أمر المؤمنين بذكر الله تعالى بعد فراغهم من مناسك الحج
أمر المؤمنين بذكر الله تعالى بعد فراغهم من مناسك الحج
فاسمع ما يقول تعالى لنا ونحن حجاج بيته يعلمنا ويرشدنا، يقول: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ [البقرة:200] أكملتموها، أتممتموها، أحرمتم وطفتم ووقفتم بعرفة، ونزلتم للضيافة الإلهية في منى ثلاثة أيام، للتهيؤ للعودة إلى الديار، فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ [البقرة:200] فماذا تفعلون؟ قال: فَاذْكُرُوا اللَّهَ [البقرة:200] اذكروا الله بألسنتكم: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الحمد لله، هذا ذكر الله. فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ [البقرة:200] أي: يا من كنتم تجتمعون في منى للمفاخرة والمباهاة وإنشاد الأشعار والتباهي بالقبيلة وزعمائها في عهد الظلام عهد الجاهلية! اذكروا الله كما كنتم تذكرون آباءكم، إذ كانوا كفرة مشركين لا يعرفون الله، فيذكرون آباءهم وأجدادهم: هذا فعل كذا، وهذا فعل كذا. أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا [البقرة:200] أي نعم، بل أشد ذكراً؛ لأن ذكر الله يرفعهم، وذكر الآباء والأجداد يهبط بهم، ولكن من باب أنكم كنتم أيام منى تتفاخرون ثلاثة أيام وتذكرون أجدادكم فالآن اذكروا ربكم أشد ذكراً.ومن ثم فطول الليل والنهار ونحن في ذكر الله، لا سيما عند رمي الجمرات: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر سبع مرات، وننزل إلى الثانية مثل ذلك، وإلى الثالثة مثل ذلك، وكلنا ذكر، وإذا صلينا الصلوات الخمس من ظهر يوم العيد إلى عصر اليوم الثالث ونحن في بيوت الله في الشرق في الغرب في كل مكان، ما إن نسلم من الصلاة حتى نقول جهراً: الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد، ثلاث مرات في العالم بأسره. والحمد لله، فهل استجبنا لربنا أم لا؟ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ [البقرة:200] فماذا تفعلون؟ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا [البقرة:200].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|