معتوق : ( يتأبط يد العم سمير ، ويذهبان لتناول العصير ) هل أنت راضٍ عني الآن يا سمير ؟ .
سمير : نوعاً ما .
معتوق : لا .. لا يا صاحبي والله لا أتركك إلا وأنت على أكمل حال وأهنأ بال .
وتمر الأيام تتبعها الأيام والسيد معتوق يوثق الصلة بالخادم سمير ويظهر له الحب والمودة حتى توثقت العلاقة بينهما وأصبح كل مهما لا يفارق الآخر طيلة وقت الفراغ ، وفي أحد الأيام جلس كلُ من سمير ومعتوق في المقهى يشربان الشاي ويتحاوران .
معتوق : كيف الأحوال الآن يا أخي سمير ؟ .
سمير : مستورة ، تعب كثير ومرتب قليل .
معتوق : عندما ذكرت لك ذلك منذ أعوام اتهمتني وأغلظتى علي الكلام .
سمير : الأيام تمر والأعوام تمر ولم أستطع أن أدخر إلا القليل من المال .
معتوق : آه يا سمير.. آه لو كنت مكانك لأصبحت من الأغنياء .
سمير : أعوذ بالله ، ماذا تقول يا معتوق ؟ .
معتوق : أجل لأصبحت من الأغنياء ، ما ضرهم لو زادوا لك أجرك أو منحوك منحة تسير بها أمرك .
سمير : ولكنهم لم يفعلوا .
معتوق : إذن تدبر أمرك وخذ مهم حقك .
سمير : ما الذي تقوله يا صحابي ؟! كيف أتدبر أمري وآخذ حقي؟!.
معتوق : غداً عندما نلتقي سأضع لك خطة وأساعدك على تنفيذها.
سمير : ماذا ... ؟! خطة وتساعدني على تنفيذها ! .
معتوق : أجل يا صديقي العزيز ، يجب أن تأخذ حقك منهم وإلا قضيت عمرك كله دون أن توفر ثمن غرفة تسكن فيها ، ناهيك عن ا لزواج والأولاد .
سمير : كفى .. كفى لا تقلب عي المواجع ، إني لا أمد يدي على حرام قط .
معتوق : " يضحك ضحكة خبيثة " ومن قال لك أنك ستمد يدك على الحرام ؟! لابد أن نلتقي غداً وأعرض عليك الخطة ، أنا على يقين أنك ستوافق عليها .
سمير : أرجو ذلك ، وأكرر عليك أنا لا أمد يدي على الحرام مهما كانت الظروف والأحوال .
وفي اليوم التالي التقى الصديقان الحميمان سمير ومعتوق في مقهى الحي ، وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث .
معتوق : أهلاً بك .. أهلاً بك بالصديق الحبيب .
سمير : أهلاً بك .. يا معتوق .
معتوق : إنك فعلاً رجل طيب يا سمير .
سمير : شكراً على هذه الثقة يا صحابي .
معتوق : أنا أحسد تلك الأسرة التي تعمل عندها .
سمير : تسحدهم ؟! على أي شي يا صاحبي .
معتوق : أحسدهم على أنهم وجدوا شخصاً مثلك يعمل عندهم ، طيب وأمانة وعمل جاد ، إضافة إلى ذلك مرتب بسيط لا يكاد يسد الرمق .
سمير : كفاك مناورة ولف ودوران ، هات من الآخر ليس لدي الوقت الكافي للانتظار .
معتوق : حسنٌ ، أنا أعرض عليك أن تمكنني من الدخول إلى القصر الذي تعمل فيه وأنا بدوري أتدبر باقي الأمور .
سمير : ماذا ... ؟! ماذا تعني ؟!! .
معتوق : أقوم بسرقة بعض التحف والقطع الثمينة والمجوهرات وأبيعها وأعطيك نصف ثمنها منحة مني .
سمير : ماذا تقول ..؟! لا شك أنك واحد من شياطين الإنس .
معتوق : لا .. لا يا صديقي لماذا الغلط ؟ أنا أريد أن استرد لك بعض حقك .
سمير : بالسرقة يا معتوق ؟! .
معتوق : لا ... لا يا صاحبي أنا أتحمل وزر السرقة وأنت تأخذا الفائدة فقط .
سمير : ( يقف تاركاً صديقه ) وداعاً أيها .....
معتوق : لا ... لا تكمل سأتحين الفرصة وآتيك إلى القصر .
سمير : لا تفعل لأنني سأطردك .
وتمر الأيام والشرير معتوق يتحين الفرصة السانحة ويراقب القصر الذي يعمل به صديقه سمير ، وفي إحدى الأمسيات وعندما رأى أصحاب القصر يغادرونه في زيارة لبعض الأقارب استغل الفرصة وذهب إلى القصر وطرق الباب .
سمير : أيوه ... من بالباب ؟ .
معتوق : افتح يا سمير ، أنا معتوق .
سمير : ( يفتح الباب ) أنت يا وجه النحس ، ما الذي جاء بك ؟ .
معتوق : ( يدخل بسرعة داخل القصر ) هيا , بسرعة أعمل لنا فنجان قهوة على كيفك من بيت الأكابر .
سمير : فنجان قهوة ! وهل أنت تستحق فنجان قهوة ؟ .
معتوق : هيا ، بدون سماجة ، اذهب إلى المطبخ وقم بدورك بالضيافة .
سمير : إذن اجلس هناك ولا تتحرك من مكانك .
معتوق : أمرك مطاع يا سيد سمير ... ولكن ..
سمير : ولكن ماذا ... ؟ .
معتوق : ألا تسمح لي أن ألقي نظرة على هذا القصر الرائع الذي لم أر مثله طوال حياتي .
سمير : لا يا سيد معتوق اجلس مكانك فقط .
معتوق : أمرك مطاع ، ولكن عجل بالقهوة وبشي من الحلويات .
سمير : قهوة وحلويات يا لك من مفتري !.
معتوق : يا الله يا شيخ ، أنت كريم وأنا استحق الكرم .
وما إن ذهب سمير إلى المطبخ ليعد له فنجان قهوة وإذا بالسيد معتوق قد أخرج كيساً ن جيبه وأخذ يملأ من التحف النادرة و الثمينة حتى امتلأ كيسه ، ولما عاد سمير بالقهوة وجد صاحبه معتوق قد ملأ كيسه بالتحف والقطع الثمينة .
سمير : أرجوك اخرج ودع ما في يدك ، أرجو أن لا تسبب لي فضيحة بعد هذا العمر .
معتوق : أي فضيحة هذه ، هذا حقي وحقك وغداً ستشكرني على هذه المساعدة التي أقدمها لك بالمجان .
سمير : اخرج وإلا صرخت بأعلى صوتي حتى يحضر الجيران وتكون فضيحة لك .
معتوق : لا يا سيدي أنا بالنسبة لي يكفيني هذا الكيس الذي جمعته أما أنت فتخير لك كيساً آخر وسأبيعه لك ، وبينما هما يتحاوران إذا بالباب يقرع وإذا بأصحاب البيت قد عادوا .
سمير : هيا يا معتوق اخرج من الباب عند بئر لماء ( وأشار له إلى موضعه ) .
معتوق : ( ينطلق حيث إشارة له صديقه سمير ثم عاد إليه لاهثاً )
سمير : أيها الأحمق وماذا تصنع ببئر الماء أنا دللتك عليه لتعرف الباب فإذا عرفت الباب فاذهب واخرج منه ولا تفضحني .
معتوق : ولكنك لم تصدقني ، لقد ذكرت بئر الماء ولكني لم أجد بئر الماء .
سمير : لعنك الله ، لص أحمق .
ولم يزالا يتحاوران فيما بينهما حتى فتح صاحب البيت بمفتاح كان معه فوجد سمير وصاحبه اللص الأحمق وبيده كيس ملئ بالمجوهرات والتحف النادرة .
صاحب الدار : ما هذا يا سمير ؟! .
سمير : لص وأحمق .
صاحب الدار : ماذا تقول لص وأحمق ؟! .
سمير : أجل يا سيدي لص وأحمق .
صاحب الدار : ولكه صاحبك الذي تقعد معه دائماً على القهوة .
سمير : أجل يا سيدي ولكنني لم أعرف أنه لص إلا هذه اللحظة .
صاحب الدار : ولكنك كنت تريد إخراجه من الباب الخلفي الذي لا يعرفه أحد .
سمير : أجل يا سيدي لقد دخل رغماً عني فأردت ستر الفضيحة حتى لا يتسرب الشك فيكم .
صاحب الدار : ولكنك أوقعت نفسك في فضيحة أكبر .
سمير : أشهد الله أنني لم أمد يدي على حرام طيلة حياتي ، ولكنه دخل إلى القصر رغماً عني وطلب مني ضيافته بفنجان من قهوة.
صاحب الدار : ( موجهاً كلامه إلى معتوق ) وأنت أيها السيد المحترم ، هل هذا جزاء الصداقة والأخوة ، تقتحم عليه الدار باسم الصداقة والأخوة والمحبة .
معتوق : عذراً يا سيدي ، أنا اللص ، وهذا الإنسان بري ، ولقد حاولت إغراءه مراراً فكان دائماً راعياً لحقوقكم أميناً على أموالكم مخلصاً وفياً في خدمته لكم ، فاضطررت لمداهمة القصر بالحيلة والخداع ، وعندما اكتشف الأمر أخذ يصيح ويستغيث ، أرجوك يا معتوق لا تفضحني بعد هذا العمر ، نعم يا سيدي أنا استحق الجزاء العادل ، وهو لا يستاهل إلا كل خير ( وأخذ يبكي بصوت مرتفع ) .
صاحب الدار : هكذا إذن ( يلتفت إلى سمير ) بارك الله بك وبأمانتك يا سمير .
سمير : أقسم بالله بأن يدي لم تمتد على حرام قط حتى هذه اللحظة ولكنه فاجأني بالحيلة والمكر والخداع ودخل القصر عنوة.
صاحب الدار : شكراً لك على أمانتك فأنت تستاهل كل خير ولك عندي مكافأة قيمة على أمانتك ، أما أنت أيها اللص فسأسلمك للقضاء فهو الذي يتولى أمرك .