "فأُثِر أنه ما مرَّ عليه أسبوع، إلا وقد استولي على ما عنده، وأُخِذ قصره، وقُطعت يده، وعُلقت أمام الناس"!
لا تَظلِمَنَّ إذا ما كنتَ مقتدرًا
فالظلمُ تَرجِعُ عُقباهُ إلى الندمِ
تنامُ عيناك والمظلومُ مُنتبِهٌ
يدعو عليك وعينُ الله لم تَنَمِ

واجب عملي:
تَحلَّلْ من المظالم في الدنيا قبل أن تلقى اللهَ ولن ينفع الدرهمُ ولا الدينار؛ وإنما هي حسنات وسيئات.
التجويد:
ملحقات الإدغام:
1- المتماثلان.
2- المتقاربان.
3- المتجانسان.
4- المتباعدان.

♦ كل حرفين الْتقَيا لفظًا وخطًّا أو خطًّا فقط ينقسمان إلى أقسام أربعة، هي: المتماثلان - المتقاربان - المتجانسان - المتباعدان.

♦ وقد سكت جمهور علماء التجويد عن ذكر المتباعدين؛ لأن الغرض من هذا العلم هو معرفة ما يجب إدغامه وما يجوز، وهذا لا يكون في المتباعدين.

أولًا: المتماثلان:
وهما حرفان اتفقا مخرجًا وصفة (كالباءين، والتاءين، والجيمين، والدالين).

وينقسم المتماثلان إلى ثلاثة أقسام:
1- المثلان الصغير:
وهو أن يكون الحرف الأول ساكنًا والثاني متحركًا، مثل: اضرب بِّعصاك - وقد دَّخلوا - ربحت تِّجارتهم - يدرككُّم.

♦ نلاحظ في هذه الأمثلة أن الحرف الأول ساكن جاء بعده متحرك من جنسه، فيجب الإدغام بدون غنة؛ لأنهما اتفقا مخرجًا وصفة.

♦ أما إذا كان الحرف الثاني من المتماثلين (ميمًا أو نونًا) يكون الإدغام بمقدار حركتين، هكذا (وهم مِّن - عن نَّفس).

♦ الحكم في المتماثلين وجوب الإدغام عند جميع القراء.

♦ إلا إذا كان الحرف الأخير في الكلمة الأولى حرف مد، نحو (قالوا وهم)، أو هاء سكت، نحو (ماليهْ هَلَكَ عني)، فلا يجب الإدغام؛ بل يجب الإظهار في المثال الأول؛ حتى لا يزول المدُّ بالإدغام، ويجوز الإدغام والإظهار في المثال الثاني، والأقوى عدم الإدغام.

2- المثلان الكبير:
وهو أن يكون الحرفان متحركين، وهذه الحالة وردت في (17) حرفًا هي (الباء - التاء - الثاء - الحاء - الراء - السين - العين - الغين - الفاء - القاف - الكاف - اللام - الميم - النون - الهاء - الواو - الياء).

مثال: الكتابَ بِالحق - شهرُ رَمضان - الناسَ سُكارى.
حكمه: وجوب الإظهار عند جميع القراء.

3- المثلان المطلق:
وهو أن يكون الحرف الأول متحركًا والحرف الثاني ساكنًا (عكس المثلان الصغير)، مثال: نَنْسخ – شقَقْنا - أحيَيْنا.
حكمه: الإظهار عند جميع القراء.

علوم القرآن:
جمع القرآن:
معنى كلمة الجمع في اللغة: ضمُّ المتفرِّق بتقريب بعضه من بعض، وجعله في مكان واحد، فجمعُ القرآن معناه استيعابُه والإحاطة به، ولهذا الاستيعاب طريقان:
الأول: حفظه كلِّه واختزانه في العقل، فذلك إحاطة به في صدور الحفاظ
.
الثاني: كتابته كلِّه، فذلك إحاطة به في السطور المكتوبة، وهذا مر بعدة مراحل:
1- جمعه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد كان هناك كُتَّابٌ للوحي، يكتبون ما نزل فيما يتيسر لهم من أدوات الكتابة في هذا العهد، مثل: العُسُبِ، وهي الأطراف العريضة من جريد النخل التي لم ينبت عليها الخوص، واللِّخَافِ، وهي الحجارة الرقيقة العريضة، والأَكتافِ، وهي العِظام المعروفة في الشاة والبعير، والرِّقاعِ، وهي القطع من الجِلْد، ولم تكن مجمعة في بيت واحد؛ بل كانت متفرِّقة، والألواح وهي الصحف العريضة من الخشب، وغيرها.

وجاء في البخاري أن الذي جمع القرآنَ سبعةٌ من الصحابة، هم عبدالله بن مسعود، وسالم بن معقل مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأُبَيُّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، وأبو الدرداء.

2- وجُمِع القرآن مرة أخرى في عهد أبي بكر، بعد استشهاد ما يقرُب من سبعين من الصحابة الحفَّاظ في حروب الرِّدَّة، وجمَعَه زيد بن ثابت رضي الله عنه.

يقول الشيخ الزرقاني رحمه الله: "وقد قوبلتْ تلك الصحفُ التي جمعها زيدٌ بما تستحق من عناية فائقة، فحفظها أبو بكر عنده، ثم حفظها عمرُ بعده، ثم حفظتْها أم المؤمنين حفصةُ بنت عمر، حتى طلبها منها خليفة المسلمين عثمانُ بن عفان؛ حيث اعتمد عليها في استنساخ مصاحف القرآن، ثم ردَّها إليها".

كيف تحفظ القرآن؟
استثمر طاقة الصيام:
إن للجسم مستويات محدودة من الطاقة بشكل دائم، فعندما توفر جزءًا كبيرًا من الطاقة - بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب - وتوفر جزءًا آخر بسبب النقاء والخشوع الذي يخيِّم عليك بسبب طاقة الصيام، وتوفر طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير الذي يُحدِثه الصيام لديك - فإن هذا يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن تحفظ القرآن بسهولة؛ لأن الطاقة المتوفرة لديك تؤمِّن لك الإرادة الكافية لذلك، وهذا يعني أن شهر رمضان هو أنسب الأوقات للبدء بحفظ القرآن، فهل تسبجيب لنداء الحقِّ تبارك وتعالى وتبدأ بهذا المشروع الرابح؟ يقول تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30].

جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك

تسسسلم الايـآدي على روعه طرحك
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم
آحتـرآمي لك

*,

جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله في ميزان حسناتك
وان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة
الله لايحرمنا من جديدك
ودي وتقديري

-




جزاك الله كل خير ..